نظمت جمعية معرض صفاقس لكتاب الطفل يومين قبل انطلاق فعاليات الدورة العشرين ندوة صحفية لإلقاء الضوء على تفاصيل برنامج الدورة ومضامينها وأركانها ومختلف الفقرات والفضاءات والضيوف والعارضين. تأخير الندوة الصحفية إلى موعد قريب من انطلاق التظاهرة اعتبره الملحق الإعلامي مقصودا ليكون اثرها ابلغ وأوضح معتبرا ان الندوات الصحفية درجت على ان تكون تقنية في حين تسعى جمعية معرض صفاقس لكتاب الطفل الى ندوة استشارية في اطار التقييم الإيجابي للدورات السابقة.
الدورة 20 لمعرض صفاقس لكتاب الطفل ستنتظم هذه السنة من 20 إلى 30 مارس 2013 ليتجدّد العهد مرة أخرى مع محبّيه وزوّاره من أحبّاء الكتاب وأصدقائه ومن المشاركين في مختلف أنشطته ومسابقاته.
خلال الندوة الصحفية تمت إثارة جملة من الصعوبات المتزايدة وهي صعوبات بالأساس مادية ومعنوية واعتبارية في ذات الوقت وقد تم تفسير ذلك بتراجع مكانة الثقافة خلال السنتين اللاحقتين لثورة 14 جانفي لحساب الخطاب السياسوي والفعل الاحتجاجي والمطلبي وهو تراجع تمّ تسجيله في وسائل الإعلام كما في ميادين العمل الثقافي ممّا أثر على نشاط الجمعيات الثقافيّة ومختلف الفاعلين في هذا الحقل اضافة الى التراجع المستمر لمكانة الكتاب الورقي في حياة الناس بمختلف أجيالهم بفعل السيطرة المتصاعدة للوسائل الرقميّة والشبكة العنكبوتيّة.
فكرة تراجع مكانة الكتاب الورقي لصالح السيطرة المتصاعدة للوسائل الرقميّة والشبكة العنكبوتيّة ناقشها عدد من الحاضرين معتبرين ان مكانة الكتاب محفوظة وان شهدت الساحة الرقمية تطورا كبيرا.
ومن ناحية أخرى اكد المشرفون على معرض صفاقس لكتاب الطفل أنّ الثقافة لا تبني وعي الناس بقرار أو بنص قانونيّ وإنما بعمل دؤوب وبرامج هادفة طويلة المدى وهو ما تستحضره الجمعيّة في عملها ومختلف محاولاتها منذ تأسيسها ومن ذلك معرض هذه السنة بمختلف فقراته وبرامجه بما في ذلك فقرة مسابقة افضل انتاج ادبي بعد ان احتجبت ثلاث سنوات وفقرة الإملاء التي تنتظم سنويّا خارج فعاليات المعرض وتلقى نجاحا متواصلا عكسته تقييمات مختلف الإطارات التربويّة والثقافيّة بالجهة.
ولم تخرج هذه الدورة العشرين لمعرض صفاقس لكتاب الطفل حسب منظميها عن الأهداف العامّة للجمعيّة المتمثّلة في ترغيب الناشئة في الكتاب والقراءة بوسائل تنشيطيّة متنوّعة تؤثث فضاء المعرض إلى جانب عرض الكتب للبيع بمساهمة عديد دور النشر التونسيّة والعربيّة والعالميّة مع دعوة ضيوف من الكتاب والمؤلّفين في حقل كتاب الطفل من دول شقيقة وصديقة متعدّدة بما يرتقي نوعيّا بمستوى المعرض ويزيد من إشعاعه.
وتأتي هذه الدورة في اطار الاحتفال بعشرينية معرض صفاقس لكتاب الطفل وسيتم خلالها تناول عدّة قضايا فكريّة في علاقة بالكتاب لعلّ من أهمّها أي مستقبل للكتاب الورقي في زمن الرقمنة الشاملة؟ وأي كتاب نوجّه الى الطفل شكلا ومضمونا حتّى يستبقي الكتاب أنيسا ولا ينفر منه؟ وكيف يمكن أن يتطوّر معرض صفاقس لكتاب الطفل حتّى يضمن استمراره وريادته في خدمة الكتاب وثقافة الطفل في ظل المتغيّرات القائمة؟ وكيف تستعيد الثقافة مكانتها في ظل حالة الانفلات الشامل والتي تراجعت بالثقافة إلى مراتب متأخرة؟
ويشارك في الدورة العشرين لمعرض صفاقس لكتاب الطفل حوالي 70 عارضا لدور نشر من تونس ومن الدول الشقيقة والصديقة ومشاركة اكثر من ثلاثين ضيفا من مصر (8 ضيوف) وسوريا (3 ضيوف) وفلسطين (3 ضيوف) والكويت (ضيفان) والإمارات (ضيفان) والعراق (ضيفان) والمغرب (3 ضيوف) وضيف لكل من الجزائر وليبيا وأمريكا.
وستؤثث فعاليات الدورة العشرين عديد الأنشطة واللقاءات والندوات وتتوزع بين فضاء بيع الكتب والمجلات وفضاء المجتمع المدني وفضاء الإصدارات الجديدة وفضاء المطالعة للرضيع والطفولة المبكرة وفضاء المعارض المتخصصة وفضاء الاحتفاء بالكتاب والإبداع وفضاء الحكايات (خيمة الحكاية ومغارة علي بابا وقصر حكايات الأمراء) وفضاء الورشات وفضاء التنشيط وفضاء البحوث والندوات وفضاء المبادرات والتواصل وفضاء العروض الموسيقية وفضاء العروض السينمائية فضلا عن القطار السياحي.