مشاغل عديدة ومقترحات تنتظر التفعيل وتوصيات بالجملة تم تقديمها خلال المائدة المستديرة حول التكوين المستمر في خدمة الحرفيين وأصحاب المهن الصغرى المنعقدة مؤخرا بولاية سوسة. التظاهرة نظمتها الغرفة التجارية والصناعية للوسط بالتعاون مع المركز الوطني للتكوين المستمر والترقية المهنية قصد التعريف بآليات تمويل التكوين المتوفرة لفائدة الحرفيين وأصحاب المهن الصغرى والاستماع إلى شواغلهم وتطلعاتهم.
وتمحورت تدخلات الحرفيين والحرفيات خصوصا حول ضرورة توفير الدعم والتكوين والترويج لمنتوجاتهم في ضوء طغيان التجارة الموازية واكتساح المنتوجات الصينية السوق التونسية بما في ذلك الصناعات التقليدية حيث يجتهد الحرفي ويبتكر منتوجات أصيلة لكنه حين يدخل سوق الصناعات التقليدية بالمدينة العتيقة يجد منتوجات صينية مستنسخة عن تلك التي أنتجها بيده مما يعمّق استياءه ويزيد من صعوبة ظروف عمله.
ودعا أحد الحرفيين المركز الوطني للتكوين المستمر والترقية المهنية إلى تمويل المعارض وتنظيم زيارات لمؤسسات نموذجية تدعمها الدولة كما دعا إلى تبادل المكونين بين الورشات وأصحاب المهن مما يعمق التجارب المشتركة.
وقالت روضة العرقوبي وهي رئيسة مصلحة بالمركز الوطني للتكوين المستمر والترقية المهنية إن التكوين في مجال الصناعات التقليدية انطلق منذ 2005 وإلى حدود 2009 تم عقد عدة اتفاقيات وإنجاز برامج تكوينية على مستوى الجهات وتم تمويل عدة مشاريع في الجهات لكن القطيعة حصلت منذ 2010 وخاصة 2011 مع عدم استقرار الأطراف المهنية.
واعتبرت العرقوبي أنّ الحل اليوم يكمن في طي الصفحة والنظر في حاجيات الحرفيين والتنسيق مع المندوبيات الجهوية والغرف المهنية وعقد جلسات عمل من شأنها أن تقرّب بين الحرفيين وتمكنهم من تبادل التجارب وإقامة علاقات وبعث مشاريع مشتركة، مؤكدة أنّ التجربة لا تنجح إلّا إذا انطلقت من المستوى الجهوي وهذا مثبت بالتجربة حيث يكون من الضروري أن تحصل استشارة الحرفيين والغرف المعنية على المستوى الجهوي لتحدد الجهة حاجاتها لا أن يتم إسقاط البرامج الجاهزة عليها.
وتحدثت ممثلة عن الاتحاد الجهوي للصناعة والتجارة والصناعات التقليدية عن أنّ المطلوب اليوم ليس الكلام والتنظير بل التكوين على أسس سليمة وبمشاركة كفاءات من ذوي الاختصاص متسائلة «لماذا نلجأ إلى الكفاءات الأجنبية والحال أن لدينا الكثير من الحرفيين من أصحاب الخبرة ومتى نقطع مع عقلية «صنعتي ما نعطيهاش»؟ واعتبر رئيس لجنة الصناعات التقليدية والحرف الصغرى بالمركز الوطني للتكوين المستمر والترقية المهنية خالد الشرفي أنّ من بين المشاكل المطروحة اليوم أنّ بعض الحرفيين ليست لديهم القدرة الكافية على التعبير عن حاجاتهم في التكوين وإنه إذا كانت هناك تصورات وخصوصيات في التكوين وفقا لطبيعة كل جهة فإن المركز مستعد للتجاوب معها وإعداد برامج قابلة للتمويل في أقرب وقت.