تحدث السيد الهادي بلحاج الرئيس المدير العام للشركة الوطنية لاستغلال وتوزيع المياه أمس خلال ندوة صحفية عن العجز الذي تعاني منه الشركة جراء عدم الاستخلاص وعن مشروع الشركة في الزيادة في فاتورة الماء والذي وافق عليه مبدئيا مدير الشركة. زيادة مرتقبة في فاتورة الماء بعد نظر المجلس الوزاري وموافقة المجلس التأسيسي على مشروع الشركة الوطنية لاستغلال وتوزيع المياه بالزيادة ب100 مليم في الشهر لمن يستهلك أقل من40 متر مكعب أي زيادة ب3 مليمات في اليوم لهذا الصنف.
وتشمل الزيادة في اليوم زيادة ب 15 مليما و35 مليما و150 مليما حسب الأصناف الأخرى للاستهلاك. وأكد الرئيس المدير العام للشركة انه ووفقا لهذا المشروع سيتم التمكن من الحصول على 18 مليون دينار في السنة وصولا إلى 2016 وهو ما سيحقق التوازن لمصلحة الشركة.
مديونية وأسباب
في حديثه مع الشروق كشف السيد الهادي بلحاج ان ديون الشركة وعجزها قد بلغ 37 مليون دينار وفسر ذلك بعدة أسباب أبرزها وجود نسبة كبيرة من عدم الاستخلاص للفواتير تقدر ب40 بالمائة رغم وجود بوادر انفراج لإيصال الفواتير .. كما توجد أيضا صعوبات إلى الآن في رفع العداد واستخلاص الفواتير ببعض المناطق.
ومن الاسباب الأخرى للعجز نجد مواصلة الشركة لاستخلاص ديونها مع البنوك الدولية .. وتمثل الزيادات في الأجور ضغطا على ميزانية الشركة بحوالي ستة مليون دينار كما تكلف الانتدابات الجديدة أيضا 6 مليون دينار.. وبين السيد الهادي بلحاج للشروق أن الزيادة في المحروقات ستكبد الشركة مصاريف إضافية ب 5 مليون دينار.
وعن القروض للخارج قال السيد الهادي بلحاج ل«الشروق» إن لدى الشركة حوالي 7 أو 8 قروض لبنوك دولية هي بصدد تسديدها وتقدر قيمتها بحوالي 500 مليون دينار.
وأكد محدثنا ان الشركة الوطنية لاستغلال وتوزيع المياه تقدم أرقى الخدمات في العالم ومن اجود انواع المياه وان هناك مشاريع جديدة لتحلية المياه لكن ورغم جودة خدماتها وحرفيتها إلا ان تعريفة الماء في تونس هي الادنى في العالم مقارنة حتى بتعريفة الماء في البلدان الفقيرة.
وقال السيد يوسف السالمي المدير المركزي لاستغلال المياه إن قيمة المبالغ غير المستخلصة تمثل 205 مليارات. ويتسبب الجفاف وعدم نزول الأمطار وفصل الصيف عموما في ارتفاع نسبة الاستهلاك ب 3.5 بالمائة. ولكن ارتفاع الاستهلاك وصل بين 15 و20 بالمائة خلال فترة الصيف والمواسم الجافة خلال السنوات الاخيرة وذلك نتيجة لسوء الاستعمال والتبذير وسقاية الاشجار والزياتين والغراسات والحيوانات.. ونجم سوء الاستعمال عن الاستعمالات الأخرى حيث لا يمثل استهلاكنا للمياه للشرب إلا 17 بالمائة من المياه الموجودة.
أرياف وبحر
تحدث السيد الهادي بلحاج خلال الندوة الصحفية التي انعقدت أمس بمقر الشركة الوطنية لاستغلال وتوزيع المياه والتي التأمت بمناسبة اليوم العالمي للمياه واليوم الوطني للاقتصاد في الماء عن وجود مديونية بحوالي 205 مليون دينار للشركة عند الخواص والقطاع العمومي. وقد تمت ملاحظة العزوف عن الاستخلاص خاصة في 2011 و2012 وأن هناك حاليا بوادر انفراج.
وحول المناطق الريفية التي لايصلها الماء ذكر المديرون الحاضرون أنها لا تمثل غير 6 بالمائة من السكان غير المنتفعين بالماء الصالح للشراب أي حوالي 72 ألف ساكن والمقياس هو الابتعاد عن مركز الماء الصالح للشراب بحوالي 500 متر بعد أن كان المقياس في 1983 الابتعاد 3 كيلومترات عن مركز الماء ونسبة المتمتعين في الريف بالماء هي حوالي 30 بالمائة مقابل 94 بالمائة اليوم والوصول إلى 92 بالمائة في 2016.
أما النسبة المتبقية لإيصال الماء للسكان في الريف والساكنين في مناطق وعرة وهي 2 بالمائة فسيتم البحث عن حلول خاصة مع ارتفاع كلفة الوصول لهذه الأماكن والتي تتجاوز تكلفة إنجاز مسكن 3 آلاف دينار .
من جهة اخرى وضعت الشركة مشاريع سيتم الانطلاق في إنجازها واولها في جربة تتمثل في تحلية مياه البحر . وسيتم تطوير هذه المشاريع باستعمال طاقات الرياح والشمس مع العلم أن تكلفة تحلية ماء البر بصدد الانخفاض.
وسينطلق مشروع تحلية المياه البحرية بجربة نهاية السنة مع العلم أن تكلفته تصل 130 مليارا وسيتكلف إنتاج الماء بهذه الطريقة 10 بالمائة إضافية عن الماء العادي. من جهة اخرى تناولت الندوة الاستعدادات لصيف بلا انقطاع في المياه إضافة إلى محاولة تجاوز ال 145 ألف تسرب مائي في السنة.