إذا كان للإطار الفني جانب من المسؤولية بإبقائه على 5 لاعبين من ذوي الخبرة بمثل هذه اللقاءات (زاهر الطرابلسي رمزي بن يونس صابر الطرابلسي زياد الداموسي وكريم دلهوم) فوق بنك البدلاء والحال أن للشبيبة من الخبرة وزيادة في مجال الكأس وهي قادمة إلى المنستير للدفاع عن حظوظها ولا ترغب في العودة إلى القيروان بأخف الأضرار لأن لقاء الكأس ليس لقاء بطولة فإن المسؤولية الأعظم يتحملها اللاعبون الذين لاحوا أشباحا تتحرك فوق البساط الأخضر. ولئن خشي أبناء القيروان في بداية المشوار صولاتهم وهم يعلمون أن هذا الفريق أطاح بكبار القوم الترجي النجم الإفريقي والملعب التونسي فإنهم بعد ان اكتشفوا أن هذا «الأسد» الذي كانوا يهابونه لا يملك في جرابه ما يرعب ويخيف «فانقضوا عليه ينهشون لحمه ولا حراك». الفرص السانحة للتسجيل التي توفرت للشبيبة فرص واضحة وقابلة للتجسيم ولو حالف الحظ أبناء الشبيبة لكانت الهزيمة الثقيلة التي لن ينساها الاتحاد والغريب أن أبناء الأغالبة الذين لعبوا بعيدا عن قلاعهم لم يتأخروا إلى مناطقهم في اللحظات القاتلة من الوقت القانوني بل هم الذين فرضوا»البريسينغ» وتوفرت لهم فرصتان ذهبيتان في الدقيقة 87 و90 والحال أن أبناء الدار كان عليهم أن يمسكوا هم في هذا الوقت باتخاذ القرار. لاعبو الاتحاد من حقهم أن يطالبوا بحقوقهم ولكن من واجبهم أيضا أن يقدموا لآلاف الأحباء والأنصار الذين لم يبخلوا يوما عن الدعم والمساندة ما يسعدهم وما يتماشى وتضحياتهم. فحرمانهم من إدارك دور متقدم في الكأس زلة لا تغتفر وقد حان وقت الحساب ولابد لهذا الفريق أن يتخلص من الذين يأخذون ولا يعطون. هل انتهى الموسم؟ الاتحاد الرياضي المنستيري الذي كان وإلى حدود الجولة العاشرة من مرحلة الذهاب أحد الفرسان التي لها حظوظ وافرة في القبض على «النسر» ثم وقفت القرعة إلى جانبه حين مكنته من اللعب أمام الأهل والأحباب وكانت به رحيمة لما اختارت له منافسا في متناوله دون الحط من قيمة الأغالبة نقولها بالصوت العالي أن فريق الشبيبة ليس في حجم الترجي والنجم والنادي الصفاقسي فقد في عز الربيع كل أحلامه وبيديه وهو حائر يتساءل ماذا بقي له من الموسم؟ قد يقول البعض أنه ب20 نقطة ضمن البقاء والكأس ضاعت لينهي الموسم بأية طريقة كانت. صحيح أن آمال البقاء مرتفعة لكن هزيمة أخرى هذا الأحد قد تغرق الفريق في منعرج لا يعلم نهايته إلا اللّه، وعليه بالانتفاضة ورد الفعل الإيجابي وأبناء باردو أمامهم خير مثال حين خسروا الكأس ولكنهم استأسدوا أمام فريق الاسماعيلية في عقر داره. الاتحاد خسر كأسا وهو في الحقيقة ليس من تقاليده ويمكن القول أنه خسر فرصة لإدراكه وخسر فرصة للتويج بالبطولة وعليه أن يؤثث لتكوين فريق عتيد وهذا لن يكون إلا بمزيد الاعتماد على أبناء الدار هذا الزاد الثري الذي أهدر هنا وهناك مع الحرص على انتداب من يؤمن الإضافة لأن آخر الانتدابات لم تسمن ولم تغن من جوع فجيري وقف الحظ إلى جانبه وسجل 6 أهداف ثمّ صام على امتداد 13 مقابلة كاملة عن التهديف وسانطوس اقتنوه من النجم الخلادي وأودعوه بالمدارج وأنيس زيتونة جلبوه من جمال ثم صرفوا عنه الأنظار وكريم دلهوم دفعوا من أجله الملايين ولم يظهر إلا لدقائق معدودات و... فهل يستوعب أهل الاتحاد الدرس من نكسة الكأس أم أن الانسحاب سيمر وكأن شيئا لم يكن ويعمل القوم بالمثل القائل فسخ وعاود.