في المسرح ابدعت وفي التلفزة امتعت... المخرجون يتمنون وجودها في اعمالهم، والجمهور يعشق حضورها على الركح. فنانة الى حد النخاع، تعيش وتتنفس المسرح اخلصت له وتفانت في خدمته فمنحها النجاح والشهرة.. هي زهيرة بن عمار التي نستضيفها هذا الاسبوع في حوار حول مشاريعها ومسائل فنية عديدة أخرى... * زهيرة بن عمار في اي مرحلة انت من مشوارك الفني؟ انا في مرحلة اتحمل فيها وحدي مسؤولية مشروعي الفني، فقد كنت في السابق اتحمل مسؤوليتي كممثلة فقط، لكن الآن انا صاحبة مشروع فني، فمن الطبيعي ان تكبر المسؤولية معنويا وماديا. * في السنوات الاخيرة تحوّلت من ممثلة الى صاحبة مشروع فني، فلماذا هذه الخطوة التي تفرض عليك مسؤوليات ادارية وغيرها؟ صحيح، عندما كنت اكتفي بالتمثيل كنت بعيدة عن كثير من الاشياء المرتبطة بالانتاج والترويج، وهي اعمال مرهقة، لكن بالنسبة لي هذه الخطوة جاءت في وقتها، فقد وصلت الى مرحلة اصبحت اشعر فيها انني في حاجة الى ان اكون حرة اكثر في التعبير عن فني وعما بداخلي من افكار، فالممثل هو دائما في خدمة المؤلف والمخرج والمنتج، مهما كانت مساهمته في العمل. * هذا يعني ان الاعمال التي تشكل رصيدك لم تعبّر عنك؟ لا، ليس هذا بالضبط، قدمت اعمالا مهمة في مختلف مراحل حياتي الفنية، وهي انتاجات شكلت اضافة للمسرح التونسي، وانا اعتز بها. لكن تبقى دائما لدى الانسان افكار وهواجس ذاتية لايمكن ان يعبّر عنها الآخر مهما كانت قيمته وكفاءته. * ما هي أهم المحطات في مشوارك الفني؟ كل الاعمال التي كنت طرفا فيها كانت مهمة بالنسبة لي، لأنني ادقق في اختياراتي واحترم نفسي كممثلة وهذا يعني احترامي للجمهور، احاسب نفسي بشدة، العملية المسرحية ليست سهلة وموضوع جدي... العمل الذي لا يهزّ كياني وهو عمل عادي، وهذه النوعية من الانتاجات لا تعنيني في المسرح. * كيف تفسّر زهيرة نجاحها في تجنب الانزلاقات؟ الحرص على تقديم العمل الجيد والجاد والبحث المتواصل، وتراكم التجارب كلها عوامل تساعد الفنان على تحقيق مسيرة متوازنة انا احاسب نفسي بصرامة بعد كل عمل، واحرص دائما على ان اكون مختلفة.. * اعتبر البعض دخولك مجال الاخراج انخراط في موضة؟ لا اتعامل مع المسرح على اساس موضة، المسرح هو كل حياتي ولا اخال نفسي اعيش بعيد ا عنه هو مهنتي وهوايتي وهذه الخطوة التي اقدمت عليها هي نتاج تراكمات لتجارب وخبرات واعتقد ان هذه الآراء لا تستند الى معرفة، فكنت افضّل لو تم تناول عملي بالنقد، فالبعض تحدث عن عملي دون ان يشاهده، ودليل في ذلك انهم تحدثوا عن مسرحية «تركتك» على اساس انها من المسرح الفردي في حين لم اكن وحدي على الركح. * في التلفزة زهيرة مختلفة عن المسرح؟ مسألة وجودي في الاعمال التلفزية اثارت الكثير من الجدل لا افهم اسبابه، فأنا ممثلة تونسية ومن الطبيعي ان اشارك في الاعمال الدرامية التونسية سواء في التلفزة او السينما، لكن المهم ان لا اتنازل عن قناعاتي، ولا اسقط في الاستسهال واعتقد ان ما قدمته في التلفزة شكّل اضافة ولم اقدم تنازلات. * لكن هناك فرق بين المسرح والتلفزة، على جميع المستويات؟ هذا اكيد فالناس تذهب الى المسرح عن طواعية بمعنى ان الناس تختار الذهاب الى المسرح، في المقابل التلفزة تدخل البيوت دون استئذان لذلك هناك مواضيع واساليب اداء ممكنة في المسرح ولكنها غير ممكنة في التلفزة وهذا طبيعي جدا. المسرح اكثر حرية لان الفرجة فيه اختيارية.. * هل سبق وان رفضت اعمالا؟ نعم رفضت، لكن في المقابل صادفتني اقتراحات جميلة فلم اتردد على تقديمها وانا سعيدة بهذه التجارب، واعتقد ان هذه الاعمال تشكل لبنة لتصوّرات جديدة في العمل التلفزي على غرار ما تم في المسرح القفزة النوعية التي تمت كانت نتيجة تراكمات سنوات طويلة لذلك لا ارى حرجا من المشاركة في الاعمال التلفزية، وللتلفزة الفضل على الكثير من الناس على الرغم من انهم ينكرون هذا الفضل. * وما جديدك المسرحي؟ ان شاء الله سنقدم ايام 11 و12 و13 مارس المقبل سلسلة من العروض المسرحية «تركتك» بدار الثقافة ابن خلدون وستكون هذه العروض لفائدة الطلبة وخلال شهر افريل سنقدّم سلسلة من العروض لنفس المسرحية بقاعة الفن الرابع او فضاء التياترو هناك ايضا مشاركة في سوق الفنون بالكوت ديفوار، هذا اضافة الى بعض العروض خارج تونس. * وتلفزيا؟ لاشيء رسمي الى حد الآن، لكن هناك نية اعادة تجربة رمضان العام الماضي لكن في موضوع جديد وتناول مختلف لكن مع نفس المجموعة حاتم بالحاج في الكتابة وصلاح الصيد في الاخراج.