نسق إحداث الشركات الأهلية في تونس يرتفع ب140% مقارنة بسنة 2024    أعوان وإطارات المركز الدولي للنهوض بالاشخاص ذوي الاعاقة في اعتصام مفتوح    عاجل/ هلاك ستيني في حريق بمنزل..    القضية الفلسطينية تتصدر مظاهرات عيد الشغل في باريس    في سابقة خطيرة/ ينتحلون صفة أمنيين ويقومون بعملية سرقة..وهذه التفاصيل..    إيراني يقتل 6 من أفراد أسرته وينتحر    أبرز ما جاء في زيارة رئيس الدولة لولاية الكاف..#خبر_عاجل    زاراها قيس سعيد...كل ما تريد معرفته عن مطحنة أبة قصور في الكاف    الصين تدرس عرضا أميركيا لمحادثات الرسوم وتحذر من "الابتزاز"    لي جو هو يتولى منصب الرئيس المؤقت لكوريا الجنوبية    الجولة 28 في الرابطة الأولى: صافرات مغربية ومصرية تُدير أبرز مباريات    الرابطة المحترفة الثانية : تعيينات حكام مقابلات الجولة الثالثة والعشرين    نهائيات ماي: مواجهات نارية وأول نهائي لمرموش في مانشستر سيتى    لأول مرة في التاريخ: شاب عربي لرئاسة ريال مدريد الإسباني    الرابطة المحترفة الأولى (الجولة 28): العثرة ممنوعة لثلاثي المقدمة .. والنقاط باهظة في معركة البقاء    تشيلسي يهزم ديورغاردن 4-1 في ذهاب قبل نهائي دوري المؤتمر الاوروبي    سعر ''بلاطو العظم'' بين 6000 و 7000 مليم    عيد الاضحى 2025: الأضاحي متوفرة للتونسيين والأسعار تُحدد قريبًا    التوقعات الجوية لهذا اليوم..    عاجل/ أمطار أعلى من المعدلات العادية متوقعة في شهر ماي..وهذا موعد عودة التقلبات الجوية..    الأشهر الحرم: فضائلها وأحكامها في ضوء القرآن والسنة    رئيس الجمهورية: تونس تزخر بالوطنيين القادرين على خلق الثّروة والتّوزيع العادل لثمارها    وجبة غداء ب"ثعبان ميت".. إصابة 100 تلميذ بتسمم في الهند    "نحن نغرق".. سفينة مساعدات متجهة إلى غزة تتعرض لهجوم جوي (فيديو)    سقوط طائرة هليكوبتر في المياه ونجاة ركابها بأعجوبة    صفاقس ؛افتتاح متميز لمهرجان ربيع الاسرة بعد انطلاقة واعدة من معتمدية الصخيرة    اتحاد الفلاحة: أضاحي العيد متوفرة والأسعار ستُحدد لاحقًا وفق العرض والطلب    توتنهام يضع قدما في نهائي الدوري الأوروبي بالفوز 3-1 على بودو/جليمت    بقيادة بوجلبان.. المصري البورسعيدي يتعادل مع الزمالك    مخاطر الاستخدام الخاطئ لسماعات الرأس والأذن    معطيات جديدة بخصوص منتحل صفة صفة مسؤول حكومي: الاحتفاظ بكاهية مدير بالقصرين    ملف الأسبوع.. تَجَنُّبوا الأسماءِ المَكروهةِ معانِيها .. اتّقوا الله في ذرّياتكم    خطبة الجمعة .. العمل عبادة في الإسلام    الطبوبي في اليوم العالمي للشغالين : المفاوضات الاجتماعية حقّ ولا بدّ من الحوار    الوضع الثقافي بالحوض المنجمي يستحق الدعم السخي    المسرحيون يودعون انور الشعافي    أولا وأخيرا: أم القضايا    رئيس الجمهورية في عيد العمّال: الشغل بمقابل مع العدل والإنصاف    إدارة ترامب تبحث ترحيل مهاجرين إلى ليبيا ورواندا    بنزرت: إيقاف شبان من بينهم 3 قصّر نفذوا 'براكاج' لحافلة نقل مدرسي    الجلسة العامة للبنك الوطني الفلاحي: القروض الفلاحية تمثل 2ر7 بالمائة من القروض الممنوحة للحرفاء    الليلة: سحب عابرة والحرارة تتراوح بين 15 و26 درجة    الكورتيزول: ماذا تعرف عن هرمون التوتر؟    انتخاب رئيس المجلس الوطني لهيئة الصيادلة رئيسا للاتحاد الافريقي للصيادلة    لماذا يصاب الشباب وغير المدخنين بسرطان الرئة؟    تونس: تفاصيل جديدة عن متحيل يتجوّل 10 أيام كمستشار حكومي ويزور إدارات رسمية    إقبال جماهيري كبير على معرض تونس الدولي للكتاب تزامنا مع عيد الشغل    مصدر قضائي يكشف تفاصيل الإطاحة بمرتكب جريمة قتل الشاب عمر بمدينة أكودة    بالأرقام/ ودائع حرفاء بنك تونس والامارات تسجل ارتفاعا ب33 بالمائة سنة 2024..(تقرير)    ارتفاع طفيف في رقم معاملات الخطوط التونسية خلال الثلاثي الأول من 2025    وزير الصحة: لا يوجد نقص في الأدوية... بل هناك اضطراب في التوزيع    يوم دراسي حول 'الموسيقى الاندلسية ... ذاكرة ثقافية وابداع' بمنتزه بئر بلحسن بأريانة    نحو توقيع اتفاقية شراكة بين تونس والصين في مجال الترجمة    توقيع عدد من الإصدارات الشعرية الجديدة ضمن فعاليات معرض تونس الدولي للكتاب    محمد علي كمون ل"الشروق" : الجمهور على مع العرض الحدث في أواخر شهر جوان    صادم: أسعار الأضاحي تلتهب..رئيس الغرفة الوطنية للقصابين يفجرها ويكشف..    توجيه تهمة 'إساءة استخدام السلطة' لرئيس كوريا الجنوبية السابق    أذكار المساء وفضائلها    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



أعضاء يؤكدون «سنصوّت لأسماء ولا لقائمة»
على أبواب مؤتمر اتحاد الكتّاب
نشر في الصباح يوم 20 - 12 - 2008

عثمان بن طالب ل «الصباح» : «المؤتمر القادم يمثل امتحان وجود لاتحاد الكتّاب»
حسونة المصباحي : «أتمنّى انتصار الشفافية والنزاهة والمحبة في المؤتمر القادم للاتحاد»
تونس الصباح: تأكد رسميا ومثلما سبقت الاشارة الى ذلك أن قائمة المترشحين لأجل احد المقاعد العشرة في المؤتمر القادم لاتحاد الكتاب التونسيين ستشهد انسحابات عديدة لعديد الاعتبارات
فسرها الكثير انها تعود بالاساس الى «انعدام خظوظ النجاح» لهؤلاء الاعضاء ضمن توقعات تصب كلها في خانة وصفت بكونها «متوازنة» قد تصعد الى دفة الاشراف على الاتحاد وتسيير دواليبه في السنوات الثلاثة القادمة.
التصويت للأسماء
وفي المقابل اعرب بعض الاعضاء تحدثوا الى «الصباح» انهم سيصوّتون «لأسماء معينة» دون الالتزام بما تحمله او تتضمنه القائمات الانتخابية من أسماء.. بل هناك من أكد انه سيختار التركيبة «المناسبة» له للمكتب القادم لاتحاد الكتّاب.
مراد العمدوني مترشح
خلال تقديم القائمة النهائية للمترشحين للمؤتمر القادم للاتحاد سقط (سهوا) اسم مراد العمدوني الذي يوجد رسميا ضمن هذه القائمة.. علما وانه من شعراء الجيل الجديد ومشرف على موقع «إنانا» الأدبي.
وشهدت الساحة الادبية هذه الايام تحركات هنا وهناك، وتعددت الاتصالات الهاتفية و«الارساليات» القصيرة واللقاءات لأجل «كسب» الاصوات و«حشد» الدعم المطلوب لاجل الفوز بأحد المقاعد العشرة في الهيئة المديرة القادمة للاتحاد.
هل تحسم الفروع الانتخابات؟
وحسب ما توفر لدينا من معطيات فان الفروع سيكون دورها حاسم في تحديد وجهة الانتخابات لذا لا غرابة ان يتم تركيز المترشحين على الاعضاء داخل البلاد لكسب «الانصار».. لكن في خضم ذلك هناك بوادر بدأت تتوضح شيئا فشيئا.. بل ان هناك من اكدها بشكل صريح ان «قائمة انتخابية تحمل بداخلها بوادر النجاح هي التي ستقود الاتحاد طيلة السنوات الثلاثة القادمة» في ظل ما وصفه محدثنا ب«التشتت الذي ميّز علاقة عدد هام من المترشحين والذين كانوا منضوين تحت لواء قائمة» والطريف ان محدثنا هذا كان من ضمن هذه القائمة الا انه اختار الانسحاب منها لاعتبارات خاصة به والتأكيد على ترشحه ك«مستقل».
محسن بن أحمد
عثمان بن طالب ل «الصباح» : «المؤتمر القادم يمثل امتحان وجود لاتحاد الكتّاب»
* ما سر هذه العودة للاتحاد، ولماذا في هذا الظرف بالذات؟
# بداية أشكرك على اهتمامك بهذا الحدث الثقافي الذي يرمز الى مرحلة جديدة في اطار تطوير المؤسسات والمراهنة على النخبة المثقفة لتحصين الهوية ودعم المسار الوطني. أنا لم أنقطع عن الاتحاد منذ عشرين سنة. دخلته مع المرحوم العروسي المطوي عضوا بهيئة التحرير الأولى لمجلة المسار سنة 1988، وتحملت فيه مسؤوليتي في التسيير او في العضوية انطلاقا من ايماني بضرورة مد الجسور بين الجامعة التونسية والمجتمع المدني من ناحية، ومن ضرورة خدمة الادب التونسي بالنقد والدراسة والترجمة ورصد تحولاته واتجاهاته. الاتحاد مثّل لي مدرسة لفهم الساحة الثقافية والعمل التطوعي المشترك من اجل هذه الاهداف لانني احمل هاجس الكتابة واهتم بالقضايا الفكرية بقناعة المثقف العضوي، انا أدرك صعوبة موقعي الجامعي في هيكل مثل الاتجاد تتجاذبه احيانا الخلافات والمصالح والتيارات التي ترمي بثقلها على أسئلة الابداع والفكر والتأسيس، ولكن المثقف يجب ان يتحمل مسؤوليته في كل الظروف ويبني على اساسها رؤية واقعية منفتحة ومناضلة من أجل القيم التنويرية والحداثية التي ننخرط فيها جميعا.
لقد عاش الاتحاد في الدورة الحالية مرحلة انتقالية اعتقد انها سمحت للجميع بالتفكير في واقع المنظمة ومستقبلها. المطلوب هو تنقية الاجواء من المزايدات العقيمة وبلورة رؤية مدركة لخصوصية اللحظة التاريخية في اطار الوعي الانتخابي والمنافسة الشريفة. وقد لا أبالغ اذا قلت ان المؤتمر القادم يمثل امتحان وجود للاتحاد. اما ان يتطور ويسترجع مصداقيته في طليعة المجتمع المدني، واما ان يدخل المناطق الخلفية ويصبح رقما عاديا غائبا عن حركية المؤسسات.
ما جدوى الدعم المادي والمعنوي الذي تقدمه الدولة، اي المجموعة الوطنية للاتحاد اذا لم يكن قادرا على اعادة انتاج وجوده في النسيج الجمعياتي وفقا لرسالته المنصوص عليها في قانونه الاساسي واستجابة لطموحات اعضائه. وهم ابناء تونس لهم الحق في المساعدة والرعاية والانتساب الفعلي لمنظمة تمثلهم وتدافع عن حقوقهم؟
* لقد حمّلك البعض أخطاء ماضية في مسألة رفت بعض الأعضاء في الدورة الاخيرة للمرحوم الميداني بن صالح ما هو ردّك؟
# هذه المسألة اصبحت واضحة الا لمن على عيونهم غشاوة او الذين يسمسرون بها لاسباب انتخابية تافهة. ولكن لا بأس من توضيح المسألة للرأي العام وأنا أحتفظ بكل الوثائق التي تشهد على ما أقول:
أولا: ان قرار الرفت اخذه المرحوم الميداني اجتهادا منه في تلك المرحلة لمعالجة الهجومات العنيفة التي تعرض لها الاتحاد واستنادا الى نص النظام الداخلي.. وكل اعضاء الهيئة المديرة في تلك الفترة بدون استثناء، يتحملون المسؤولية سلبا او ايجابا في هذا الاجتهاد. وقد حسم المؤتمر السابق هذا الموضوع ورجع المرفوتون الى الاتحاد باتفاق الجميع في اظار التجاوز والمصالحة.
ثانيا: لقد اتخذ ذلك القرار اثناء جلسة للهيئة المديرة لم احضر شخصيا كل اطوارها لانه وقع الاعتداء الجسدي عليّ اثناء الاجتماع. والذي حرر محضر الجلسة هو الاخ صلاح الدين الحمادي طبقا لمسؤولياته.
والخلط المقصود بين «جلسة استماع» وسلطة القرار لم يعد ينطلي على أحد. موقفي لم يتغير من الأخوة ظافر ناجي ومحمد الهادي الجزيري وعادل المعيزي. أنا احترم نصوصهم وتربطني بهما واصر الصداقة وليس لي اي خلاف شخصي في الاتحاد معهم او مع غيرهم. علينا الالتزام بالحد الادنى الادبي من الموضوعية لتقويم الاشخاص والمراهنة على المستقبل وعدم الانجرار الى المزايدات.
من ناحية ثانية من حقي ان استغرب كيف تسيطر الحمي الانتخابية على البعض، فيتجاهلون ما قدمته للمنظمة وللكتاب من جهد وتضحيات اذكر من بينها فقط أكثر من ثلاثين دراسة منشورة ومثلها لم ينشر بعد عن الأدب التونسي، وترجمة نصوص اكثر من مائة شاعر تونسي والاشراف على منشورات الترجمة وهي سلسة غير مسبوقة في تاريخ النشر التونسي بفضلها عرفنا بالمدونة التونسية في اكثر من فضاء خارجي، اضافة الى بصماتي في تطوير مجلة المسار وسهري على تنظيم عشرات الندوات الوطنية والدولية التي رفعت الاتحاد الى مستوى التأسيس الفكري والمعرفي لاسئلة النقد والحوار الثقافي.
* كأني بك تسوّق هنا لرصيدك في الاتحاد؟
# لست هنا في مجال تسويق رصيدي في الاتحاد، ولكن سؤالك السابق يتطلب التذكير بضرورة التحلي بالموضوعية والتأكيد على جدلية التواصل والتجديد بدون تهميش لاحد وبدون قطيعة، انا أسأل هؤلاء: كم من جامعي تحمّل بصبر أعباء شارع باريس وفتح صدره بالمحبة والعطاء لتناقضات نهج سيف الدولة؟ وكم من جامعي قادم من الضفة الفرنكوفونية توسّد اللغة العربية وكرّس جهده الفكري لخدمة الأدب التونسي شعرا ونثرا؟ لعلهم يعدون على اصابع اليد، ولكنني في الاتحاد التزم دائما بأخلاقيات التواضع الانساني وأتشرّف بانتمائي للأسرة الادبية وأترك في الجامعة الخلقية الاكاديمية اقتناعا مني بالحدود الفاصلة بين المثقف والموظف وبالحدود الواصلة بين الجامعة كفضاء معرفي والاتحاد كفضاء ابداعي للحرية والاختلاف.
* ما هي افاق مستقبل الاتحاد ومقومات المشروع القادم؟
# هذه الآفاق سيحددها المؤتمر من خلال نقاشاته ولوائحه وتوصياته وعلى الهيئة المديرة القادمة ان تلتزم بها وتترجمها في برامة عمل وبمنهجية شفافة وبروح توافقية.
وكمترشح ضمن المترشحين أرى من واجبي اثراء هذا النقاش ببعض الافكار التي تنبع من تجريتي واطلاعي على مواطن القوة والضعف في اداء المنظمة. من بين هذه الافكار أؤكد على ما يلي:
* الاصلاحات الهيكلية الداخلية: هذه ضرورة متأكدة لتصحيح الوضع الحالي الغريب الذي يسمح لرؤساء الفروع بعضوية الهيئة المديرة وبعضوية المجلس الاستشاري. الاتحاد هو المنظمة الوحيدة في تونس التي تسمح بهذا الوضع غير الطبيعي وغير الديموقراطي، اضافة الى سلبياته العديدة الاخرى على مستوى مردودية العمل والاداء.
ولكن في نفس الوقت يجب دعم الفروع بالمقرات المحترمة والتمويل الجدي في اطار لامركزية الفعل الثقافي.
* ومن ذلك ايضا تطوير نشاط النوادي في اتجاه الانفتاح على الفضاءات الشبابية والطلابية والتربوية والخروج الى الروتين الحالي (هناك جلسات لا يحضرها الا ثلاثة او اربعة اعضاء وتحسب في التقارير كأنشطة..) المسألة لا تتعلق بدوران الارض، بل بالطريقة التي تدور بها، في الاتجاه الصحيح او في الاتجاه المعكوس.
* اعادة النظر في واقع مجلة المسار لتكون مجلة عربية مشعّة وقادرة على استقطاب اسئلة الابداع والفكر والنقد، ولي في هذا الاطار مشروع سأقدمه في الابان لعلنا نوفق في تحقيقه.
* كسب رهان مصداقية صورة الاتحاد اعلاميا ومؤسساتيا كمنظمة في طليعة المجتمع المدني واعية بدورها ومسؤولياتها في رعاية الكتاب والحضور المشرف في اسئلة الوطن ورهاناته المستقبلية.
* وضع برنامج شراكة مع المحيط الثقافي والاعلامي والجامعي والاستفادة من هذه الفضاءات لخدمة الكتاب التونسي ودعم الحلف المعرفي الاستراتيجي المتراهن على اتنوير و الحداثة والتغيير المتواصل بدون قطيعة.
حسونة المصباحي : «أتمنّى انتصار الشفافية والنزاهة والمحبة في المؤتمر القادم للاتحاد»
كتب لنا الاديب حسونة المصباحي نصّا مطولا حول آراء له في اتحاد الكتّاب التونسيين في اطار اثراء الحوار الذي يبقى مفتوحا لكل راغب في ذلك بكل نزاهة وموضوعية وجدية:
يقول حسونة المصباحي:
بداية اقول اني لم أحضر ايّا من المؤتمرات السابقة لاتحاد الكتّاب التونسيين وذلك بالرغم من ان علاقتي بالراحلين العروسي المطوي والميداني بن صالح كانت ودية، وباستثناء دعوتين الى ندوتين، واحدة في تونس العاصمة، والثانية في نفطة، تلقيتهما في عهد الميداني بن صالح، لم أشارك في اي نشاط من نشاطات الاتحاد، ولم اسافر الى الخارج ضمن وفوده ولو مرة واحدة. كما لم أحضر المؤتمر الاخير الذي انعقد في اواخر عام 2005. وبعد انتخاب الهيئة الادارية الجديدة، التقيت مرتين بصلاح الدين بوجاه، وتحدثت معه حول مجلة «المسار» عقب صدور عدديها الاولين في عهده. واذكر أني قدمت له خلال اللقائين بعض المقترحات لتحسين المجلة شكلا ومضمونا، فتقلبها بصدر رحب. لكن لما لاحظت انه لم يأخذ مقترحاتي بعين الاعتبار، فضّلت عدم الخوض معه في الموضوع مجددا.
والحقيقة ان صلاح الدين بوجاه احس منذ البداية ان وضعه داخل الهيئة المديرة غير مريح ولانه كان يفضل ان تكون علاقته «طيبة» بالجميع. فهو كان يتجنب المواجهات الساخنة عندما يحتم الواقع ذلك.
والأمر الاخر الذي ارغب في ان اشير اليه، هو أني ومنذ البداية لم أكن من المتحمسين للهيئة الادارية التي تم انتخابها خلال مؤتمر نهاية 2005، وعندما كانت الاغلبية الساحقة من الكتاب التونسيين تهلّل مستبشرة بقدومها، ومتفائلة بانها ستكون قادرة على اعادة الاشعاع للاتحاد، وعلى اصلاح الاخطاء الفادحة التي ارتكبت في السابق.
لكن الخلافات والانقسامات سرعان ما برزت بين اعضاء الهيئة المديرة لذلك قلّت لقاءاتهم ومشاوراتهم.
اما القضايا التي تشغل بلادنا، او العالم، او تلك التي تتصل بثقافتنا الوطنية او العربية فلا شأن لهم بها. وطوال السنوات الثلاث الماضية لم نقرأ بيتا واحدا عن مثل هذه القضايا، صدر عن الهيئة المديرة لاتحاد الكتاب التونسيين! وأذكر ان هذه الهيئة نظمت في شهر أكتوبر 2007 ندوة عن الذكرى العشرين لتحول السابع من نوفمبر، بالاشتراك مع المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (الألكسو) وكانت مشاركة اعضائها في هذه الندوة درن المأمول.
وان الندوة الكبيرة الثانية التي عقدها الاتحاد فكانت حول الترجمة والهيئة المديرة لم تعلم اغلبية المنخرطين في المنظمة بها.
بعد كل هذا يمكنني ان أقول باني اصبت بالدهشة وأنا أقرأ تصريحات ابراهيم الدرغوثي، في جريدة الصباح في عددها الصادر يوم الثلاثاء 16 ديسمبر 2008 فهو يزعم مثلا ان من بين الادلة القاطعة على نجاح الهيئة المديرة السابقة والتي كان هو يتصدرها، هو ان الاتحاد لم يعرف استقالات مثلما كان في السابق، اي في عهد الميداني بن صالح. فهل هذا يعني ان الاستقالات هي وحدها التي يمكن ان تكون دالّة على فشل الهيئة المديرة؟! وهل يريد السيد ابراهيم الدرغوثي ان يستقيل الكثيرون من الاتحاد كي يتأكد من ان اداء الهيئة المديرة مرتبك وسيء؟!.
ويتباهى السيد ابراهيم الدرغوثي ب«الانجاز الكبير» الذي حققه صديقه المولدي فروج والمتمثل في بعث موقع الكتروني خاص بالاتحاد والحال ان الجميع يعلمون الان ان بعث المواقع الالكترونية بات امرا هيّنا، وبسيطا، يكفي ان يكون هناك مختص لكي يتم توفير الموقع في وقت وجيز. وهذا ما فعله المركز الوطني للترجمة على سبيل المثال لا الحصر. ونحن نقول للسيد ابراهيم الدرغوثي، المنبهر بالتكنولوجيات الحديثة، بان المطلوب منه هو النزاهة والصدق والصراحة والجدية، اما المواقع الالكترونية فاحداثها لن يحقق لاتحاد الكتاب التونسيين ما يطمح اليه لخدمة ثقافتنا الوطنية، وما يمكن ان يطهر مشهدنا الثقافي راهنا من الامراض الخطيرة التي يعاني منها راهنا.
واوضح ان السيد ابراهيم الدرغوثي يرغب في ان يتم تجديد انتخابه ضمن الهيئة المديرة وهو يقول انه يتمنى ان يكون ضمن هذه الهيئة في اي مهمة من المهمات لخدمة الكتاب قدر جهده». ونحن نتمنى له بلوغ هدفه ولكننا نذكره بانه لم يسبق له ان اظهر اهتماما بأوضاع الكتاب وبحالة ثقافتنا الوطنية. وردا على ما ادعاه قبل اسابيع على صفحات الجرائد التونسية بانه دعاني الى فندق باربعة نجوم اقول للسيد ابراهيم الدرغوثي ان الدعوة وصلتني من المندوبية الثقافية بقفصة وليست منه. كما ان المندوبية هي التي دفعت تكاليف الاقامة،والمكافأة البسيطة التي تلقتيها من المداخلة التي القيتها في ندوة القصة عام 2006.
وفي المواقع الالكترونية التي يكتب فيها لم نقرأ له رأيا واحدا في الشأن الثقافي في بلادنا او في البلاد العربية.
نحن على ابواب مؤتمر جديد للاتحاد. وكل ما نتمناه أن يكون مؤتمرا حقيقيا تطرح فيه القضايا الساخنة التي تعيشها ثقافتنا راهنا بعيدا عن الديماغوجية، وفيه ينتصر الصدق والشفافية والنزاهة والمحبة والخصال النبيلة على الانانية والجحود والتنكر للمبادئ الانسانية التي تجسدها ثقافتنا الوطنية منذ القديس أغسطين مرورا بابن خلدون والثعالبي وحسن حسني عبد الوهاب والفاضل ابن عاشور، والطاهر الحداد، والشابي، ومحمود المسعدي وصولا الى هشام جعيط، وعبد المجيد الشرفي، وذلك الشاعر الذي يكتب قصيدته في الصباح المتوسطي البديع غير مبال بما يأتيه بعض «الكتاب» و«المثقفين».


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.