ليلة الأحد الفارط كل حفل جمعية الصحافيين التونسيين بالقبّة عبارة عن مسرحية طويلة بما يحمل المصطلح من معان واقعية ورمزية حيث انطلق الحفل بمشاهد من مسرحية في هاك السردوك نريشو مع لمين النهدي وتواصل الحفل المسرحية في جانبه الرمزي مع راغب علامة. المشهد الأول من المسرحية الجزء الأول من المسرحية أمضاه لمين النهدي.. ودعوته لهذا الحفل كانت في إطار تكريمه.. ولم يحضر هذا الحفل بصفته منشطا بين فقرات راغب علامة الغنائية كما جاء في الإعلان الإشهاري للحفل... وكما يفعل عادة جماعة الفكاهة في تنشيط الحفلات الموسيقية... بل اكتفى لمين بتقيم 25 دقيقة من مشاهد «في هاك السردوك نريشو» وكالعادة كان مختلفا في كلّ مرة عما قبل وتجاوز هذه المرة خطوطا حمراء أخرى في مستوى «قاموس الشارع» كتلك الألفاظ التي تتعلق بمعاكسة البنات في الشارع... المشهد الثاني وبعد أن أتم لمين النهدي مداخلته المسرحية وبعد التكريم بقي الجمهور ينتظر 40 دقيقة كاملة حتى يصعد راغب علامة... بطريقة وبروتوكولات تشبه كثيرا أجواء «الكاباريات» التي بدأها راغب بعدم احترام ساعة العرض وجمهوره ثم واصلتها مريم بن حسين بلهجة لبنانية منبتة عن أصلها التونسي بتقديم الحفل وراغب علامة وليس بصفات المطرب أو الفنان كما يقدم عادة الفنانون في العروض الثقافية بل ب»سوبر ستار» تماما كما يحدث في الملهى الليلي... والقبة لا تختلف كثيرا عن ذلك أو عن «الكابرية» ليلة الأحد الفارط بكل المقاييس... «أف أف» وأخيرا بدأ المشهد الثاني من المسرحية والممثل البطل وصاحب الدور الرئيسي لهذا المشهد هو راغب علامة أو الكمبارص أما أصحاب الأدوار الثانوية في هذا المشهد فعديدون.. ومن بينهم ثلاث بنات إحداهن شبه عارية غنين مع راغب على الركح بأصوات رديئة أزعجت اذاننا.. ثم يواصل الممثل راغب علامة المسرحية ويفسح المجال للأطفال على الرقص معه على الركح.. طبعا في الأمر تقليد مستنسخ عن تقاليد كان قد أسس لها نجوم العالم مثل مايكل جاكسون لكن مع راغب كانت مسرحية مشوّهة لأن الكاستينغ لم يكن مدروسا.. هل يمكن أن يعوّض راغب ماجدة الرومي؟ لن نتحدث عن أغاني راغب علامة التي قدمها ولن نقيمها علما أنه قد عاد في حفل القبة هذا إلى أغانيه الأولى.. أغان كانت كلها تهزّ الأحزمة هزّا... والحفل كان عبارة عن عرض رقص أكثر منه حفل في الغناء.. لم نستمع إلى صوت بل كنّا نسمع إيقاعا قويا ونشاهد من الزوايا الأربع لوحات في الرقص الجماعي على الركح وفي مدارج القبّة.. صحيح أن جمعية الصحافيين نجحت ماديا مع راغب علامة لكن هل يمكن لراغب أن يعوّض ماجدة؟ أعتقد أن حسابات جمعية الصحافيين قد غلّبت الجانب التجاري على الجانب الفني. شيك ب10 آلاف دولار.. وعروسان يتخاصمان بسبب راغب فجأة انقطع العزف وصعدت ممثلة الشركة الالكترونية التي دعمت الحفل صحبة راغب علامة ومعا أظهرا نظيرا كبيرا لشيك ب10 آلاف دولار.. وأخبرت مندوبة الشركة بأنه هدية لجمعية خيرية دون أن تسميها.. ومن غرائب حفل راغب علامة أيضا أن أغانيه من نوع «فرق تسد» فهو المسبب في خصام عروسين أمام الملأ بسبب منع هذا الزوج الحديث زوجته الحديثة من الرقص... فلم تمتثل لأوامره عندها خيّر هو الانسحاب التكتيكي من الحفل على أن يعود إليه بعد مراجعته «لحسابات العرس» ويمتثل لرغبة زوجته. * وحيد عبد اللّه