تونس/الصباح: بخطى ثابتة يعمل الشاعر الغنائي الطاهر ساسي على التأسيس ثم التأثيث لمسيرة لها خصوصياتها المتميزة في المدونة الغنائية التونسية. فهذا الصوت الشعري القادم من ربوع الريف التونسي الجميل استطاع عام 2004 ان يشد الانظار في مسابقة المشاريع المتكاملة لمهرجان الموسيقى التونسية ب«اشراق» تلحين مراد العابد.. الذي توّج بالجائزة الكبرى. وها أن الطاهر ساسي يعود اليوم اكثر اصرارا على كسب الرهان في الدورة القادمة لمهرجان الموسيقى مع الصوت التونسي الاصيل عادل اللومي. طموح مشروع ورغبة جامحة لكسر الحواجز وتجاوز العراقيل نلمسها في هذا الحوار مع الطاهر ساسي: ** كيف كانت البداية مع الشعر الغنائي؟ بدايتي كانت مع كورال اذاعة صفاقس ثم بحكم وظيفتي كمرب قدمت عديدد الاعمال لفائدة كورال خزندار.. ثم لما عدت الى مسقط رأسي بمدينة بئر علي بن خليفة جددت العهد مع مبدعي صفاقس فكان أن تعاملت مع عدنان الورفلي ونصر بوراري وعادل بن عمر ومراد العابد الذي كانت لي معه تجربة فنية عام 2004 اعتز بها كثيرا. ** ماذا بقي من هذه التجربة؟ الذكريات الجميلة حيث توجت في مسابقة المشاريع المتكاملة الموسيقى التونسية بالجائزة الكبرى من خلال عرض (اشراق) الحان مراد العابد واداء سمية الحثروبي وهالة الهرماسي وعدنان الورفلي وصالح حميدات. ** لكن لم تتم متابعة هذا العمل رغم قيمته الفنية؟ هذه اشكالية لم يجد لها مهرجان الموسيقى حلا.. فكم كنا نتمنى لو يعرض هذا العمل في المناسبات الوطنية.. وحتى لما اخترنا ربط الصلة بالمسرح الوطني التونسي لاعادة صياغته واعداده بشكل كبير اعترضتنا صعوبات عدة كانت وراء «التغييب القسري» لهذا العمل. ** بعد «اشراق» عدت الى مهرجان الاغنية كشاعر مرة أخرى؟ اشير في البداية انني قدمت ترشحي في الدورة الماضية لمهرجان الموسيقى بأغنية للفنان عبد الوهاب الحناشي لم يقع قبولها من طرف لجنة الفرز. وها أنا اعود هذا العام اكثر اصرارا على كسب التحدي من خلال التقدم الى لجنة الفرز باغنيتين: الانتاج المتداول والانتاج الخاص؟ ** ومن يكون الفنان؟ هو الصوت المتميز عادل اللومي (المعروف بعادل امين في الوسط الفني).. كتبت له «شكي فيك» في الانتاج الخاص و«عيون بابا» في مسابقة الانتاج المتداول والتي يقول مطلعها: عيون بابا علاش تخمّم ريحلي بالي وتكلّم ما نطيق غيابك يا بابا ع الغربة حكولي الأصحاب قالولي مرة وغلاّبة ومصعبها لحظة الغياب وثقتي كبيرة في لجنة الفرز لاكون حاضرا في الدورة القادمة لمهرجان الموسيقى التونسية الذي اعتبره مكسبا لكل المبدعين لا مجال للتفريط فيه. ** لكن هناك اصوات من صفاقس تنادي ب«مقاطعة» المهرجان؟ لست من انصار هذا النداء.. على اعتبار ان الموسيقى والانتاج الغنائي اكبر من بعض النداءات التي وان كان لها ما يبررها فان المنطق يفرض الاصرار والعمل الجدي لكسب احقية الحضور. ** وهل تطمح للتتويج؟ التتويج طموح شرعي لكل المشاركين وما يهمني ان يكون انتاجي مقنعا وممتعا. ** كيف يكتب الطاهر ساسي الاغنية؟ ازعم انني انفرد في هذا المجال عن الكثير من الشعراء.. فتراني انطلق من فكرة لها علاقة بوضع ما وارويها بالشعر.. وأعتقد انني نجحت الى حد ما في هذا الاختيار. ** أنت مرب تربطك علاقة ما بالتلاميذ؟ أي تأثير لذلك على شعرك؟ مع التلاميذ اعيش لحظات صفاء وبراءة وتلقائية.. ومن نظرات عيونهم واصرارهم على النجاح استمد افكار اغنياتي. ** لكن ما يلاحظ على الطاهر ساسي انه مازال «سجين» محيط فني ضيق؟ انا سعيد بهذا «السجن» على اعتبار ان ممارستي الشعر الغنائي يدخل في اطار الهواية.. فأنا ملتزم بوظيفي الذي هو مصدر رزقي.. ** ألا تفكر في الانتقال الى العاصمة لتكون قريبا من الوسط الفني؟ لا بديل لي عن ريفي الجميل.. وعلاقتي بالعاصمة مقتصرة على اللقاءات الفنية.. لي اصدقاء كثيرون في العاصمة من الفنانين والمبدعين التقيهم عندما اتحول الى العاصمة. ** احتراف الفن.. هل هو من اهدافك؟ امارس الشعر الغنائي من باب الهواية وما يهمني هو الاقناع والامتاع والرسوخ في الذاكرة. ** وهل انتابك الاحباط في فترة ما؟ نعم.. واذكر في هذا الاتجاه بكل ألم تنكر الفنانة اماني السويسي للشاعر الطاهر ساسي.. الذي كان اول من اخذ بيدها في عالم الغناء وأود ان اذكرها هنا بنص «غايظني حالك» الذي لم ينفذ الى حد الان. ** الطاهر ساسي وسهرة رأس السنة الميلادية؟ قد أفاجئك القول بان الشعر سيكون حاضرا لاول مرة في سهرة رأس السنة من خلال فريق ابداعي يجمع بين الفنان عادل أمين والشاعر الطاهر ساسي بالفضاء الثقافي «القيطون» بجهة سيدي منصور تحت اشراف الاستاذ لسعد الغربي.. السهرة تقدم الشعر لأول مرة الى جانب الاغاني التونسية الخالدة والفكاهة.