أعلنت الحكومة الفنزويلية أنها ستبدأ تحقيقًا رسميًّا في احتمالية بأن مرض السرطان الذي أصيب به الرئيس الراحل شافيز نجم عن تسميمه من قبل أعدائه بالخارج. وتعهد نيكولاس مادورو القائم بأعمال الرئيس شافيز بإجراء تحقيق جاد في هذا الزعم، وكان شافيز نفسه أول من أثاره بعدما شخص الأطباء إصابته بالسرطان في 2011، وكانت فنزويلا قد أعلنت في الخامس من الشهر الجاري وفاة «شافيز» عن عمر يناهز 58 عامًا، بعد صراع مع مرض السرطان.
وقال مادورو لشبكة تيليسور التلفزيونية الإقليمية أول أمس: «سنسعى وراء الحقيقة، لدينا حدس بأن قائدنا شافيز سممته قوى ظلامية أرادت إبعاده عن الطريق»، مضيفًا أنه ستوجه الدعوة الى علماء أجانب للانضمام للجنة حكومية.
وأوضح مادورو أن من السابق لأوانه توجيه اتهام بشأن إصابة شافيز بالسرطان، لكنه أشار إلى أن الولاياتالمتحدة لديها مختبرات ذات خبرة في إنتاج الأمراض. وقارن مادورو شكوكه بشأن وفاة شافيز بمزاعم عن أن وفاة الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات في 2004 نجمت عن تسميمه من جانب عملاء «إسرائيليين». في المقابل، وجَّه منتقدو الحكومة النقد الساخر على اتهامات احتمالية تسمم شافيز، ويرونها استمرارًا لنظرية المؤامرة التي كان يتبناها شافيز لتغذية الخوف من التهديدات «الإمبريالية» للنظام الاشتراكي الفنزويلي، ولصرف انتباه الناس عن المشكلات اليومية.
يشار إلى أن مادورو البالغ من العمر 50 عامًا، هو خليفة شافيز الذي اختاره الزعيم الراحل، وهو مرشح الحكومة في انتخابات مبكرة ستجرى في 14 أفريل بعد وفاة شافيز الأسبوع الماضي، وهو يحاول إبقاء اهتمام الناخبين منصبًّا على شافيز للاستفادة من الحزن المتدفق بين الملايين من أنصاره.
وتركز المعارضة حملتها على تصوير مادورو وهو «سائق حافلة سابقًا»، على أنه غير أهل للمنصب، وأنه يستغل رحيل شافيز بشكل مقيت. ويخوض أنريكي كابريليس البالغ من العمر 40 عامًا السباق عن تحالف الوحدة الديمقراطي المعارض، وكان كابريليس وهو حاكم ولاية مؤيد لقطاع الأعمال قد خسر أمام شافيز في الانتخابات الرئاسية التي أجريت العام الماضي.