على وقع سجال كلامي بين وزير الخارجية اللبناني ونظيره القطري حول عودة سوريا إلى المنتظم العربي أوردت مصادر سياسية مطلعة إلى منح المعارضة السورية بقيادة ائتلاف الدوحة مقعد تمثيل سوريا داخل الجامعة العربية. اقترحت إمارة قطر في اجتماع مغلق أمس الأربعاء قبل بدء اجتماع رسمي لوزراء الخارجية العرب منح مقعد سوريا في الجامعة العربية للائتلاف الوطني السوري – ائتلاف الدوحة - كممثل وحيد لسوريا بعد تجميد عضويتها في الجامعة يوم الثاني من نوفمبر 2011.
اجتماع مغلق
وضم الاجتماع المغلق رئيس الوزراء القطري حمد بن جاسم ووزير الخارجية المصري مصر محمد كامل عمرو والأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي. ووجد المقترح ترحيبا مصريا وتم عرضه على وزراء الخارجية خلال الجلسة الرسمية لمجلس الجامعة التي بدأت أعمالها أمس الأربعاء ليتم التصويت على المقترح في وقت لاحق. وسيصدر القرار بأغلبية ثلثي الدول الأعضاء في الجامعة أما الدول المتحفظة أو الممتنعة عن التصويت فسيسجل تحفظها. وتراهن قطر على مشاركة وفد المعارضة السوري في اجتماعات القمة العربية العادية في الدوحة المقرر عقدها في نهاية الشهر الجاري كممثل لسوريا. وكان وفد المعارضة السورية قد حضر إلى القاهرة في انتظار صدور القرار وتسلم المقعد رسميا.
في هذه الأثناء وعلى الطرف النقيض من دعوات حمد والعربي, طالب وزير الخارجية اللبناني عدنان منصور بإلغاء تعليق عضوية سوريا في جامعة الدول العربية للمساعدة في التوصل إلى حل سياسي للصراع في ذلك البلد.
وحذّر، خلال الجلسة الافتتاحية للدورة التاسعة والثلاثين بعد المائة لمجلس وزراء الخارجية العرب، من أن ما وصفه ب»لهيب الحرب والحركات التكفيرية »، سينتقل لنا جميعاً، معتبراً أن كل القرارات العربية، «فشلت في توفير الأمن لسوريا والاستقرار، فغرقت سوريا بالدماء والدمار وشاهدنا بلا شك تدفق السلاح والأموال من هنا وهناك بلا حساب ولا حدود، وكذلك مجموعات المقاتلين القادمين من الخارج الذي لم يعد خفيا على عاقل.
وقال منصور «فلنعد سوريا إلى حضن جامعتها العربية، ولنرفع تعليق مشاركتها في اجتماعاتنا، فالتواصل مع سوريا لإنقاذها واحتضانها من جديد ضرورة من أجل الحل السياسي».
ونشب سجال بين منصور ووزير الخارجية القطري حمد بن جاسم آل ثاني على خلفية الموضوع السوري. وقال حمد بن جاسم إن الرئيس السوري بشار الأسد لم يلتزم بحل الموضوع سلمياً ولم ينفذ القرارات العربية الصادرة في هذا الشأن، مضيفاً أن النظام السوري رفض كل الحلول التي قدمت له ونحن لم نستعن بالغرب وحاولنا التوصل إلى حل عربي على مدار عامين ولكن الأسد لم يلتزم بذلك والخاسر الوحيد هو الشعب السورى الشقيق. ورد منصور على مداخلة الوزير القطري، قائلاً: «أنا لم أقل سوى أن القرارات الخاصة في سوريا لم تسفر عن شيء ولم أزد على ذلك ».