تعيش بعض الأمهات وضعيات نفسية صعبة فاقتصارهن على إنجاب الاناث دون الذكور يدفعهن الى الاحساس بعقدة الذنب. هكذا يتحول الحرمان من المولود الذكر الى مشكلة نفسية عميقة تدفع ببعضهن الى ارتكاب «حماقات» تؤثر على حياتهن الزوجية. ردّات فعل غريبة تأتيها الزوجة يحدثنا عنها الاخصائي النفسي السيد لطفي بوغانمي: «أذكر أن امرأة متزوجة أمّ لثماني بنات كانت كلما حملت تمنّي النفس بأنها سترزق بمولود ذكر ولا يحدث ذلك الى حد أنه وفي الولادة الثامنة بلغ تعبها الجسدي والنفسي مداه وردّة الفعل تأخرت نسبيا ولم تظهر إلا بعدما تزوجت احدى بناتها وأنجبت ولدا فساعرت الى تسمية هذا المولود باسمها. حدث ذلك رغم أنف جميع العائلة وسُجّل المولود باسمها. ومثل هذه الحادثة التي تبرز مدى تعلق هذه المرأة بالمولود الذكر أثرت على صفاء العلاقة الزوجية لابنتها التي خاصمها زوجها وأحال القضية الى المحكمة من أجل تغيير اسم المولود». اضطرابات في النوم مثل هذه الحادثة لئن أطفأت ظمأ الأم فإنها أثرت على استقرار الحياة الزوجية لابنتها وهي حادثة غريبة تكشف مكانة المولود الذكر في حياة المرأة: «الكثير من الأمهات يعتقدن أن أمومتهن وإحساسهن بالانوثة لا يكتمل إلا بإنجاب الذكور وقد يسيطر عليهن هذا الاعتقاد ويخلق لديهن اضطرابات في النوم وقلق نفسي وتوتر نتاج شعور بالنقص». ويبدو أن قلة وعي بعض الأمهات وقلة إيمانهن بأن الله يرزق من يشاء إضافة الى تأثير بعض الاوساط الاجتماعية التي لاتزال تحتفل بالمولود الذكر أكثر مما تحتفل بالانثى تسهم بدور فعال في تكريس شعورهن بالنقص قد تتحول الى حالات مرضية لاسيما عند من تكون شخصياتهن مهيأة للمرض.