تمكّنت فرقة الشرطة العدلية بمدينة المنستير في الآونة الأخيرة من كشف لغز سلسلة من السرقات طالت محلات سكنية على ملك بعض عمالنا المهاجرين بالخارج ومحتويات سيارات راسية في أماكن مختلفة من المدينة. وقد تم ايقاف أفراد العصابة التي تضم 8 أنفار بعد أن نصب لهم كمين محكم. وكانت مدينة المنستير عاشت مؤخرا على وقع سلسلة من السرقات تعرضت لها عدة محلات سكنية ومحتويات سيارات رابضة في أنحاء متفرّقة من المدينة وقد فاق عدد هذه السرقات 10 كما كانت في جلّها متشابهة ممّا عزّز قناعة أعوان فرقة الشرطة العدلية بمدينة المنستير بأن خيطا واحدا يربط كل هذه السرقات فتعاملوا مع المسألة بجدية وحزم وكثفوا من تحرياتهم وضاعفوا من دورياتهم الى أن أثمرت جهودهم حصر الشبهة في بعض المنحرفين من ذوي السوابق العدلية فتمّ اخضاعهم الى المراقبة الدقيقة التي كشفت تورطهم. استطلاع... ثمّ سرقة شكل ثمانية شبان من ذوي السوابق العدلية لا تتجاوز أعمارهم العشرين سنة عصابة اختصّت في السرقة الموصوفة والمجرّدة. وقد أحكم توزيع الأدوار في ما بينهم ففي حين تكفّل بعضهم بالجولان على متن دراجات نارية بين أحياء المدينة وتقصّي المعلومات حول المحلات السكنية الشاغرة من أصحابها والتثبّت من ذلك بإخضاعها الى مراقبة مستمرة تمكنهم من معرفة منافذها، تخطط البقية لمداهمة تلك المحلات ليلا والسطو على محتوياتها. وقد تشابه سيناريو هذه السرقات الي حدّ التطابق، إذ تتولّى المجموعة في ساعة متأخرة من الليل الانطلاق نحو الهدف المرسوم سلفا فيحيطون بالمنزل ويستطلعون المكان جيدا وعند التأكد من خلوّه من أهله يتولون تسلّق الحائط الخارجي وتقوم مجموعة منهم بمعالجة الباب الخشبي بقضيب حديدي يجلبونه معهم، ثم يلجون الى الداخل فيطوفون في غرف المنزل ويحملون كلّ ما خفّ حمله وغلا ثمنه بينما يؤمّن البعض منهم المكان بحراسته من الخارج. تمكّنت هذه العصابة من سرقة قدر مهم من أجهزة الاستقبال وآلات التسجيل والآلات الإلكترومنزلية المختلفة والهواتف الجوالة.. وقد استطاع أفرادها النجاح في هذه العمليات نظرا الى أن أغلب المحلات السكنية المستهدفة على ملك عمّالنا بالخارج وتمّ التفطن الى سرقتها بعض ذويهم الذين أبلغوا الشرطة بذلك. استهداف السيارات الراسية لم يقف نشاط هذه العصابة على سرقة المحلات السكنية بل تعدّاها الى استهداف السيارات الرابضة بالطريق العمومي اذ كان بعضهم يتولّى تحيّن الفرصة المناسبة عند حلول الظلام ليلا وخلوّ الطريق من المارّة فيعمد الى تهشيم بلور هذه السيارات ثمّ يستحوذ على ما تحويه من أشياء كأجهزة هاتف محمول و»راديو كاسيت». وهكذا غنموا كمية هامة من المسروق فرّطوا في بعضها بالبيع بمبالغ مالية متفاوتة اقتسموها في ما بينهم في حين توصّل رجال الشرطة الى حجز بعض المسروق. وبعد أن وقع استجوابهم جميعا اعترفوا بما نسب إليهم فختمت الأبحاث معهم وأحيلوا على أنظار النيابة العمومية.