التقارب في السن بين الام والبنت ظاهرة اصبحت تلاحظ في اوساط مجتمعنا وهي ظاهرة نتاج عدّة متغيرات ثقافية خاصة. لكن هل أن مثل هذا التقارب من شأنه ان يجعل الأم أكثر تفهّما لابنتها؟ مثل هذه الظاهرة على بساطتها ذات دلالات هامة تبرز ان تركيبة الاسرة تتأثر بمتغيرات قيمية وثقافية وافدة أصبحت تفرض علينا حصارا متينا. ويوضّح الدكتور عطيل بينوس، الاخصائي النفسي ان الفرق الكبير بين عمر أو سن الاباء والامهات، وسنّ الابناء من جهة أخرى قد يخلق حاجزا يعيق التواصل بينهم خاصة وأن متغيرات عديدة تفرض نفسها في الوقت الحالي تغيّر دون أن نشعر من تفكيرهم واهتماماتهم، ثم ان هذا الفارق الكبير في العمر خاصة اذ لم يكن للأم أبناء آخرين سابقين يجعل الطفل يشعر بالعزلة والوحدة واذا ما كان أحد الابوين يشكو من مرض ما بسبب كبر سنه مثلا فإن هذا الطفل في سن المراهقة يدخل في دوامة البحث عن شخصيته يحاول ان يجد لنفسه نموذجا أعلى ومثالا يقتدى به من خارج الاسرة الخال مثلا او العم او الاخ او الاخت الكبرى المهم ان يكون هذا النموذج اقرب لجيله ولتفكيره هو. التقارب مشكلة أيضا لكن التقارب في العمر، عمر الأم مع ابنتها لكن يمكن من تجاوز مشكلة الاختلاف في الاجيال التي قد تحدث لأم في 60 من عمرها وابنتها في سن المراهقة، فإن مثل هذا التقارب له سلبياته وكما يؤكد ذلك د.ع.ب. «صحيح أن التقارب في العمر قد يقرّب التفاهم لكن سلبية مثل هذا التقارب أن الأم بحكم صغر سنها لا تملك القدرة الكافية ولا النضج والنمو اللازم لتحمّل مسؤولياتها وأدوارها فالامومة ليس امرا سهلا ان تفترض تحضير مسبق له ومثل هذه الخبرة في التعامل مع الاطفال هي التي تفسّر تعلق الاطفال بأجدادهم أكثر. ثم ان مثل هذا الشكل من التقارب وهو الأهمّ قد يقضي على سلطة الأبوة والسلطة هنا مفهوم لابد من توفره في اي علاقة أب أو أم بأبنائهم. ان التقارب او الاختلاف الكبير في العمر بين الاباء وأبنائهم ليس مهما بقدر أهمية كيفية تعامل الاباء مع ابنائهم.