نجاح منقطع النظير ذاك الذي رافق المهرجان الثقافي الجهوي للطفل الذي أمّنته دار الثقافة بيرم التونسي بالخليدية طيلة أيّام الأسبوع الأول (1421 مارس 2004) من عطلة الربيع حيث كانت الفقرات ثرية ومتنوّعة مزجت بين الترفيه والإفادة وجلبت حُشودا من الصغار والكبار لم يشهد فضاء دار الثقافة مثيلا لها منذ سنوات عدّة... وكان حفل الافتتاح سهما صائبا ضرب به مدير الدار السيد ذاكر العكرمي في صميم الحدث إذ تشكّلت ألوان متماوجة في كرنفال بديع أضفى على قلب مدينة الخليدية أجواء رائعة واكبتها إطارات الجهة وفي مقدمتها معتمد مرناق السيد محمد الجزيري والمندوب الجهويّ للثقافة ببن عروس السيد لسعد سعيّد إلى جانب جمهور غفير تفاعل كثيرا مع مختلف لوحات الكرنفال وشارك فيه بتقليد مستحدث هو التجاوب الكامل بعيدا عن المتابعة الصامتة. ...وتواصلت أيّام المهرجان متلذّذة بإبهار الافتتاح فكان طبيعيا أن يطبع النجاح الفائق بقيّة العروض المبرمجة التي تمّ انتقاؤها بعناية جدّ مدروسة خصوصا أنّ رئيس اللجنة الثقافية المحليّة السيد علي النايلي لم يبخل بالعرق في اللّهث وراء جلب العروض الجيّدة ثمّ متابعة أدقّ تفاصيل التنفيذ فكان مع مدير الدار صمّام الأمان لارتقاء هذا المهرجان إلى أعلى درجات السموّ، وبإلقاء نظرة ولو خاطفة على ما تمتّع به أطفال الخليدية من ألعاب سحرية ومسرحيات وأشرطة بلا حدود فإنّ الحصيلة فاقت ما كان مأمولا بلوغُه، وحتى المحاضرة حول «مسرح الإدماج وآليات التنشيط» التي تخوّف البعض من إمكانية فشلها (نظرا لأنّ موضوعها غير متداول) فقد ميّزها إقبال طيّب ارتوى من المخزون الغزير للأستاذ زهير بن تردايت الذي أسّس لحقيقة جميلة : نعم للمحاضرات «الصعبة» في الخليدية !