نقلنا أكثر من مرة تشكيات مبدعي صفاقس من غيابهم عن المشهد التلفزي وتساءلنا أكثر من مرة عن أسباب عدم مشاركتهم حتى في مهرجان وتظاهرات الجهة... ورغم التزامنا بالموضوعية التي تفرضها طبيعة عملنا، فإن البعض رأى في ملاحظاتنا تحاملا ومجاملة في نفس الوقت : تحاملا على الجهات المسؤولة ومجاملة للمبدعين الذين نقلنا تشكياتهم ومنحناهم فرصة إبلاغ أصواتهم للجهات المسؤولة. لكن يبدو أن الواقع تغير في هذه الفترة فوزارة الثقافة منحت أخيرا المطرب جمال الشابي دعما لانجاز شريطه الجديد، ومهرجان المدينةبصفاقس منح المبدعين الفرصة لانجاز عمل تم عرضه في رمضان الفارط روى ضمأ الصائمين، ومهرجان صفاقس الدولي وفي اطار استعداده للدورة المقبلة اتصل بالفنانين وسألهم عن انتاجاتهم الجديدة قصد برمجة بعضها... وأخيرا لجنة الفرز لمهرجان الموسيقى التونسية تمنح بطاقة العبور لجمال الشابي وعماد البرادعي وعبد اللطيف العايدي ومراد العابد وعدنان الورفلي وعادل اللومي وفخري بن دبة وهندة الكسيبي وغيرهم كثير... اعتراف وزارة الثقافة ومهرجان الموسيقى ومهرجانات صفاقس بمبدعي الجهة يؤكد صدق ملاحظاتنا ويمنح المبدعين فرصة الإبداع أكثر... لكن السؤال هل يثبت هؤلاء جدارتهم ويسدون المنافذ أمام بعض «الموسيقيين» الذين احتكروا الساحة وتعاملوا معها كتعامل بعض المضاربين من تجار البصل والبطاطا؟