انعقد أمس الأول، 22 فيفري 2004 على الساعة العاشرة صباحا، بمقرّ اتحاد الكتاب، المجلس الاستشاري لهذه المنظمة. وقد حضر الاجتماع كل أعضاء الهيئة المديرة باستثناء سوف عبيد (نائب الرئيس)، كما حضره كل رؤساء فروع الاتحاد بكامل الجمهورية، باستثناء رئيس فرع سوسة الذي كان موجودا بالخارج، والذي أرسل أمس الى رئيس الاتحاد باسم أعضاء الهيئة للفرع، برقية يعبر فيها عن تأييد كامل أعضاء فرع سوسة لقرارات المجلس الاستشاري ومساندتهم المطلقة لنتائج هذا الاجتماع وما أسفر عنه.. «الشروق»، تنشر كل تفاصيل اجتماع المجلس الاستشاري للاتحاد، والبيان الصادر عنه، والبرقية الموجهة لسيادة الرئيس زين العابدين بن علي.. كما أخذت تصريحات من الميداني بن صالح رئيس الاتحاد وسوف عبيد نائب الرئيس الذي لم يحضر هذا الاجتماع، وصلاح الدين الحمادي عضو الهيئة المديرة، المكلّف بالندوات والدراسات. وقد أجمع الحاضرون في المجلس على مساندة قرار تأجيل المؤتمر، مندّّدين بكلّ أشكال ومظاهر العنف، اللفظي والجسدي. سوف عبيد (نائب رئيس الاتحاد): لن أكون شاهد زور لقد سبق ان دعوت مرارا وتكرارا وحتى قبل اندلاع الازمة الخطيرة الى عقد اجتماع المجلس الاستشاري، للاستنارة بآرائه قبل أخذ القرارات الخطيرة التي كانت وماتزال منافية للقانون الأساسي للاتحاد، ومنافية كذلك لتقاليد منظمتنا. اجتماع المجلس الاستشاري الذي التأم يوم الاحد الفارط، لم يكن له الدور الاستشاري وانما كان له دور المزكي للقرارات الخطيرة التي اتخذها الاتحاد (تأجيل المؤتمر، ورفت بعض الاعضاء). أريد أن أقول أني لم أحضر مع اعضاء الهيئة المديرة لهذا الاجتماع، لأني لا أريد ا ن أكون شاهد زور... ولي الثقة في ان الاتحاد سيتجاوز هذه الأزمة لان في تاريخه رصيدا كبيرا من المواقف النيرة والشجاعة مثل وقوفه في الثمانينات ضد ما كان يسمى في ذلك العهد «بميثاق شرف الكاتب» وهو في الواقع كمامة ولجام ضد حرية التعبير... ثم وقف الاتحاد كذلك الى جانب الاخوة الادباء الذين حجزت كتبهم طيلة سنوات عديدة ولم يفرج عنها الا التغيير المبارك... بالاضافة الى ان الاتحاد وبفضل وقوف اعضائه صفا واحدا استطاع ان يحقق الكثير من المنجزات الادبية وذلك بالرجوع دائما الى القاعدة. وفي ما يخص القرارات التي أفرزها اجتماع المجلس الاستشاري الأخير، فاني اعتبرها لا تكون شرعية الا اذا صادق عليها المؤتمر القادم... اما والحال كما عليه الآن، فان المستقبل لا يكون الا للطموحات التي تخدم أهداف الادباء بصدق واخلاص، واما غير ذلك فهو تشبث بالامتيازات خدمة للمصالح الخاصة... والزمان وحده كفيل بفضح المخططات والنوايا... صلاح الدين الحمادي (عضو الهيئة المديرة المكلف بالندوات والدراسات): وقع ردّ الاعتبار للهيئة المديرة خلال اجتماع المجلس الاستشاري لاتحاد الكتاب التونسيين الذي تم يوم الاحد الفارط، وقع ردّ الاعتبار للهيئة المديرة، حيث كانت الاراء كلها في انسجام تام، في اطار حرية الاختلاف، وانطلاقا من مبدإ ثابت هو: الالتفاف حول منظمتنا العريقة... فقد أكّد كل رؤساء الفروع، وكل اعضاء الهيئة المديرة تمسكهم بالاتحاد ووقوفهم الى جانب كل القرارات التي اتخذتها الهيئة المديرة في الفترة الأخيرة، بخصوص تأجيل المؤتمر، ورفت المتسببين في العنف، وان هذا الاجتماع سيكون دافعا مهما للهيئة المديرة لمزيد العمل من أجل موقع الاتحاد وحضوره الفاعل في الساحة الثقافية... كما ان قرارات هذا الاجتماع تمثل لافتة حمراء في وجه كل محاولات التخريب والتشكيك والتهميش... اني شخصيا اعتزّ بموقف كل اعضاء المجلس الاستشاري الذين برهنوا على أنهم واعون حقا، بكل ما حيك من مؤامرات لاضعاف اتحادنا، الذي خرج من الازمة الأخيرة، قويا متماسكا... وكل ذلك من أجل مشهد ثقافي نظيف ومسؤول. البرقية الموجهة الى سيادة رئيس الجمهورية زين العابدين بن علي نحن أعضاء المجلس الاستشاري لاتحاد الكتاب التونسيين (هيئة مديرة ورؤساء فروع)، المجتمعين بمقر الاتحاد يوم الأحد 22 فيفري 2004، نعرب لسيادتكم عن تثميننا العميق لدعمكم المتواصل لاتحاد الكتاب التونسيين ولرجال الفكر والإبداع ببلادنا ليكونوا في طليعة المجتمع المدني المؤمن بمستقبل تونس وموقعها المتميز. كما نعبّر لسيادتكم عن اعتزازنا بالمكاسب العظيمة التي تحققت لبلادنا في كل مجالات التنمية بفضل قيادتكم الحكيمة لمسيرة التغيير والاصلاح والمراهنة على قيم الهوية والانفتاح والحداثة ومجتمع المعرفة، مما بوّأ بلادنا مرتبة مشرفة بين الدول تتميز بالمصداقية والاشعاع وروح المبادرة من أجل ثقافة السلم والحوار وقيم التضامن والتسامح والتعاون. ونعبّر لسيادتكم عن التزامنا المسؤول بالعمل من أجل مبادئ جمهورية الغد التي تؤكد مسار الاصلاحات الدستورية وتعمّقه دعما لركائز دولة القانون والمؤسسات وحقوق الانسان والتعددية ومقومات مجتمع التضامن والحرية والاجتهاد المتواصل للحفاظ على المكاسب الوطنية وتطويرها في كنف الأمن والحوار والتنمية الشاملة. إن اتحاد الكتاب التونسيين الذي ناضل أعضاؤه من أجل هذه الأهداف وأمضى على الميثاق الوطني وساهم في بلورة خيارات ثقافة التغيير ومجتمع الحوار وساند مشروعكم الحضاري المستقبلي في الانتخابات الرئاسية ليؤكد لسيادتكم تجنّد كل هياكله لدعم مكاسب النظام الجمهوري والمشاركة في تجذير خيارات المستقبل لوطننا العزيز من أجل مناعته وإشعاعه بين الدول. إن المجلس الاستشاري الذي يمثل كل الهياكل المنتخبة للاتحاد مركزيا وجهويا ويعبر عن إرادة أعضائه ليناشدكم الترشح للانتخابات الرئاسية القادمة لما يحظى به شخصكم الكريم من مصداقية ومحبة وثقة لدى كل المثقفين وجميع فئات المجتمع التونسي وما ترمز له قيادتكم من قدرة على رفع تحديات المستقبل في ظل ما يشهده العالم من متغيرات وتحديات. ونعاهدكم يا سيادة الرئيس، أننا سنواصل العمل بكل مسؤولية من أجل ثقافة عقلانية تحديثية تساهم في تجديد رسالة التغيير بروح الطموح إلى الأفضل. دمتم يا سيادة الرئيس رمزا للوحدة الوطنية وضمانا لمسيرة تونس ونهضتها وعزّتها. بيان المجلس الاستشاري لاتحاد الكتاب اجتمع المجلس الاستشاري لاتحاد الكتاب التونسيين بمقر الاتحاد يوم الأحد 22 فيفري 2004 بحضور أعضاء الهيئة المديرة ورؤساء الفروع. وفي إطار المسؤولية والوعي برسالة الاتحاد، بوصفه منظمة وطنية عريقة، تكرس قيم الابداع والحوار والثقافة الوطنية، تدارس أعضاء المجلس مختلف القضايا الراهنة المتعلقة بموقع الاتحاد في النسيج الجمعياتي وفي الحياة الثقافية وكذلك نشاطه في ظل المستجدات تكريسا للتحاور والتشاور. وفي هذا السياق يؤكد أعضاء المجلس: 1 ضرورة التمسك بمنهج الحوار وحق الاختلاف في كل ما يتعلق بنشاط الاتحاد وتسييره وتقويم أدائه، ويعبرون استنادا الى ذلك عن رفضهم لكل أشكال العنف المادي والمعنوي التي يلجأاليها بعض من يخيرون حجة القوة على قوة الحجة. 2 التزامهم بقرار الهيئة المديرة القاضي بتحديد موعد المؤتمر القادم خلال شهر ديسمبر 2004 وفقا للفصل السابع من النظام الداخلي المنقح في جانفي 2004 وحسب ما ينص عليه القانون الأساسي للجمعيات. 3 تمسكهم بمنظمتهم ودعوتهم كل الأعضاء الى مزيد الالتفاف حولها حتى تظل فضاء التلاقي الرحب بين الأجيال والتجارب الابداعية من أجل قيم الثقافة النيرة تحقيقا لمبادئ الحوار والتفتح. عن المجلس الاستشاري رئيس الاتحاد الميداني بن صالح الميداني بن صالح (رئيس الاتحاد): طوّقنا الأزمة... وخرج الاتحاد أكثر قوّة ووحدة لقد دار النقاش في جو ديمقراطي وصريح وشفاف، حول كل جدول أعمال هذا الاجتماع، حيث ساند المجلس عقد المؤتمر السادس عشر للاتحاد في شهر ديسمبر 2004، وشجب العنف خاصة المادي منه الذي تورط فيه بعض الأعضاء ممّن رُفتُوا طبقا للقانون الأساسي للاتحاد. كما مُكّن رؤساء الفروع من ملف اعلامي يلقي أضواء لا لبس فيها عن الحملة المغرضة التي تعرّض لها الاتحاد في الآونة الأخيرة، وخرج منها أكثر قوة وصلابة واشعاعا ووحدة. كما وقع الاتفاق على مزيد التنسيق بين الهيئة المديرة والمجلس الاستشاري حول ما يخدم أكثر أدبنا التونسي وثقافتنا الوطنية وطموحات أعضاء الاتحاد مهما كانت مواقفهم الفكرية. وبارك المجلس الاستشاري المنشورات المتمثلة في انطولوجيا الشعر والقصة والرواية والنقد والفكر باللغة الفرنسية، بما يفتح ولأول مرة سابقة لمدّ الجسور مع الآخر حتى يتعرف على ابداعنا وثقافتنا، وأشواق وطموحات مثقفينا وشعبنا التونسي. ووقع التحسيس بصورة عامة للعمل على انجاح تظاهرات الاتحاد في المدة المتبقية للهيئة المديرة الحالية، مثل : مهرجان الشعر العربي، الأيام القصصية البشير خريف، ربيع الجريد للإبداع التلمذي، الأيام الشعرية التونسية الخامسة، والتي ستكون خاصة بالمدوّنة الشعرية التونسية، وستطبع أعمالها قبل المؤتمر القادم. كما قام الأخ رئيس فرع أريانة الأستاذ عيسى البكوش بدعوة كافة الاخوة رؤساء الفروع لحضور الندوة التي سينظمها فرع الاتحاد بأريانة بالتعاون مع الهيئة المركزية حول سنة الكتاب ومطالب وطموحات المبدعين لدعم الكتاب التونسي والعمل على مزيد نشره والتعريف به توفيرا لأرضية مجتمع المعرفة التي نادى بها الرئيس زين العابدين بن علي. كما طرح خلال هذا الاجتماع دور الاتحاد في الانتخابات الرئاسية القادمة مساهمة منه في التأسيس لجمهورية الغد التي هي طموح كل التونسيين مهما تعددت توجهاتهم وآراهم ومنزلتهم الاجتماعية. وأستطيع أن أؤكد أن هذا الاجتماع نجح نجاحا باهرا.