شهدت مدينة قربة في السنوات الاخيرة نموّا متعدّد الابعاد لعل المظهر العمراني هو أهم ما يلفت اليه الانظار... فحركه التوسع باتجاه البحر خلقت أحياء راقية تكونها بناءات جميلة تحمل بصمات هندسية حديثة تكشف عن ذوق رفيع، وهو الشيء الذي جعل شريطها الساحلي قبلة لهواة شراء الاراضي ذات المستقبل السياحي من داخل ولاية نابل أو من ولايات أخرى كسوسة وصفاقس وتونس العاصمة. ويبدو الحرص شديدا في مستوى البنية التحتية على تعهد شبكة الطرقات وإزالة كل ما يعيق السلامة المرورية، ويعاين المنتقلون عبر الطريق الرابطة بين قربةونابل أشغالا هامة لصيانة هذه الطريق وتجديد بعض أجزائها التي تعرضت للتآكل والحفر. وما يثبت أن العناية بصيانة الطرق قبل حصول الكوارث المرورية أو قبل أن يملّ الملاحظون من توجيه ملاحظاتهم هو القيام بترميم الجسر الرئيسي وسط المدينة، وهو جسر من أجمل الجسور في الوطن القبلي. ويبدو أن المهندس الاول الذي أشرف على تصميمه أراد أن يجمع فيه بين جمال التصميم وروعته وبين الوظيفة العملية المرورية. فأجنحة الجسر المرتفعة تبرز دقة التصميم وصعوبة التشييد. وقد أردنا بشكل سريع أن نكوّن فكرة عاجلة عن عملية الترميم هذه أثناء مرورنا عبر قربة فتوجهنا الى الفنيين الذين كانوا منهمكين في ترميم أسفل الجسر وسألنا أحدهم عن تاريخ انطلاق الاشغال فيه فأجابنا بأن الاشغال انطلقت في ترميم هذا الجسر بداية من سبتمبر الماضي وتنتهي في آخر نوفمبر تقريبا. أما طول الجسر فيبلغ 36 مترا وعرضه 8 أمتار وارتفاعه 4.5 متر. وأضاف الفني موضحا ان هذه العملية مهمة في دعم قدرة تحمّل الجسر وسلامته لمدة طويلة غير أنه يجب أن تتواصل عملية الترميم لتطال الاقواس إذ أن ترميم الاقواس يعد ضمانة أفضل ليبقى الجسر صالحا للاستعمال لأطول فترة ممكنة. جمال مدينة قربة ونموّها السريع والمتواصل هما ما يفرضان على الساهرين على تطويرها والمحبين لها مزيدا من الجمال وذلك بتجميل مدخل المدينة من جهة الطريق الرابطة بين قربة ومنزل تميم ومد الرصيف الى آخر نقطة من البنايات على مستوى نفس الطريق لان افتقاد الرصيف في تلك الاماكن لا يتماشى مع هذه الخطوات الجبارة التي قطعتها مدينة قربة في تحقيق نموّ ملفت للانتباه ولا أحد يستطيع التشكيك فيه.