قال الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة ان أمن بلاده في خطر بسبب الحرب الدائرة في شمال مالي وبسبب «الارهاب والفلول الارهابية» على حد تعبيره. وفي كلمة بثتها الاذاعة الجزائرية في ذكرى «تأميم قطاع المحروقات من هيمنة الشركات الفرنسية في 24 فيفري 1971»، أوضح بوتفليقة: «نرى أمننا يتعرض للخطر بين الفينة والأخرى جراء الوضع السائد في مالي على حدودنا الجنوبية وبسبب ارهاب لا يؤمن شره ولا نتهاون لحظة في محاربته». وأعرب الرئيس الجزائري عبدالعزيز بوتفليقة عن قلقه من الأوضاع الأمنية في مالي، واعتبرها تهديدا لأمن الجزائر، محذرا من تحديات تواجه بلاده بسبب الوضع السائد في شمال مالي.
واعتبر الرئيس الجزائري الهجوم على منشأة «ان أميناس» البترولية جنوب البلاد منتصف جانفي الماضي «الدليل الأمثل على ذلك (خطر الوضع في مالي على الجزائر) حيث كشف وحشية الفلول الارهابية».
وتأتي تحذيرات بوتفليقة بعد ساعات فقط من اعلان واشنطن بناء واحدة من أكبر القواعد للطائرات من دون طيار في النيجر لتكون مصيدة للجماعات المسلحة في مالي وشمال افريقيا ما ينذر بطول أمد المواجهة. وكشفت وكالة أنباء «الأناضول» النقاب عن مفاوضات سرية تجريها الجزائر مع شخصيات مقربة من حركة أنصار الدين تهدف الى اتفاق مع الحركة على عدم مساعدة القاعدة أو حركة التوحيد والجهاد في مالي.
وتهدف هذه المفاوضات التي تجريها الجزائر مع أحد المقربين من اياد غالي زعيم أنصار الدين الى تكرار تجربة الوئام والمصالحة التي أسفرت عن استسلام آلاف المسلحين لعزل اقليم أزواد عن تنظيم القاعدة. وتبنت جماعة «الموقعون بالدم» المنشقة عن القاعدة بقيادة مختار بلمختار الهجوم على منشأة الغاز الجزائرية «ان أميناس» ، وقال الوزير الأول الجزائري عبد المالك سلال في وقت سابق ان عناصر الجماعة قدموا من شمال مالي ودخلوا المنطقة بعد المرور بالنيجر وليبيا.
وفي الاتجاه نفسه أشاد بوتفليقة بأداء الجيش في الحادث معتبرا أنه أظهر اقتدار جيشنا وأجهزتنا الأمنية الذين وفقوا جميعهم في التصدي لهذا الاعتداء الذي استهدف احدى أهم المنشآت في بلادنا». وأسفر الهجوم على المنشأة الغازية جنوب البلاد عن مقتل 37 رهينة من بينها جزائري، كما قتل 29 مسلحا وتم القبض على 3 من محتجزي الرهائن خلال الهجوم الذي شنته القوات الخاصة التابعة للجيش الجزائري، بحسب تقديرات رسمية جزائرية.