عصابة "رامبو" وشركائه في قبضة الأمن تونس (الشروق) ضربت فرقة الشرطة العدلية بحمام الأنف في الضاحية الجنوبية للعاصمة مؤخرا بقوة من خلال نجاحها في تفكيك عصابة لصوص خطيرة تتكوّن من خمسة أشخاص كانوا اقترفوا العديد من جرائم السرقة والعنف واستولوا على ممتلكات متنوعة لعديد المواطنين بعد الاعتداء عليهم بأسلحة بيضاء أو التهديد بالاعتداء عليهم بهذه الأسلحة. ونجح محققو هذه الفرقة في إلقاء القبض على أربعة أ فراد من هذه العصابة بمن فيهم قائدها الذي يخطط أعمالها ونشاطها ويتصرّف في غنائم السرقات التي يقترفونها بينما لا يزال الفرد الخامس متحصّنا بالفرار رغم كل المجهودات التي بذلوها لإيقافه بعد أن حدّدوا هويته كاملة وتزوّدوا بكل المعطيات حوله. كما حجز المحققون جانبا هاما من غنائم المسروقات التي اقترفتها هذه العصابة والمتمثلة في أجهزة هواتف جوالة وأمتعة أخرى متنوعة يبدو أن أفراد هذه العصابة لم ينجحوا في تسويقها وبالتالي الانتفاع من أثمانها مثلما فعلوا مع المسروقات الأخرى. ولاقت التدخلات الأمنية الناجحة التي قام بها محققو فرقة الشرطة العدلية بحمام الأنف استحسانا كبيرا لدى مواطني الجهة وسكانها الذين تذمروا كثيرا من نشاطات أفراد العصابة الموقوفة نظرا لما بثته في قلوبهم من رعب وخوف وما تناهى الى مسامعهم من أخبار حول تعدد السرقات التي اقترفوها وبطشهم في التعامل مع ضحاياهم لإجبارهم على الاستجابة إلى مطالبهم وتنفيذها بحذافرها دون نقاش أو تردّد. وتضمّ العصابة الموقوفة مبدئيا خمسة أفراد يقودهم شاب أعزب خطير معروف بكنية »رمبو« لبطشه وتسلّحه الدائم بسكين يبدو أنها كانت وسيلته الرئيسية لترويع ضحاياه وبث الرعب في قلوبهم. ورغم أن هذا الشاب الذي يحمل إسم شخصية بطولية معروفة في الأفلام البوليسية وأفلام الحركة لا يبلغ من العمر سوى 22 سنة، فإن سجله حافل بالسوابق العدلية وسبق أن تورّط في عديد القضايا المختلفة وقضّى بسببها عقوبات بالسجن يبدو أنها لم تنجح في ردعه وإرجاعه الى الطريق السوي. ويتولّى هذا الشاب تنظيم نشاط العصابة التي يوقدها فيضبط برنامجها ويحدّد الأماكن والأشخاص المستهدفين بالسرقة أو الاعتداء، كما يتصرّف بعد ذلك في المسروق ويبحث بطرقه الخاصة عن مسالك لترويجه. وحسب النتائج الأولية التي توصّل إليها المحققون في هذه القضية، فإن أفراد العصابة كانوا ينفقون أقساطا هامة من الأموال التي يجمعونها من السرقات في ملذّات تافهة يتعلق أغلبها بشرب الخمر والسهرات الماجنة دون غيرها وذلك خلافا لما كان يدّعيه قائد هذه العصابة عند سلبه ضحاياه أنه سوف يقوم بعملية تجميلية لإصلاح تشوّهات في وجهه نتجت عن محاولته الانتحار! وكان هذا الشاب قد حاول سابقا الانتحار عبر سكب مادة سريعة الالتهاب على رأسه ثم اشعال النار فيها ولكنه خضع الى تدخلات طبية عاجلة وناجعة. وفي حين نجا هذا الشاب من موت مؤكد واستعاد عافيته بصفة كاملة، خلفت محاولة الانتحار التي أقدم عليها تشوّها خلقيا بارزا في وجهه تمثّل في آثار حروق يبدو أنها قد خلقت له مشاكل نفسية أيضا. وتتمثل نشاطات هذه العصابة حسب ما توفر من معطيات في عمليات سلب وعنف ضدّ أشخاص واستحواذ على ممتلكاتهم تحت طائلة التهديد بأسلحة بيضاء عادة ما تكون سكاكين. ويعمد أفراد هذه العصابة الى اعتراض سبيل المارة في أوقات مختلفة من النهار والليل وتهديدهم أو الاعتداء عليهم بأسلحة بيضاء لإرغامهم على تسليمهم كل ما يملكون سواء كان مالا أو أغراضا خاصة مثل أجهزة هواتف جوّالة. وكان أعوان الشرطة العدلية بحمام الأنف التي فكّكت هذه العصابة قد تلقت بلاغات متعددة حول تكرّر ظاهرة »البراكاجات« والسرقات وضبطت خطة أمنية للتصدي اليها وإيقاف مقترفيها. ويبدو أن آخر السرقات التي اقترفتها هذه العصابة والمتمثلة في مهاجمة مسافرين داخل القطار وسلبهم أمتعتهم قد سهّلت عمل المحققين الذين تدخلوا بنجاعة ونجحوا في إحباط هذه المحاولة والتعرّف على هويات أفراد العصابة الذين تحصّن أغلبهم بالفرار واختفوا في جبل بوقرنين الشاسع. وبالرغم من الحذر الشديد الذي توخّاه أفراد هذه العصابة أثناء تخفّيهم في هذا الجبل أو تنقلهم للتزود بالمأكل، فإنّ المحققين قد نجحوا في إيقافهم جميعا باستثناء واحد فقط. وهكذا انطلقت التحقيقات مع أفراد هذه العصابة لضبط العدد الجملي للسرقات التي اقترفوها وتحديد تفاصيل كل واحدة منها قبل تقديمهم إلى المحكمة لمواصلة التحقيق معهم.