سواء استحله ام لم يستحله، فإن السب كفر من باب أولى. يقول ابن تيمية: ان سب الله او سب رسوله كفر ظاهرا وباطنا، سواء كان الساب يعتقد ان ذلك محرم، او كان مستحلا، او كان ذاهلا عن اعتقاده. وقال ابن قدامة: من سب الله تعالى كفر، سواء كان مازحا او جادا. حكم سب الرسول ص للرسول منزلة عظيمة في نفوس اهل الايمان، فقد بلغ الرسالة، وادى الامانة ونصح الأمة وجاهد في الله حق جهاده، ونحن نحب الرسول كما امر، محبة لا تخرجه الى الاطراء او اقامة البدع التي نهى الرسول عنها وحذر منها بل له المكانة السامية والمنزلة الرفيعة، نطيعه فيما امر ونجتنب ما نهى عنه وزجر. ولنحذر من سب الرسول فإن ذلك من نواقض الايمان، التي توجب الكفر ظاهرا وباطنا، سواء استحل ذلك فاعله او لم يستحله. يقول ابن تيمية: ان سب الله او سب رسوله كفر ظاهرا وباطنا، سواء كان الساب يعتقد ان ذلك محرم، او كان مستحلا له، او كان ذاهلا عن اعتقاده. والامر في ذلك يصل الى حد مجرد لمز النبي في حكم او غيره كما قال رحمه الله: فثبت ان كل من لمز النبي في حكمه او قسمه فإنه يجب قتله، كما امر به في حياته وبعد مماته. سب الصحابة الصحابة هم رفقاء رسول الله ورفقاء دعوته الذين أثنى الله عز وجل عليهم في مواضع كثيرة من القرآن، قال تعالى: {والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان رضي الله عنهم ورضوا عنه وأعد لهم جنات تجري تحتها الأنهار خالدين فيها أبدا ذلك الفوز العظيم (100)}. (التوبة) فمن سبهم بعد هذه الآية وغيرها فهو مكذب بالقرآن. والواجب نحوهم محبتهم والترضي عنهم والدفاع عنهم، ورد من تعرض لأعراضهم، ولاشك ان حبهم دين وإيمان واحسان، وبغضهم كفر ونفاق وطغيان، وقد اجمع العلماء على عدالتهم، اما التعرض لهم وسبهم وازدراؤهم فقد قال ابن تيمية: ان كل مستحلا لسب الصحابة رضي الله عنهم فهو كافر. وقد حذر النبي من ذلك بقوله: من سب اصحابي فعليه لعنة الله والملائكة والناس اجمعين». وقال عليه الصلاة والسلام: «لا تسبوا اصحابي، لا تسبوا اصحابي، فو الذي نفسي بيده لو ان احدا أنفق مثل احد ذهبا، ما ادرك مد احدهم، ولا نصيفه». (رواه البخاري). وسئل الإمام احمد عمن يشتم أبا بكر، وعمر وعائشة فقال: ما أراه على الاسلام.