حكومة صهيونية جديدة برئاسة بنيامين نتنياهو تشكلت بصفة نهائية أول أمس تشير كافة الدلائل إلى أنها «حكومة حرب» واستيطان. أبلغ رئيس الوزراء الصهيوني بنيامين نتنياهو أمس رسميا الرئيس شمعون بيريز تشكيل حكومة جديدة في اليوم الأخير من المهلة الثانية التي أعطاها له الأخير، وذلك قبل أيام من زيارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما.
ووقع نتنياهو الجمعة الفارط اتفاقات تحالف مع حزب «هناك مستقبل» (يش عتيد.. يمين الوسط) برئاسة يائير لابيد ومع حزب «البيت اليهودي» القومي الديني القريب جدا من المستوطنين برئاسة نفتالي بينيت، مما أتاح له تشكيل حكومة قبيل زيارة أوباما لإسرائيل الأسبوع المقبل.
وكان نتنياهو فاز في الانتخابات التشريعية المبكرة التي جرت في 22 جانفي الماضي بفارق ضئيل جدا، مما حتم عليه تقديم تنازلات كبيرة في سبيل تشكيل ائتلاف حكومي يستند إلى غالبية نيابية في الكنيست، ستكون 68 نائبا من أصل 120.
وقال رئيس الوزراء الصهيوني -الذي سيبدأ ولايته الثالثة كرئيس للوزراء- إن إسرائيل تواجه «عاما حاسما في مجالات الأمن والاقتصاد ودفع عملية السلام». والحكومة الجديدة ستؤدي اليمين أمام الكنيست اليوم الاثنين، قبل يومين فقط من وصول أوباما إلى إسرائيل.
وسارع أوباما إلى تهنئة نتنياهو على نجاحه في تشكيل حكومة، مؤكدا رغبته في «العمل بشكل وثيق» مع حكومته الجديدة. وقال البيت الأبيض في بيان إن أوباما يأمل العمل بشكل وثيق مع رئيس الوزراء والحكومة الجديدة في إسرائيل من أجل «التصدي للتحديات العديدة التي تواجهنا ودفع مصلحتنا المشتركة في السلام والأمن».
ويتوقع المحللون ولاية ثالثة صعبة لنتنياهو الذي اضطر إلى التخلي عن ائتلافه مع «حلفائه الطبيعيين»، حزبيْ «شاس» و«يهودية التوراة الموحدة» المتشددين. وسيتولى الليكود (20 نائبا) حقيبتي الدفاع والداخلية على أن يتولى نتنياهو إدارة وزارة الخارجية في انتظار انتهاء محاكمة وزير الخارجية السابق أفيغدور ليبرمان، حليفه الانتخابي وزعيم حزب «إسرائيل بيتنا» القومي.
وحصل يش عتيد (19 نائبا) على وزارات المال والتربية والصحة، فيما حصل البيت اليهودي (12 نائبا) على وزارة التجارة والصناعة، وكذلك أيضا على وزارة الإسكان التي تشرف خصوصا على بناء المستوطنات.
أما وزيرة الخارجية السابقة تسيبي ليفني التي كان حزبها الوسطي الجديد «الحركة» (6 نواب) أول من وقع اتفاقا مع نتنياهو في 19 فيفري الفارط، فستكون وزيرة العدل، وستكلف أيضا بملف مفاوضات السلام مع الفلسطينيين «بهدف التوصل إلى اتفاق سياسي يضع حدا للنزاع».
ويتوقع المحللون ولاية ثالثة شاقة لنتنياهو الذي يفترض أن يتعامل مع «تحالف يشكل كابوسا له»، بحسب العنوان الرئيسي لصحيفة هآرتس، بعدما اضطر للتخلي عن تحالفه مع الحزبين الدينيين المتشددين شاس (11 نائبا) واليهودية الموحدة للتوراة (7 نواب)، من أجل شركاء أكثر شغبا.
في هذه الأثناء, أعلن رئيس وزراء كيان العدو الاسرائيلي بنيامين نتنياهو أمس عن تعيين رئيس الأركان السابق موشيه يعلون وزيراً للحرب، ليكون خلفاً لايهود باراك. وبحسب بيان صادر عن حزب الليكود، قال نتانياهو «في مثل هذا الوقت الحرج لامن اسرائيل بينما كل المنطقة في حالة اضطرابات، فانه من المهم ان تكون في هذا المنصب شخصية بالغة الخبرة مثل موشيه يعالون».
ويعد يعالون (62 عاماً) من الداعمين للاستيطان في الضفة الغربيةالمحتلة، وكان يعلون عارض الانسحاب الاسرائيلي من قطاع غزة عام 2005، علماً أنه أكثر حذراً بشأن التعاطي مع البرنامج النووي الايراني.