فجرت مسألة تقديم السلاح إلى المتمردين السوريين انقساما داخل الاتحاد الأوروبي بين مؤيد ورافض لها فيما أعلنت باريس أن المعارضة السورية قدمت لها ضمانات بأن السلاح سيصل إلى «الأيادي الصحيحة». أجل الاتحاد الاوروبي أمس مناقشة رفع حظر توريد السلاح إلى المعارضة السورية للأسبوع القادم.
دراسة وتأجيل
وقال هيرمان فان رومبوي، رئيس الاتحاد الاوروبي، خلال مؤتمر صحفي ان رؤساء دول وحكومات الاتحاد درسوا خلال قمة بروكسيل الاوضاع المأساوية في سوريا.
وتابع «لقد اكدنا مرة اخرى، التزام الاتحاد الاوروبي باطار الجهود المبذولة لوضع نهاية للعنف الذي لا يطاق مضيفا «ان مسألة الحظر المفروض على الاسلحة، طرحها عدد من اعضاء الاتحاد الاوروبي، وعلى ضوء ذلك تم تكليف وزراء الخارجية، بدراسة الاوضاع باعتبار انها ذات اولوية، خلال اللقاء غير الرسمي الذي سينعقد في دبلن الاسبوع المقبل يومي 21 و22 من الشهر الجاري، وذلك لاتخاذ موقف موحد». وكانت بريطانيا وفرنسا قد أعلنتا أول أمس الخميس عزمها تسليح المعارضة السورية سواء بقرار أوروبي جماعي أو بقرار انفرادي.
آشتون تحذر
من جانبها ذكرت صحيفة «ديلي تلغراف» أمس أن مكتب مسؤولة العلاقات الخارجية في الاتحاد الأوروبي، كاثرين آشتون، اعدّ ورقة سرية تحذر من رفع الاتحاد الأوروبي حظر الأسلحة المفروض على سوريا، وذلك مع توجه كل من بريطانيا وفرنسا لممارسة ضغوط على بروكسيل لرفعه.
وكتبت الصحيفة وفقا لوكالة «يو بي اي» إن الورقة السرية شددت على أن رفع الحظر «يمكن أن يغذي عسكرة الصراع في سوريا، ويزيد من مخاطر حصول الجماعات المتطرفة على المزيد من الأسلحة، وانتشار السلاح في البلاد خلال مرحلة ما بعد نظام الرئيس بشار الأسد». وأضافت أن آشتون وقفت إلى جانب ألمانيا والسويد ودول أخرى في الاعتراض على تسليح المعارضة السورية بسبب المخاوف من أن يؤدي ذلك إلى زعزعة استقرار المنطقة بأسرها.
ونسبت إلى متحدث باسم مسؤولة العلاقات الخارجية في الاتحاد الأوروبي قوله «نعتقد أن الحل السلمي هو السبيل الوحيد للخروج من هذه الأزمة». كما نقلت وكالة رويترز عن ذيبلوماسيين أوروبيين في وقت لاحق من مساء امس تأكيدهم بأن فرنسا وبريطانيا لم تحظيا بتأييد يذكر لاقتراحهما بتخفيف الحظر خلال القمة. وتابعوا : لا يهتم أحد في الحقيقة برفع الحظر... ليس هناك أي احتمال للتغيير في المستقبل القريب.
الأسابيع القليلة القادمة
في المقابل, صرح فرانسوا هولاند رئيس فرنسا أمس الجمعة أنه يأمل في رفع الحظر المفروض من جانب الاتحاد الاوروبي على توريد السلاح إلى سوريا خلال الاسابيع القليلة المقبلة. وقال هولاند في ختام قمة الاتحاد الاوروبي أن فرنسا تتوقع رفع حظر توريد السلاح إلى «الثوار» السوريين خلال الاسابيع المقبلة أو في أسوء الأحوال بحلول نهاية ماي المقبل.
كما أكد أن «موقف الكثيرين من دول الاتحاد بشأن هذه المسألة متباين، ونحن نتحدث عن توريد السلاح إلى الائتلاف السوري المعارض ولا يدور الحديث عن تقديم السلاح للجماعات التي ستستخدمه ليس لغرض حماية المدنيين». وأضاف: «نحن نكافح الارهاب في كل أنحاء العالم وينبغي أن نكون متيقنين من أن المساعدة لن تقع في الأيدي الخطأ». من جهته , عبر رئيس البرلمان الأوروبي مارتن شولتز عن رفضه الكامل للخطوة الفرنسية البريطانية نحو تسليح المعارضة السورية. وانتقد شولتر بشدة خطوة فرنسا وبريطانيا بمناقشة رفع حظر توريد الأسلحة لسوريا.