استأنف المؤتمر الوطني الرابع عشر للاتحاد التونسي للصناعة والتجارة والصناعات التقليديّة أشغاله بعد ظهر أمس بقصر المعارض بالكرم حيث تم الاستماع لكلمات الضيوف العرب والأجانب بقاعة الجلسة العامّة بالتوازي مع انطلاق أشغال لجان المؤتمر الثلاثة. وأفاض الضيوف عربا وأجانب في التنويه والإشادة بالمنظومة الإقتصادية التونسية المتميزة التي تدعمت بفضل القيادة الحكيمة للرئيس بن علي وبفضل وجود برنامج اقتصادي وطني منذ نحو العشرين سنة. كما نوّه الضيوف بخيارات تونس الإقتصادية والإجتماعية وانضمامها إلى منظمة التجارة العالميّة وإبرامها اتفاق شراكة مع الاتحاد الأوروبي ودخولها مناطق التبادل الحرّ واشراكها للقطاع الخاصّ في عملية التنمية مما مكنها من الحضور المشرف على الصعيد العربي والإقليمي والعالمي، وتميزت الجلسة العامّة المسائيّة كذلك بكلمات ممثلي المنظمات الوطنية باستثناء السيد الهادي الجيلاني رئيس منظمة الأعراف الذي ارتأى تقديم كلمته صباح اليوم. * عمل مشترك وأكّد السيد مبروك البحري رئيس اتحاد الفلاحين على علاقات التعاون الطيبة القائمة بين منظمتي الأعراف والفلاحين انسجاما مع ما يحرص عليه الرئيس بن علي من قيام تعاون مثمر وحوار نزيه بين المنظمات الوطنية والدفاع عن مصالح منخرطيها مع مراعاة المصلحة العليا للبلاد والأخذ بعين الاعتبار مختلف التحديات المطروحة وما تتطلبه من تضافر جهود كل التونسيين. وبين أن الاقتصاد التونسي يعيش اليوم عهدا زاخرا بالمكاسب بفضل القيادة الحكيمة للرئيس بن علي ونظرته الاستشراقية الثاقبة وعنايته الفائقة بالشأن الاقتصادي الوطني من خلال الإجراءات الداعمة للمبادرة الخاصّة وتطوير مناخ الإستثمار ودعم القدرة التنافسية للمؤسّسة وتعزيز انفتاح بلادنا على محيطها الخارجي واندماجها في الفضاء الإقتصادي الإقليمي والدولي. وقال البحري أيضا إنه أصبح من الواضح أن مجابهة تحدّيات العولمة وما تفرضه من احترام المواصفات الدولية لكسب رهان المنافسة تفرض علينا جميعا فلاّحين وتجارة وتجارا ومحوّلين ومصدرين أن نعي بأن مصيرنا مشترك ومصالحنا متداخلة ولا مناص من انتهاج سبيل العمل المشترك القائم على التكامل. * جودة المنتوج التونسي السيّد عبداللطيف الصدام رئيس منظمة الدفاع عن المستهلك أكد من جانبه على مزيد الاهتمام بالجوانب ذات الصلة بحماية المستهلك بمفهومها الشامل وذلك بالرفع من جودة المنتوجات والخدمات واكتساح الأسواق الجديدة بما يعود كذلك بالنفع العميم على المنتج والتاجر والمستهلك ويجعل المنتوج التونسي يحتل المكانة المرموقة جودة وسعرا في كافة الأسواق. * حصّة النساء وثمنت السيّدة عزيزة حتيرة رئيسة اتحاد المرأة التونسية جهود القطاع الخاصّ من خلال منظمة الأعراف في الإسهام في تحقيق أهداف البرنامج الرّئاسي لتونس الغد وأهداف المخطط العاشر للتنمية بما مكن من الترفيع في القدرة التنافسية للمؤسّسة التونسيّة حسب ما أقرّه تصنيف منتدى دافوس الإقتصادي الأخير. ومع الدعوة إلى مزيد احتضان العناصر النسائية في هياكل إتحاد الأعراف قالت إنّ لدى تونس أكثر من ورقة وآلية لخوض غمار المنافسة الشرسة وكسب رهانها. وقال السيد عبدالسلام جراد الأمين العام للإتحاد العام التونسي للشغل إننا شركاء تاريخيين جمعنا نضالنا المشترك من أجل الإستقلال وعزة الوطن مضيفا قوله : «ومن المفارقات أن النجاح الإجتماعي المتواصل منذ عقدين حصل في ظرف عمّ فيه التشاؤم الاجتماعي معظم بلدان العالم بسبب العولمة وتحرير الأسواق». وأبرز أيضا قائلا «إننا توفقنا في درء مخاطر العولمة وتحصين مجتمعنا من آفات الليبراليّة المجحفة بفضل منهج الحوار الذي اعتمدناه في تنظيم العلاقات الجماعية ومعالجة قضايا العمل ومشاغل المجتمع. وبيّن أنّنا قطعنا أشواطا على درب الإصلاح والتأهيل وتوفقنا في الانخراط في مسار الانفتاح والعولمة دون الإنسياق وراء مغامرة التحرّر الليبرالي المتهوّر كما حافظنا على مبدإ التوازن وتقاسم الأعباء برغم المناخ العالمي المنحاز للمنافسة والداعي إلى تحرير سوق العمل وقوانين الشغل. وحذّر في المقابل من أننا مقبلون على فترات حرجة وظروف صعبة خاصّة مع اقتراب موعد إقامة منطقة للتبادل الحرّ مع الاتحاد الأوروبي وما تثيره من تساؤلات وتخوفات حول انعكاساتها المنتظرة على مؤسساتنا وعمالنا واقتصادنا بوجه عام.