تعيش الساحة السياسية منذ أيام مخاض تشكيل حكومة تخلف حكومة الجبالي ومع التسريبات الموجودة حول بعض الأسماء يفرض السؤال نفسه أية حظوظ للمرأة في الحكومة الجديدة؟ حكومة الجبالي احتوت على ثلاثة أسماء نسائية وهن سهام بادي وزيرة المرأة وشهيدة فرج بوراوي كاتبة الدولة للتجهيز ومامية البنا وزيرة البيئة. والاسماء الثلاثة على قلتهن لم تكن من العناصر البارزة في الحكومة ربما لأنهن لم تحصلن حسب التقليد المعمول على وزارات السيادة بل وزارات اقتصرت تاريخيا على المرأة وكأن المرأة لا تفهم إلا في المرأة وإن تم توسيع دائرة اهتمامها تحصل على البيئة أو التجهيز .
والأسماء الثلاثة اختلفن في الأداء حيث برزت سهام بادي اكثر بسبب تصريحاتها التي تحمل أحيانا للهاوية كالزواج العرفي حرية شخصية ومخاطبة الشعب التونسي بلهجة حادة «ريضو»
إضافة إلى بعض السلوكات الغريبة كالإهتمام بحذاء ليلى بن علي والتجول من ولاية إلى أخرى ومن بلاد إلى أخرى دون ترك بصمات إيجابية لذلك. وبدت شهيدة الزواري أكثر جدية في تنفيذ البرامج التي تم ضبطها وكان الكثير منها مواصلة لبرامج حكومة الرئيس السابق من جسور وطرقات وسكن . ولم تكن وزيرة البيئة مامية البنا بمثابة المرأة البارزة في وزارتها بل وجدت الكثير من الانتقادات خاصة بخصوص اتهامها بمحاولات عزل مديرين عامين وتعويضهم بآخرين موالين لها .
كما لن ينسى لها الشعب التونسي ثورتها على تمثال لبيب الذي أمرت بإزالته لأنه يذكرها بالنظام السابق حيث اختلفت الآراء بين مؤيد ومناهض على خلفية أن تغيير الفساد ليس رهين تمثال بل عقليات .
حظوظ ضعيفة
الأحزاب التي تقدمت للمشاركة في الحكومة الجديدة تعيش بين مد وجزر ولكن الثابت أن النهضة حزب الأغلبية في المجلس التأسيسي ليس لديه اسماء نسائية مطروحة للحكومة الجديدة وذلك رغم عديد الوجوه المنتمية للحركة والتي يمكنها تقديم اداء أفضل من أداء بعض وزراء حكومة الجبالي الذين ظهروا بأداء هزيل جدا وقاموا بأخطاء فادحة جدا على غرار رفيق عبدالسلام وزير الخارجية وحسين الجزيري كاتب الدولة المكلف بالهجرة .
وحسب التسريبات الموجودة تحافظ على ترسيح نفس الإسم وهي سهام بادي التي رشحتها بعد انتخابات 23 أكتوبر باعتبارها تنتمي إلى حزب المؤتمر الضلع الثالث للترويكا .
وتفيد المعطيات المتوفرة لدينا أن سهام بادي ستحافظ على حقيبة المرأة مع الشروط التي وضعها التكتل للمشاركة في الحكومة الجديدة والمتمثلة في 5 حقائب وزارية ينتظر أن تحافظ مامية البنا على حقيبة البيئة إلا في حال عدم القبول بهذا الشرط وانسحاب التكتل ولو أن المسالة تبدو مستحيلة فإن عدد النساء سيصبح في نزول.
وحسب المعطيات المتوفرة لدينا تحافظ كذلك شهيدة البوراوي على حقيبة كاتبة دولة بوزارة التجهيز على خلفية أن أداءها كان طيلة الفترة السابقة مرضيا. وعموما تتغير الحكومات والعقلية واحدة ويظل وجود المرأة في الحكومة مجرد تكملة عدد لوزراء رجال يحملون حقائب وزارات السيادة ليظل النضال من أجل تشريك اكبر للمرأة في مواقع القرار متواصلا.