يلاحقني الاعصار اينما رحلت اتشرد بين الوطن والآخر طفلة مدمية الوجه والاصابع تمتلئ الذاكرة بالدم والصراخ وليل المذابح وانا احمل لعبتي الممزقة اتشبث بذيل أمي وابكي عند كل رصيف وباب بحثا عن وطن أو بيت وحفنة من تراب اشم رائحة الوطن وطني الذي يبتعد كما السراب وطني الذي مزقته يد الأعداء كما الذئاب يلاحقني الموت كانما هو ظلي اهرب منه، يترصدني انفر منه، يحاصرني في الأبواب المغلقة كالشرنقة في الذاكرة المتعبة تحت اهدابي ترتجف بالكوابيس اتوقعه في صفحة الكتاب الذي اقرأ او قاع الفنجان الذي اشرب اتوقعه قادما مع ضوء القمر أو زخة المطر اتوقعه وانا اتوسد صدر أمي باكية مرتجفة كالحمامة المذعورة بينما رصاص الصيادين من كل جانب اتشرد وحيدة بحثا عن غصن آوي اليه عن وطن اسكن فيه لكن... لا جدوى فالموت قدر يترصدني كل ذنبي اني طفلة فلسطينية حرة ابية احرقوا جدائلها وألبسوها ثوب النار والرماد هجروها مع كل صباح ومساء نثروا عناوينها في الريح قالوا لها: كل الاوطان لك ولم تجد حتى مكانا لرأسها الصغير تشيخ الذاكرة قبل الأوان تتخم بالفجيعة تنتظر الطفلة ان يأتي فارس ما لتصرخ في هول الحريق وامعتصماه...