لا يمكن أن يكون هناك تصور أن المعوق في وضعية دونية مقارنة بغيره فوضعية الإنسان عموما ابعد من ذلك فما بالك بالمعوق وما بالك بالمعوق المتفوق والحائز على شهائد علمية عليا التي بها يثبت ويؤكد أنه إذ توفرت له الفرص قادرا أن يبدع ويضيف. ومثالنا اليوم في إطار حديثنا عن توفر الإمكانيات فهي لم تكن سوى متواضعة وذاتية. فقد تعبت كل العائلة في سبيل توفير جزء منها فالعائل الوحيد هو الأب الذي حرم نفسه من ابسط الضروريات وحرم معه بقية أفراد العائلة حتى نال الإجازة التطبيقية في الايطالية . الرجل الذي نتحدث عنه هو السيد حسام خلفه الذي يبلغ من العمر 26 سنة. تحصل على ثمرة جهوده بعد تعب ومعاناة سبقتهما رغبة جامحة في النجاح والوصول إلى أسمى المراتب رغم كونه يشكو منذ ولادته من إعاقة بصرية حادة ولكنه تحامل على قساوتها وتسلح برباطة الجأش بدعم من والديه . زاول تعليمه الابتدائي بمدرسة المكفوفين بقابس ليلتحق بعد ذلك للإتمام تعليمه الإعدادي والثانوي بالمعهد الثانوي «النور» بسوسة وتحصل على شهادة الباكالوريا سنة 2008 بعدها انتقل لمزاولة تعليمه بالمعهد العالي للإنسانيات بتوزر وتحصل على أثرها على الإجازة التطبيقية في الإيطالية اختصاص تجارة دولية . كان ذلك نجاحا باهرا لمعوق جعل من إعاقته حافزا للتفوق ولكن مأساته بدأت من جديد فالبطالة لم تترك له بابا للأمل خاصة وأن عائلته تشكو ظروفا اجتماعية ووالدته تعاني هي الأخرى من إعاقة عضوية وعند جلوسنا للسيدة فاطمة خلفه كان صمتها معبرا أكثر من كلامها إلا أن حاولنا جمعنا لبعض ما تقوله. فهي تفتخر بما أنجزته وما قدمته لفلذة كبدها إلا أن فخرها ذلك اصطدم بآلام الواقع والحالة التي عليها ابنها من بطالة ومعاناة جديدة فهي تناشد كل المسؤولين الجهويين والوطنيين إلى التدخل للإيجاد حل الوضعية الصعبة والمريرة.