أصبحت اليوم الجهة الشمالية من ولاية سوسة والتي تمثل خمس معتمديات هي بوفيشة والنفيضة وكندار وهرقلة تتطلب عناية صحية أكثر من أي وقت مضى لأسباب عدّة أهمها الانفجار العمراني الكبير. وبلغ عدد سكان منطقة سوسة الشمالية 130 ألف ساكن اضافة إلى كثرة المؤسسات الادارية والصناعية.
فضلا عن كل ذلك توجد في كل من هذه المعتمديات منطقة صناعية علاوة على المطار الدولي بالنفيضة، وكل هذا بات يتطلب احداث مستشفى جهوي متعدد الاختصاصات بمدينة النفيضة بحكم توسطها للمعتمديات المذكورة.
منطقة «حمراء»
واذا وضعنا في الاعتبار التصنيف أو الوصف الذي باتت تعرف به هذه الجهة حيث تعرف بالمنطقة الحمراء في الولاية من حيث الحوادث المرورية نظرا كون أغلبها معتمديات عبور بالطريق الرئيسية رقم واحد والطريق السيارة تونسمساكن وما يحصل فيها من حوادث باستمرار يجعلنا ندرك أهمية برمجة هذا المشروع، والحالات التي ذهبت ضحية افتقار المنطقة لهذا المشروع لا تحصى ولا تعد ولن تذهب بعيدا ففي الشهر الماضي توفي كهل من النفيضة جراء ذبحة صدرية تطلبت نقله إلى مستشفى سهلول لكن بعد المسافة والوقت التي ضاع في وصوله إلى سوسة أدى إلى وفاته نظرا لغياب السرعة في الاسعاف.
وقبله توفي شيخ بجلطة دماغية في بوفيشة جراء السبب عينه وفي نفس الوقت فارق الحياة شيخ من سيدي بوعلي يعاني من السكري وضيق التنفس دائما لذات السبب. أما عن حوادث المرور فحدت ولا حرج فمستشفى مدينة بوفيشة مثلا يستقبل حالات حوادث المرور المختلفة بين 10 و15 حالة شهريا نظرا لوجودها وسط الطريق السيارة من جهة والطريق رقم واحد من جهة أخرى والحمامات الجنوبية كذلك.
أما مستشفى النفيضة فيستقبل ضحايا الحوادث المختلفة سواء من المناطق المجاورة له أو حتى من خارج الولاية مثل الناظور وصواف من ولاية زغوان لكن المشكل أنه بدوره يكتفي بالحالات البسيطة أمّا الحالات الخطيرة فيقوم بتوجيهها إلى مستشفى سهلول أو فرحات حشاد بسوسة.
وبخصوص الحالات التي تحصل في هرقلة أو سيدي بوعلي فيتم توجيهها مباشرة إلى سوسة نظرا لقربهما نسبيا من مدينة سوسة، ولا توجد بهما مستشفيات ويقتصر الأمر على مستوصف عادي بهما لا غير.
مطلب عاجل
وبالنظر إلى كل هذه المعطيات يبدو أنّه من المشروع أن يطالب كل سكان المعتمديات المذكورة ببناء مستشفى جهوي يضم كل الاختصاصات في الاسعاف والانعاش وطب الاستعجالي وما إلى ذلك وبات من الضروري جدا توفير كل هذه الخدمات الصحية اضافة إلى وحدة طبية متنقلة « samu» مجهزة بأطباء الاسعاف والانعاش والتجهيزات اللازمة لأن المنطقة تعاني بالفعل من نقص في العناية والاحاطة الطبية ومن مشاكل صحية يومية تكلف المواطن الكثيرة جراء غياب مثل هذا المشروع. وتجدر الاشارة إلى أنه من خلال اتصالنا وحديثنا مع بعض الكوادر الصحية وغيرهم في الموضوع بلغنا أن هذا المشروع مبرمج في سنة 2013 وقد اقترحته هياكل ولجان المجتمع المدني على مستوى الولاية وفي المقابل لم نظفر بإجابة واضحة ومؤكدة من الولاية في الموضوع.