نظمت جمعية المرأة الناشطة بالمنستير مؤخرا أمسية ثقافية بالمركب السياحي بالمدينة بحضور ثلة من الوجوه النسائية الوطنية على غرار النائبتين بالمجلس التأسيسي سعاد عبد الرحيم وسنية تومية ورئيسة ديوان وزيرة المرأة والمشرفة في الوزارة على العلاقات مع الجمعيات. النائبة سعاد عبد الرحيم تحدثت طويلا عن دور المرأة التونسية في مجتمعها عبر التاريخ فهي منخرطة في حركة التحرير الوطني وهي الحاضرة نوعيا عبر مسار تاريخ حضارتنا وهي الفاعلة موضوعيا على جميع المستويات في واقع البلاد الراهن.
وانطلاقا من هذه المعطيات خلصت النائبة الى أن لا أحد يمكنه التلاعب بحقوق المرأة التونسية أو النيل منها.
وأضافت عبد الرحيم «نقدم كل التطمينات لمن يخشى على مستقبل المرأة وسنسعى الى التنصيص على المساواة بينها وبين الرجل وتكافؤ فرصها معه في الدستور والتونسيات مدعوات الى الانخراط أكثر في الشأن العام تأسيسا لثقافة تشاركيّة تقطع مع عقلية الهيمنة الذكورية».
ومن ناحية أخرى تحدثت النائبة عن الواقع السياسي الراهن في البلاد فدعت في حديثها الى الوفاق قائلة «لا بد من التعايش السلمي بين كل التونسيين على اختلاف توجهاتهم السياسية ومرجعياتهم الايديولوجية فتونس الجميلة حسب قولها تتسع للجميع ولا بد أن يكون الجميع يدا واحدة للذود عنها من الأخطار».
النائبة سعاد عبد الرحيم ختمت مداخلتها بالقول «أدعو بكل الحاح أنصارنا قبل منافسينا (أنصار حركة النهضة على ما يُفهم) الى الابتعاد عن كل ما من شأنه أن يذكي نار الاحتقان السياسي والتجاذبات العنيفة بين أبناء الشعب الواحد».
الحاضرات اللاتي صفقن طويلا لمداخلة النائبة أجمعن في تدخلاتهن على ابراز الدور النوعي الذي لعبته المرأة التونسية عبر تاريخها وأكدّن الدعوة الى تكثيف انخراطها في المسؤوليات وفي الشأن العام بل وفي المناصب العليا في البلاد داعيات وزارة المرأة الى النهوض بدور فاعل في مساعدة الأسرة التونسية على النجاح في أدوارها التربوية وعلى المساهمة بفاعليتها في اصلاح المنظومة التربوية والتعليمية التي تهم المرأة بشكل مباشر.
وقد وقفت الشروق من خلال الحضور في تظاهرة جمعية المرأة الناشطة في المنستير على أن الطيف الاسلامي الغالب على الحاضرات لم يمنع علوّ أصواتهنّ بالدعوة الى تكريس حقوق المرأة ومساواتها بالرجل ودعم انخراطها الفاعل في الشأن العام وفي المراكز القياديّة في الدولة.
شعارات ودعوات تبدو غير بعيدة بالمرّة عمّا ترفعه جلّ النساء التونسيات بمختلف مرجعياتهن الحزبيّة والايديولوجية... فهل تكون النساء مركز الجذب في التوافق بين الفرقاء السياسيين المشكّلين للمشهد التونسي!