انتظمت أمس مسيرة حاشدة جمعت آلاف المشاركين في المنتدى الاجتماعي العالمي الذي تحتضنه تونس كأول دولة عربية إلى غاية يوم 30 مارس الجاري. المسيرة انطلقت من ساحة 14 جانفي بالعاصمة وامتدت على طول شارع محمد الخامس في اتجاه المركب الرياضي بالمنزه مرورا بساحة باستور حيث تعالت الأصوات والهتافات المناهضة للعولمة والامبريالية والمطالبة بالتشغيل ودعم حقوق المرأة والفئات المفقرة ونبذ العنف وكل أشكال الاستبداد.
شعارات
ردّد المتظاهرون الذين اختلفت جنسياتهم شعارات عديدة ومتنوعة سياسية وحقوقية واجتماعية على غرار «التحرير بالنضال ضد سلطة رأس المال» و«يسقط يسقط الاستغلال» و«عملاء الامبريالية هزوا أياديكم عن القضية»، و«القصاص القصاص من عصابة الرصاص» و«لا لحداثة البطون نعم لتنوير العقول» و«الصحراء حرة حرة الاحتلال يخرج برّا» و«أقسم ان أبقى وفيا لروح المسيرة الخضراء مكافح عن وحدة وطني من البوغازي إلى الصحراء» وغيرها من الشعارات التي رددتها الحناجر بأعلى الأصوات.
ومضى آلاف المتظاهرين بخطى متأنية وسط تعزيزات أمنية مشددة أمنت حماية المشاركين وسيولة الحركة على امتداد المسلك المخصص للمسيرة التي تميزت بحضور إعلامي مكثف على المستوى الوطني والأجنبي كما حضر عديد المدونين والفايسبوكيين الذين واكبوا المسيرة منذ انطلاقها إلى غاية وصولها إلى الفضاء الخارجي للمركب الرياضي بالمنزه.
أجواء احتفالية
شهدت المسيرة أجواء احتفالية متنوعة جمعت بين الرقصات الافريقية التي تزعمتها نساء حقوقيات من مالي والدبكة الفلسطينية والفن الشعبي التونسي تخللتها زعاريد تونسية ومغربية إلى جانب عديد الفقرات التنشيطية بادر بها المشاركون الذين توافدوا بأعداد غفيرة من أغلب دول العالم والذين تجاوز عددهم الخمسة آلاف مشارك في هذه التظاهرة التي تنتظم لأول مرة في دولة عربية.
مشاركة مغاربية مكثفة
محيي الدين شربيب عضو لجنة التنظيم بالمنتدى الاجتماعي العالمي أفادنا أن أكثر من 1000 جمعية تونسية شاركت في هذه التظاهرة وأنه لم يقع اقصاء أية جمعية ما لم تتعارض أهدافها مع ميثاق المنتدى الاجتماعي وتجاوزت المشاركة المغربية حسب المتحدث ال1000 مشاركة كذلك فرنسا فيما بلغ عدد المشاركين الذين أكدوا حضورهم من الجزائر 250 منعت السلطات الجزائرية 120 منها من الدخول إلى التراب التونسي على مستوى منطقة عنابة وهم من الحقوقيين والنقابيين المستقلين فيما تمكن البقية من المشاركة.
وأضاف محيي الدين شربيب أن عدد المشاركين من ليبيا بلغ 60 مشاركا لكن المشاركة الموريتانية كانت محدودة ولا تتجاوز ال10 مشاركين لأسباب مادية بحتة. أما عدد المشاركين الفلسطينيين في هذا المنتدى الاجتماعي العالمي فقد تجاوز ال500 مشارك من جميع الفصائل فيما سجل غياب تام للمشاركة الخليجية على عكس حضور بعض العراقيين والسوريين والمصريين الذين بلغ عددهم 250 مشاركا إلى جانب 600 إيطالي و400 سويسري.
لحظة الوصول
بعد مضي حوالي الساعتين والنصف من انطلاقها وصلت المسيرة إلى الفضاء الخارجي للمركب الرياضي بالمنزه الذي غص بآلاف من المشاركين في المنتدى والذين حلوا به في أعقاب مسيرة انطلقت من ساحة 14 جانفي إيذانا بالانطلاقة الفعلية لأشغال المنتدى الاجتماعي العالمي وسط أجواء احتفالية وتنشيطية أثثتها أنامل بعض المشاركين بمعزوفات «لاتينية» وحناجر تعالت بهتافات ثورية تونسية ومصرية وفلسطينية ومغربية وليبية ومويتانية وغيرها تندّد جلها بتغوّل النيوليبرالية وهيمنة الرأسمالية داعية إلى الاتحاد من أجل مطالب الفئات المفقرة والضعيفة ومن أجل نبذ العنف بمختلف أشكاله والعمل على بناء عالم جديد وصياغة بديل ديمقراطي يقوم على مفهومية جديدة ومنظور جديد لعالم الغد.
