رفض حكومة التكنوقراط من قبل اغلبية نواب التأسيسي (النهضة, المؤتمر, حركة وفاء), ودعوات لتبني مبادرة اتحاد الشغل للحوار الوطني, وضرورة تأسيس مؤتمر للانقاذ الوطني, ولجنة برلمانية للبحث في اغتيال شكري بلعيد, كانت ابرز المحاور للجلسة العامة لنواب التأسيسي أمس. وقال هشام حسني نائب المجلس التأسيسي عن الحزب الشعبي التقدمي ان الحكومة امعنت في سوء ادارة البلاد ,وان المجلس التأسيسي لم يتخذ قرارات في ما يتعلق بممارسة العنف ,واشار الى ان حكومة المحاصصة الحزبية فشلت في ادارة البلاد وشدد على ضرورة تشكيل حكومة ازمة تتكون من كفاءات وطنية تكون لها صلاحيات محدودة وتتخذ اجراءات عاجلة تقطع مع التصرف العشوائي في ثروات البلاد,كما اعتبر ان مبادرة الجبالي المتمثلة في تشكيل حكومة تكنوقراط منقوصة لانها لم تحصل على توافق سياسي, مضيفا انه يجب اعداد خارطة طريق والتوافق حول الدستور, وتفعيل مبارة اتحاد الشغل.
النهضة ترفض قرار الجبالي
أما الصحبي عتيق رئيس كتلة حركة النهضة فقال الشرعية تتدعم بالحضور وتبدد بالغياب ,واشار الى ان يوم اغتيال شكري بلعيد مثل صدمة ومفاجاة بالاغتيال في الصباح وفي المساء صدمة رئيس الحكومة المتمثلة في تشكيل حكومة تكنوقراط.
كما شدد على ان موقف حركة النهضة يتمثل في ان الوضع السياسي الحالي يتطلب حكومة توافق ,وان الشرعية واضحة والشعب انتخب من يحكمه, واعتبر ان حكومة التكنوقراط بمثابة المتصرف, وهي في العادة تأتي بعد الانقلابات العسكرية.
أما محمد براهمي نائب المجلس التأسيسي عن حركة الشعب فقال إن من يتم نعتهم ب«الصفر فاصل لا يتحملون المسؤولية بل ال99 بالمائة هم من يتحملونها» واشار الى ان اغتيال المناضل شكري بلعيد هو نتيجة التدافع السياسي الذي طالما تم التحذير منه اضافة الى التهريج السياسي, وتساءل, ماذا تريدون بالضبط؟ هل تريدون حربا اهلية؟ مجيبا «لا أعتقد».
لجنة تحقيق في اغتيال بلعيد
كما اعتبر ان اسلوب ادارة الازمة يؤدي الى الحرب الاهلية, مستدركا «نحن نحذر من العنف لكننا لا نخافه», مشيرا الى عددا من النواب تعاملوا مع المجلس التأسيسي كأنه غنيمة حرب ولهذا السبب ستفشل كل الحكومات بما فيها حكومة التكنوقراط، ودعا الى مؤتمر للانقاذ الوطني والى تكوين لجنة من المجلس التأسيسي للتحقيق في حادثة اغتيال شكري بلعيد توافي التأسيسي بتقرير اسبوعي.
اما مقرر الدستور الحبيب خضر فقال ان المجلس التأسيسي هو الوحيد الذي يستمد شرعيته من الشعب واشار الى وجود بعض «الفتاوى المتحيلة» لسحب الثقة من المجلس التأسيسي, وشدد على انه لا يمكن ان يباشر اي عضو في الوزارة دون المرور بالمجلس التأسيسي, وقال «لا ننصح احدا بالاستماع الى من يحترف تزوير القانون ولهم الخبرة في التعامل مع المخلوع» مضيفا «هناك من مد الله في عمرهم ولم يستطيعوا التأقلم مع مجلس منتخب ودعوا الى حله». كما قال ان بعض النواب صدموه بتصريحاتهم فهناك من يهدد بالتهجير والسجون.
من قتل شكري بلعيد ؟
أما النائب عن الكتلة الديمقراطية شكري القسطلي فقال «يجب الابتعاد عن تحريك الشارع والدعوة الى مليونيات» مشيرا الى ان الجميع يجب ان يتعلم مما حصل في مصر, اما اياد الدهماني نائب المجلس التأسيسي عن الكتلة الديمقراطية فقال «العزوزة هازها الواد وتقول العام صابة» موضحا ان من يقولون في داخل المجلس ان الحكومة ليست فاشلة وان الاعلام خلق الازمة يؤكدون ما قاله في البداية.
كما شدد على ضرورة العودة الى سؤال من قتل شكري بلعيد؟ مشيرا الى ان ليس فقط من ضغط على الزناد هو القاتل بل ان الرصاصات التي قتلت شكري بلعيد صنعت من كلمات ,كلمات من استولوا على المساجد ويكفرون ويدعون الى العنف والكراهية ,ومن قال ان قتل الشهيد لطفي نقض عمل ثوري هو المسؤول ,وان من قتل شكري بلعيد هو عجز الترويكا على حماية السياسيين والمواطنين.
ودعا اياد الهماني الى ضرورة تشكيل حكومة انقاذ وطني واعتبر ان حكومة كفاءات ليست انقاصا من الشرعية فايطاليا اليوم تحكمها حكومة كفاءات وهي دولة ديمقراطية, وختم حديثه بالقول ان «الاستفراد بالسلطة لن ينجح الانتقال الديمقراطي».
اما طارق بوعزيز نائب المجلس التأسيسي المستقل فتساءل, اين رئيس الحكومة؟ وهل قراراتنا ملزمة ام انها مجرد جلسة ل«تفريغ القلب»؟ كما اضاف انه يرفض الزعاماتية الموجودة حاليا في الاحزاب مشيرا الى ان كل الاحزاب رؤساؤها يتجاوزون الستين ,اما عامر العريض نائب المجلس التأسيسي عن حركة النهضة فقال ان توظيف اغتيال شكري بلعيد «رخيص» مثل اصحابه, وشدد على ان التأسيسي هو السلطة الشرعية,ومن يشكك فيه لا يؤمن لا بالانتخابات ولا بالديمقراطية.
محاولة انقلاب
اما عن الحكومة التي يمكن ان تدير المرحلة الحالية قال «يجب ان تتكون من اشخاص لهم كفاءة ويلتزمون بأهداف الثورة ولا يمكن ان يكون ذلك الا في حكومة ائتلافية بمشاركة الاحزاب والكتل الجادة التي انبثقت عن الثورة», اما نجيب مراد نائب المجلس عن نفس الكتلة فقال ان ما حصل «محاولة انقلاب عن الشرعية لم ينجح في 6 فيفري, وهي محاولة بدأت بحرق مقامات الاولياء الصالحين. في حين قال المولدي الرياحي رئيس كتلة التكتل ان حزبه متمسك بمبادرة اتحاد الشغل خاصة وانها مرتبطة بالتأسيسي ,اما مهدي بن غربية نائب المجلس التأسيسي عن الكتلة الديمقراطية فقال ان تونس يتهددها شبح حرب اهلية وافلاس اقتصادي..وشدد على ضرورة تشكيل حكومة تكنوقراط واذا تم الاتفاق على حكومة وفاق وطني تتخلى الحكومة الاولى ,في حين قال عبد العزيز القطي نائب المجلس التأسيسي عن حركة نداء تونس ان رئيس الحكومة كتب على صفحته في الفايسبوك «اني اخترتك يا وطني» بعد قراره تشكيل حكومة تكنوقراط وتم اتهامه بأنه انقلب على الثورة وانه بنفسجي, واعتبر ان رئيس الحكومة اختار الحل الامثل لكنه تعرض لانتقادات من النهضة وحملة تشويه واتهمه البعض بتفضيل المصلحة الحزبية على المصلحة الوطنية.
اما فيصل الجدلاوي نائب التأسيسي المستقل فقال ان نواب التأسيسي اصبح لهم دور وحيد وهو المصادقة على مشاريع القوانين التي تقدمها الحكومة ,اما وليد البناني نائب رئيس كتلة حركة النهضة فقال ان الجبهة النيابية التي تشكلت للدفاع عن الشرعية يجب ان تبقى.