هدد رئيس الجمهورية منصف المرزوقي من وصفهم بالعلمانيين المتطرفين في تونس بأنهم سيواجهون المشانق والمقاصل اذا انقلبوا على الحكم فما معنى تلك التهديدات؟ وهل هناك فعلا علمانيون متطرفون في تونس؟ وجاءت التصريحات المثيرة التي اطلقها رئيس الجمهورية في قناة «الجزيرة» ردا على سؤال للصحفي الذي استضافه في برنامج «في العمق» يقول فيه «الحالة العلمانية المتطرفة في تونس التي لا تقبل احدا وتشيطن كل شيء، كل شيء آخر يعني حتى حزب النهضة وحركة النهضة والشيخ الغنوشي هم اكثر الاسلاميين التقدميين في العالم العربي حتى انهم يتهمون من قبل الكثير من الاسلاميين، هذه الفئة وهي فئة قوية موجودة في تونس وفي العالم العربي لا تقبل هؤلاء الاسلاميين ولا تقبل بوجودهم ولا بالشراكة معهم».
وقال المرزوقي في رده «هؤلاء الناس يجب ان نقنعهم بشيء واحد، نقنعهم وهذه قناعتي، ليتصور هؤلاء العلمانيون المتطرفون مثلا انهم اخذوا السلطة بأي وسيلة كانت مثلا بانقلاب او بمظاهر... مش عارف وجاؤوا الى السلطة، هم لا يفهمون انهم سيواجهون بثورة عارمة جديدة وهذه الثورة لن ترحمهم».
وتابع «لأنه لن يكون هناك عقلاء مثل راشد الغنوشي ومنصف المرزوقي ومصطفى بن جعفر الى آخره لن يكون هناك عقلاء بل بالعكس هذه الثورة الثانية ستقول انظروا الى أولئك المغفلين ذلك المغفل الذي اسمه المنصف المرزوقي الذي جاءنا بأفكار وكذا انظروا لذلك كذا انظروا ماذا فعلوا بهم وآن ذاك انا اخشى ما اخشاه انه آن ذاك سيواجهون المقاصل والمشانق».
ويمكن ان نلاحظ ان السؤال الذي طرح على رئيس الجمهورية واجاب عنه دون اي اعتراض على محتواه كان يحمل العديد من المسلمات منها وجود «حالة علمانية متطرفة في تونس» والتسليم بان العلمانيين في تونس يشيطنون «كل شيء» وكذلك التسليم بان «العلمانيين هم فئة قوية» في تونس، وهو ما يطرح السؤال الأول هل ان الدكتور منصف المرزوقي مقتنع بتلك المسلمات؟.
وبعيدا عن تلك المسلمات التي اعتبرتها العديد من القيادات السياسية في تونس محاولة لتوجيه خطاب رئيس الجمهورية فقد تمكن الصحفي بالفعل من توجيهه ليقدم تصريحات اثارت جدلا كبيرا وهي التي وردت في الاجابة التي قدمها منها الحديث عن تخطيط لانقلاب من قبل العلمانيين على الحكومة الحالية والتهديد بشنق او قطع رقاب كل من يعارضون حكومة الترويكا او «رموز الاعتدال» وهم حسب رايه منصف المرزوقي وراشد الغنوشي ومصطفى بن جعفر.