عديدون هم من يحلمون بالثراء الفاحش معتمدين على انواعاع من العلكة والبخور وحكيم لاستخراج معادن نفيسة من باطن الارض او الاستيلاء على بقايا اثار لمعالم ومواقع بولاية سليانة أو غيرها من الولايات... كثيرة هي المواقع الاثرية المتناثرة في ولاية سليانة والتي تناهز 2900 موقع تقريبا دون اعتبار المواقع التي لم تحدد بعد فليس بالغريب وانت تتجول في ربوع الولاية ان تلحظ بقايا اثار لحضارة عمرت يوما ما في تلك المناطق وليس بالغريب وانت تتجول في ثنايا تلك المواقع الاثرية ان تعثر على بقايا البخور او بقايا الات حفر واستخراج التراب طمعا في استخراج كنز من باطن الارض او الحصول على قطعة اثرية تباع في السوق السوداء بأثمان مرتفعة.
الحالمون بالثراء الفاحش يتكاثرون بمرور الوقت ليستغل العديد منهم حالة الانفلات الامني ليشرعوا في نهب الاثار دون مراعاة ذلك الارث التاريخي الذي يروي ان حضارات تعاقبت وعمرت منذ الاف السنين.
كنا قد اشرنا في اكثر من عدد عبر اعمدة جريدتنا ان الاثار تنهب وان المعالم الاثرية دمرت وان المواقع الاثرية خربت لكن وعلى ما يبدو فان نداءاتنا لم تجد اذان صاغية وسلط تهتم بذلك ,لكن في هذه المرة حاولنا محاورة البعض من دأبوا على سلوك نهب الاثار واستخراج الكنوز من الباطن الارض وللإشارة فان جميع الطبقات الاجتماعية انخرطت في ذلك المجال ,البعض رفض رفضا قطعيا الحديث حول هذا الموضوع في حين ذكر البعض الاخر انه وامام الوضع المادي المتردي وغياب مواطن شغل لم يجدوا حلا سوى النبش في بقايا الاثار علهم يجدون كنوزا تحط بهم الرحال نحو عالم الثراء.
«لوبان ذكر» والذي يتم جلبه من المغرب وانواع مختلفة من البخور والجاوي تجلب من دولة «باكستان» وخرائط لفك رموز الكنز المزعوم والمطمور في باطن الارض كل هذه المعلومات استقيناها من اصحاب المجال اي اللاهثين وراء استخراج المعدن النفيس.
حدثني احدهم وهو على يقين ان المعادن النفيسة موجودة بشكل هام في اكثر من موقع وانه وبمرور السنين يصبح الكنز على ملك الجان لذلك يجب ترويضه بمادة البخور النفيس او نوع من العلكة (لوبان ذكر) الذي يحبذه الجان ليسلم الكنز الى «الحفارة» اي المجموعة التي تقوم بالحفر في مكان الكنز بعد ان كان يحرسها ليضيف ان عملية ترويض الجان يقوم بها صاحب حكمة (المؤدب) وان استعصى الامر يتم جلب مؤدب من المغرب باعتبار ان المؤدب القادم من المغرب له دراية اكثر من غيره في مجال استخراج الكنوز التي يحرسها الجان...
وفي نفس السياق التقيت كهلا اضحى احد المدمنين على النبش في الاثار او الباحثين عن الكنوز المزعومة والذي صرف اموالا طائلة في شراء البخور او العلكة او استقدام حكيم اجنبي ليذكر ان العديد ممن يعرفهم اصبحوا اثرياء بعد ان حصلوا على معادن نفيسة او اثارا قيمة بيعت لمجهولين لذلك فهو يحلم ان يكون مثلهم ذات يوم. شيخ يؤمن بما توارثه الاجداد من خرافات بان الكنز يحرسه جان بعد ان مر على دفنه اكثر من اربعين سنة ليبين ان الجان قام منذ مئات السنين بوضع شروطا مجحفة ليسلم في الكنوز الى الانسان وان كل كنز له وثيقة مدونة تم جمعها في جبل طارق في المغرب وفي كل سنة لما يهب ريح ( الجبالي) يتم التفريط في بعض الخرائط يتحصل عليها حكيم (مؤدب).
وجهت سؤالا الى الشيخ حول تحيل البعض بزعمهم في استخراج الكنوز من باطن الارض وبثقة في النفس اجاب انه وبحكم درايته وخبرته في النبش عن الكنوز اصبح يميز بين الحكيم والمتطاول او الدخيل على المجال حينها سالته بان ربما حصل على بعض المعادن النفيسة من باطن الارض او بعض القطع الاثرية وما ان أتممت السؤال حتى عربد وزمجر قاطعا معنا الحديث.
وما نخلص اليه ان جميع الذين التقيناهم والباحثين وراء الثراء انهم على وعي تام ويقين واضح ان المعادن النفيسة تستخرج بواسطة علاقة الحكيم بالجان باستثناء بعض الحالات النادرة والتي تم العثور فيها على كنز صدفة.
لكن اللافت للنظر هل من تدخل عاجل من قبل السلط المعنية لوضع حد للذين يفسدون في الارض ضاربين بتاريخ وحضارة لبلاد عرض الحائط ولا هم لهم سوى جني المال ياي طريقة كانت..