* لمبعوثنا الخاص محمد باللطيفة قطع النجم عشية السبت في الرباط خطوة هامة نحو الفوز بكأس ال»كاف» بعد التعادل مع الجيش الملكي (1/1) في أعقاب مباراة كان ممثل الكرة التونسية قادرا على انهائها بطريقة أفضل بكثير خصوصا في ضوء الفرص التي توفرت لمهاجميه والمشاكل التكتيكية الكبيرة التي وجدها المغاربة خلال الشوط الأول خصوصا. نتيجة التعادل تبقى مع ذلك ايجابية الى أبعد الحدود خصوصا وأنها اقترنت بتسجيل هدف خارج القواعد. ويكفي النجم الانتصار بأي نتيجة للتويج باللقب القاري. خطية ذكية جدّا كان واضحا منذ بداية اللقاء أن المدرب فوزي البنزرتي قد اختار خطّة حذرة معوّلا بالأساس على الهجوم المباغت، فيما اعتمد الجيش الملكي خيارات هجومية واضحة قصد إحداث الفارق منذ الدقائق الأولى. ورغم البداية القوية لأبناء سطمبولي عندما استغل جواد وادو هفوة من سيف غزال وسدّد بقوة بجانب القائم الأيمن لمرمى المثلوثي (دق9) فان النجم سرعان ما نظم صفوفه ليكسب المعركة الرئيسية أي معركة وسط الميدان. النجم عوّل في هذا القطاع من اللعب على موسى ناري وأوغومبي جنبا الى جنب وقد قدّم هذان اللاعبان مردودا ممتازا جدا وفاز في المواجهات المباشرة ليمكنا فريقهما من شل الهجومات المغربية. لا بد من التأكيد أيضا على أن الشوط الأول أظهر عجز الفريق المغربي عن الخروج من الضغط النفساني المسلط على لاعبيه وتركيز عملياته الهجومية سواء على الأطراف أو في عمق دفاع النجم وهو ما أفرز الكثير من الارتباك والمحاولات العشوائية التي نزلت بردا وسلاما على زملاء المثلوثي. خلال هذه الفترة ظهرت أيضا الخبرة القارية الكبيرة للنجم فبلمسة واحدة تمكن الشيخاوي الذي تجاوز بعمل فردي ممتاز 3 لاعبين من وضع جيلسون وجها لوجه مع الحارس الجرموني وهذا الأخير نجح بطريقة فنية (دق34) في تسجيل الهدف الأول في اللقاء. وقد حاول الجيش الملكي العودة بسرعة في النتيجة من خلال الضغط على دفاع النجم واستغلال الكرات الثابتة لكن محاولاته كانت دون خطورة إذا استثنينا الكرة التي أخرجها الشيخاوي من المرمى (دق44) منقذا فريقه من هدف محقق. اجمالا لم تكن الفترة الأولى في المستوى المطلوب من الناحية الفنية حيث قلّت الفرص وحضر الاندفاع البدني لكن النجم عرف بخبرته كيف ينهيها لصالحه ويكسب سبقا معنويا على منافسه. منعرج المباراة على خلاف الشوط الأول كانت بداية الشوط الثاني صعبة على دفاع النجم حيث نزل لاعبو الجيش الملكي بكل ثقلهم من أجل تعديل النتيجة فتعددت المحاولات عن طريق أجدو وعادل لطفي ووادوش ورغم الضغط المتواصل تمكن دفاع النجم من الصمود لكن إقصاء مجدي بن محمد بعد حصوله على الإنذار الثاني شكل منعرج اللقاء حيث أثر هذا النقص العددي على توازن الفريق وخصوصا في محور الدفاع وبالفعل لم تمض سوى دقائق قليلة حتى تمكن المعوض ابراهيم البحري من تجاوز مهدي مرياح وتوزيع كرة عرضية اصطدمت بصابر بن فرج واستقرت في شباك المثلوثي (دق72). الدقائق المتبقية في اللقاء كانت مثيرة إلى أبعد الحدود فالجيش الملكي كان قريبا من مضاعفة النتيجة إثر كرة ثابتة من أجدو اصطدمت بالقائم الأيمن للمثلوثي (دق76) فيما حرم الدفاع المغربي قبل ذلك الشيخاوي من تسجيل هدف ثان لفريقه. وقد كانت الدقائق الخمس الأخيرة مغربية تقريبا في ضوء الفرص التي توفرت لبن كسو وأجدو ولطفي (81 و84 و90) لكن كرة المباراة كانت بين قدمي الشيخاوي الذي قام بعمل رائع جدّا جيث تجاوز كامل الدفاع المغربي وانفرد بالحارس الجرموني لكنه صوّب بجانب القائم ليضيع بذلك الضربة القاضية. لقطات من المباراة: بن محمد يبكي وجمهور النجم يدفع الفاتورة حضور محتشم خلافا لما كان متوقعا فإن الاقبال الجماهيري على المباراة لم يكن بالكثافة المطلوبة ولا في مستوى الحدث من ذلك ان الحضور لم يتجاوز الخمسة آلاف متفرج على أقصى تقدير علما وأن المنظمين بادروا بالتخفيض في أسعار التذاكر علما وأن الملعب يتسع ل40 ألف متفرج. الدابة السوداء لئن أجمعت مختلف الصحف الصادرة أمس على ضرورة عمل الجيش الملكي كل ما في وسعه لتحقيق نتيجة ايجابية على ميدانه فإنها أشارت الى صعوبة المهمة أمام النجم الساحلي «الخبير» بالأجواء الافريقية في حين شبهته جريدة «Le matin» الناطقة بالفرنسية ب»الدابة السوداء» للفرق المغربية باستثناء الكوكب المراكشي. دخلة عند دخول الفريقين الى الميدان قامت جماهير الجيش الملكي المغربي ب»دخلة» رفعت خلالها الرايات والاعلام وأطلقت الشماريخ قبل أن يتدخل أعوان الحماية المدنية ويوقفوا العملية. نداءات قبيل ساعتين من انطلاق المباراة بادرت الاذاعة الداخلية بإطلاق نداءات الى الجمهور الحاضر ناشدته التحلي بالروح الرياضية الا انه تصرف عكس ذلك من خلال التصفير والصياح على لاعبي النجم عند قيامهم بالعملية الاحمائية وعند استعراض التشكيلة. طبيب الفار الى جانب اللاعب خالد الحيرش الذي سبق له أن عزز صفوف مستقبل المرسى والتحق بالجيش الملكي المغربي فإن طبيب هذا الأخير الدكتور بوجمعة الزاهي زاول تعليمه العالي بإحدى كليات العاصمة وقبيل انطلاق اللقاء كانت له محادثة مع بعض التونسيين. مقذوفات في أواخر الشوط الأول تعرضت جماهير النجم الساحلي التي اختارت الجلوس خلف المنصة الشرفية الى وابل من المقذوفات استدعى تدخل رجال الأمن. شعبية الشوالي لئن اختار مذيع راديو وتلفزيون العرب الزميل عصام الشوالي متابعة ذهاب الدور النهائي كأس الاتحاد الافريقي من مدارج ملعب مولاي عبد الله فإنه كان محل حفاوة كبيرة من قبل الصحفيين المغاربة الذين حرصوا على أخذ صورة تذكارية فردية معه في فترة الاستراحة بالقاعة المخصصة للصحافة المكتوبة. دموع بن محمد الاقصاء الظالم الذي تعرض له المدافع مجدي بن محمد بفضل الانذار الثاني دفع به الى الدخول في هستيريا من البكاء الحار نتيجة حرمانه من الحضور في مباراة الاياب بسوسة. المقذوفات مرة أخرى عند التحاق مجدي بن محمد بحجرات الملابس بعد الاقصاء سقط مرة أخرى وابل من المقذوفات قد استدعى الأمر تدخل الامن ومراقبي اللقاء لايقاف هذه المهزلة. ماذا قال المدربان واللاعبون؟ * فوزي البنزرتي (مدرب النجم): أكيد انكم شاهدتم كيف أن الحكم المصري كان اللاعب رقم 12 فوق الميدان في صفوف الجيش الملكي وصفر في اتجاه واحد وعمل كل ما في وسعه للاضرار بفريقي الذي كان بامكانه حسم أمر اللقب منذ هذه المقابلة لكن لا يجب أن نلوم الشيخاوي عن اضاعة الضربة القاضية فجميع اللاعبين أبلوا البلاء الحسن وحققوا نتيجة طيبة والمطلوب هو التفكير في مباراة العودة واستخلاص الدرس على الوجه الأكمل. * خالد المليتي: النتيجة الحاصلة طيبة ولا يجب علينا أن نغتر بها حتى لا نقع في الفخ الذي سقط فيه النادي الصفاقسي.. صحيح لقد خطونا خطوة هامة لكن لا بد من العمل من أجل اعداد لقاء الاياب بسوسة وكل ما نتمناه هو أن لا نجد في طريقنا مهزلة تحكيمية على غرار ما صادفنا أمام الجيش الملكي. * محمد علي نفخة: كان بالامكان أحسن مما كان رغم الانحياز المكشوف للحكم المصري لقد قدمنا في هذا اللقاء ما كان مطلوبا منا وما علينا إلا طي هذه الصفحة والاعتبار من اخفاق النادي الصفاقسي ولأجل ذلك نحن مطالبون باعداد لقاء العودة اعدادا جيدا حتى نكون على موعد مع التتويج النهائي. * صابر بن فرج: لقد تمكن النجم الساحلي بخبرته الكبيرة بمثل هذه المواعيد أن يحقق نتيجة ايجابية ولو أننا أضعنا اليوم الضربة القاضية لقد صمدنا أمام منافس قوي وجد في التحكيم المصري المنحاز خير وسيلة لتفادي الهزيمة على ميدانه. عموما لا بد لنا من التحضير الجيد للقاء العودة بسوسة لأن المهمة ستكون يومها أصعب. * هنري سطامبولي (مدرب الجيش المغربي): المقابلة كانت صعبة على الفريقين وخصوصا على فريقي الذي كان مطالبا بفرض اللون والنتيجة إلا أن «خبث» النجم الساحلي مكنه من الخروج من هذه المواجهة بأخف الأضرار ومع ذلك فنحن مطالبون بالاعداد للقاء الاياب في تونس وبالتالي تدارك الأخطاء التي وقعنا فيها اليوم والتي كلفتنا تعادلا في طعم الهزيمة.