أكد الكاتب والمحلل الفرنسى بيير روسلان في مقال نشر في صحيفة «لوفيغارو» الفرنسية أمس السبت، في موقعها على شبكة الانترنت أن الحرب الحقيقية في مالي بدأت الآن. وأشار روسلان إلى أن المعركة ضد جهادي، تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي دخلت مرحلة أكثر خطورة خاصة، بعدما ترددت معلومات أكدها الرئيس التشادى إدريس ديبي، بشأن مقتل أمير التنظيم الجزائري عبد المجيد أبو زيد «بن لادن» منطقة الساحل الافريقي حسبما وصف الكاتب.
حرب خفية
وأكد روسلان، أن القوات الفرنسية تقود حاليا حربا خفية بعيدا عن «عدسات الكاميرات» ووسائل الإعلام لملاحقة الاسلاميين الأكثر خطورة المختبئين بين الصخور في شمال شرق مالي.
وأوضح روسلان، أن ملاحقة المتشددين الإسلاميين مناط إلى القوات الفرنسية الخاصة التي سبق وحاربت في أفغانستان كما أنها تحظى بمساندة القوات التشادية المدربة على العمليات القتالية في الصحراء.
ولكن المشكلة تكمن في كون الفرنسيين لا يعرفون سوى القليل، بشأن سير العمليات العسكرية في مالي ومدى الخسائر التي لحقت بالعدو. ويرى الكاتب الفرنسي، ان السرية التامة التي يسرتها التضاريس الصعبة والمسافات الطويلة أمر مطلوب حتى وان كانت ضد رغبات الفرنسيين الذين يتطلعون للوقوف على كافة المعلومات المتعلقة بالعمليات العسكرية في مالي .
ودافع روسلان، عن هذه السرية باعتبارها سلاحا من بين أسلحة أخرى تستخدم في هذه المعركة الضارية، التي تهدف الى القضاء على الإرهابيين واجتثاثهم قدر المستطاع. واختتم الكاتب الفرنسي مقاله بالإشارة الى أن هؤلاء الاسلاميين المتشددين في منطقة الساحل، والذين وصفهم ب «المجرمين» يقومون بخطف رهائن وارتكاب أعمال شنيعة وعمليات ابتزاز سيئة ويخدعون غالبا وسائل الإعلام بهدف «إثارة غضب واستياء الفرنسيين من الصمت «الحكيم» لقواتنا المسلحة» حسب وصف روسلان.
نهاية غير قريبة
وفي السياق التحليلي ذاته ذكرت صحيفة «نيويورك تايمز» الامريكية، أمس، أن القوات الفرنسية شنت هجمات قوية ضد الجماعات المسلحة في المناطق الجبلية بشمال مالي على مدار الأسبوع الماضي مما أدى إلى مقتل العديد من المسلحين.
ورأت الصحيفة في تقرير أوردته على موقعها الإلكتروني أن عمليات الأسبوع الماضي التي تم تنفيذها بمشاركة قوات تشادية تعتبر إشارة أخرى على أن التدخل العسكري الفرنسي ضد العناصر الجهادية في مالي لن يهدأ أو تتراجع حدته قريبًا.
وأشارت الصحيفة إلى إعلان الرئيس التشادي إدريس ديبي مقتل القيادي في القاعدة، الجزائري عبد الحميد أبوزيد في اشتباكات اندلعت قبل أيام بين الجيش التشادي ومقاتلين متشددين في شمال مالي.
وأوضحت الصحيفة أن مقتل أبوزيد بمثابة ضربة أو لطمة قوية على وجه حركة تنظيم القاعدة في دول المغرب العربي حيث يعتبر الأقوى والأكثر مرونة من قادة القاعدة المحليين وأكثرهم رحمة.
وأضافت الصحيفة أن أعدادًا كبيرة تقدر بالمئات من المقاتلين لاتزال تختبئ في جبال مالي على حد قول مسؤول بارز في حركة الطوارق التي تمارس دورًا مدعمًا في الحملة العسكرية الفرنسية في مالي.
ولفتت الصحيفة إلى إن فرنسا تنشر 1200 جندي من قواتها في مالى فيما تنشر تشاد 800 جندي حيث يكثفون مساعيهم على منطقة مساحتها 15 ميلًا في جبال ادرار دي إفوجاز على الحدود الشمالية بين مالي والجزائر.
ونقلت الصحيفة عن متحدث باسم الجيش الفرنسي قوله «هذه الجبال مأوى الجماعات المسلحة في المنطقة ويتمحور هدفنا في اقتحام هذه المنطقة والوصول الى المسلحين وتقويضهم».