يجتمع الرئيس الأمريكي جورج بوش في مزرعته الخاصة في كروفورد قرب هيوستن بولاية تكساس يوم الاثنين المقبل مع الرئيس المصري حسني مبارك فيما يلتقي بوش يوم الأربعاء المقبل مع رئيس الحكومة الإسرائيلية أرييل شارون في البيت الأبيض. ومن المقرر أن يجتمع بوش في الأسبوع الثالث من الشهر الجاري مع العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني. وسيبحث بوش ومبارك العلاقات الثنائية، والوضع العربي بشكل عام بما فيه ضرورة تفعيل «خارطة الطريق»، والمبادرة الأمريكية للشرق الأوسط الكبير، والقمة العربية المؤجلة التي تصر تونس على استضافتها ربما في النصف الأول من شهر ماي المقبل. وقالت مصادر مطلعة أن مبارك الذي يشعر بأنه عزز مكانته من خلال توافد الزعماء العرب للتشاور معه في أعقاب تأجيل تونس للقمة العربية، سوف يسعى إلى إعادة إطلاق «الحوار الاستراتيجي» الذي كان بدا في أواخر عهد حكومة الرئيس الأمريكي السابق بيل كلينتون الذي كان يدعو إلى إسناد دور لمصر في إطار الاستراتيجية الأمريكية في المنطقة. وذكرت مصادر المنظمات اليهودية الأمريكية أن عددا كبيرا من زعمائها سيجتمعون مع الرئيس بوش في هيوستن يوم الأربعاء في الوقت الذي يكون فيه بوش مجتمعا مع شارون. وقال المدير التنفيذي للمنظمة الصهيونية المعروفة باسم رابطة مناهضة تشويه السمعة، أبراهام فوكسمان أنه لن يحضر الاجتماعات مع الرئيس مبارك لأن مصر قاطعت مناسبة احتفال إسرائيل بالذكرى الخامسة والعشرين لتوقيع معاهدة كامب ديفيد للصلح بين النظام المصري والكيان الصهيوني. وكانت الحكومة المصرية قد ألغت مشاركتها في الاحتفال عقب اغتيال قوات الاحتلال الإسرائيلي للشيخ أحمد ياسين مؤسس حركة المقاومة الإسلامية في فلسطين «حماس». وقال فوكسمان «كان لا بد أن يكون هناك تبعات لمسلك مهين ومسيء للطائفة اليهودية» في الولاياتالمتحدة. وقد سبق للسفارة المصرية في واشنطن ان امتنعت عن دعوة منظمة فوكسمان إلى حضور اجتماع مع الرئيس مبارك خلال زيارته لواشنطن قبل عامين، بسبب تنديدها لما زعمت أنه مناهضة السامية في وسائل الإعلام المصرية. وقال ريفا برايس المسؤول في المجلس اليهودي للشؤون العامة في واشنطن «إننا سنوجه أسئلة صعبة وسنتحدث عن معاداة السامية واشتراك مصر في أي خطط مستقبلية في غزة» بعد انسحاب قوات الاحتلال الإسرائيلي المزمع من قطاع غزة. وقال جيسون أساكسون مدير اللجنة اليهودية الأمريكية أنه يعتقد أن الطائفة اليهودية الأمريكية ستستخدم الاجتماع بهدف توضيح مسؤوليات مصر في الشرق الأوسط» واضاف أن «من الضروري قول أشياء محددة في اجتماع كهذا للإعراب عن الرغبة في التحرك قدما، وإنني متأكد أن الرئيس مبارك نفسه لديه قائمة من المظالم.» ويسعى يهود أمريكا إلى دفع مصر إلى المشاركة في الجانب الأمني الناجم عن انسحاب قوات الاحتلال الإسرائيلي من غزة ومساعدة السلطة الفلسطينية على إعادة تنظيم أجهزتها الأمنية لمنع العمل الفدائي ضد الكيان الصهيوني. كما أن تعليق مصر إرسال سفيرها لدى تل أبيب سيكون على جدول أعمال ممثلي اليهود الأمريكيين في لقائهم مع الرئيس مبارك. وكانت القاهرة استدعت سفيرها من تل أبيب بعد بدء الانتفاضة في شهر سبتمبر 2000 فيما اعتبره اليهود خرقا للتعهدات الواردة في اتفاقيات كامب ديفيد. وكان الرئيس مبارك أبلغ منظمات يهودية أميركية لدى زيارته لواشنطن في عام 2003 أنه ليس لديه مشكلة في إعادة السفير المصري إلى تل أبيب، ولكن ذلك لن يحدث على الفور. وقد لوحظ أن الرئيس مبارك سيقصر زيارته للولايات المتحدة على ولاية تكساس حيث سيجتمع مع نوابها في الكونغرس حيث سيبحث معهم علاقات مصر مع الولاياتالمتحدة ودور بلاده في دعم السياسة الأمريكية الخاصة بمكافحة الإرهاب وضرورة إيجاد حل للقضيتين الفلسطينية والعراقية. وسوف يتحدث مبارك يوم الأربعاء في مركز بيكر للسياسات العامة بجامعة رايس في هيوستن، ويلتقي مع الرئيس الأمريكي الأسبق جورج بوش الأب. من جانب آخر من المنتظر أن تتركز مباحثات شارون مع بوش على تأييد أميركي للانسحاب من غزة. وقالت مصادر مطلعة أن شارون يسعى إلى أن يصدر بوش بيانا يظهر أن الانسحاب من غزة يتمشى مع «خارطة الطريق» للتسوية التي صاغتها واشنطن بالتعاون مع الاتحاد الأوروبي وروسيا والأمم المتحدة في عام 2002 .