إينريكو مونفريني المحامي النرويجي المكلف من السلطات التونسية بملف استرجاع الأموال المنهوبة من طرف جماعة «بن علي الطرابلسي» في الخارج، اعتبر في حوار صحفي أن سنة ونصفا ستكون كافية لاسترجاع تونس الأموال المجمدة في سويسرا. بعد تكليفكم من البنك المركزي التونسي في سبتمبر 2010 بمهمة استعادة الأموال المنهوبة من بن علي والطرابلسية بالخارج أين وصلت مجهوداتكم؟
أحظى بتكليف دولي يغطي كافة بلدان العالم غير أني لا أشتغل حول دول الشرق الأوسط.لأن دولا مثل المملكة العربية السعودية ودبي وقطر لا تبدي استعدادا للتعاون في هذا الملف والحقيقة أنني استهللت عملي من سويسرا لسببين الأول يكمن في أن الحكومة السويسرية كانت سباقة لتجميد أموال وممتلكات بن علي خمسة أيام عقب هروبه. والثاني يتمثل في أن هذا البلد يعتبر مركزا لأموال الدكتاتوريين. سبق لي وأن وضعت يدي على 600 مليون دولار في سويسرا من الأموال التي نهبها الرئيس النيجيري سامي أباشا وكان يجب الاشارة هنا إلى أن السلطات المختصة قبل نحو عقد من الزمن ليست ذاتها الآن إضافة إلى تغيير كبير لمجلة الاجراءات الجزائية في 1 جانفي 2011 عطل الكثير من الاجراءات.
هل هذا يعني أن الملف يتقدم ببطء؟
في البداية نعم ولكن في مرحلة لاحقة حققت السلطات السويسرية تقدما ملحوظا وذلك بعد أن اعترف القضاء بأن جماعة «بن علي طرابلسي» تشكل «منظمة اجرامية» وهو ما أفضى إلى نتائج جيدة وتغيير جذري في جوهر القضية. إذ حول جماعة «بن علي الطربلسي» إلى أفراد متهمين بنهب أموال الشعب التونسي يقتضي ويستوجب منهم إثبات العكس وهو إقرار براءتهم.
في عام 2010 قدرت منظمات المجتمع قيمة الأموال والممتلكات المنهوبة والمهربة إلى الخارج بما يتراوح بين 5 و10 مليارات دولار فما هي قيمة الأموال المجمدة في سويسرا؟
قيمتها 50 مليون أورو منها 30 مليون أورو موجودة في حسابات بلحسن الطرابلسي شقيق ليلى الطرابلسي وأظن أنه في غضون سنة أو سنة ونصف سترجع سويسرا هذه الأموال إلى تونس.
لا تزال كندا توصد أبوابها على الرغم من اصدار القضاء التونسي لبطاقة جلب دولية في حق بلحسن الطرابلسي ولكن لم يستجب القضاء الكندي للمطلب التونسي وكأنهم يجهلون مقر إقامته.
هل تفاجأتم بتحقيق صحيفة «نيس ماتان» حول تهريب 1800 سبيكة ذهب من تونس عبر أربعة مطارات فرنسية ووصولها إلى دبي أو اسطنبول؟
أبدا، في 2010 أخرنا شكوكا حول تهريب ليلى الطرابلسي لطن ونصف الطن من الذهب وسوف أتقدم بطلب للقضاء الفرنسي للتحقيق في هذه القضية.
متى سيتم استرجاع باقي الأموال المجمدة في الخارج (عدا سويسرا)؟
بالنسبة إلى فرنسا الأمر موكول إلى الرئيس هولاند الذي يتوجب عليه اعطاء الامكانيات للقاضي المكلف بالملف.. بالنسبة لكندا حين تصبح للدجاج أسنان.. أما بالنسبة لدول الشرق والخليج فعندما يصبح للدجاج صفان من الأسنان.