تدخل بطولة افريقيا للامم في كرة اليد هذا المساء منعرجها قبل الاخير باجراء مباريات الدور النصف النهائي رجالا وسيدات في حديقة نصر بالقاهرة وبعد ان تمكن منتخبا تونس للاكابر والكبريات من ضمان الترشح بامتياز واقناع الى هذا الدور ينتظر اليوم ان تتأكد هذه المسيرة الوردية بالعبور الى المباراة النهائية والمنافسة على اللقبين في نفس الوقت وهو انجاز سيكون هاما جدا بالنسبة لليد التونسية التي تبقى الرياضة الأكثر انتظاما وتشريفا للراية الوطنية خارجيا. ضربة البداية ستكون في حدود الساعة الثانية والنصف بعد الزوال بتوقيت تونس حيث يلتقي المنتخب الوطني للاكابر مع نظيره الانغولي للمرة الثانية بعد مباراة الدور الاول التي آلت لمنتخبنا بنتيجة (21/34) ويمكن التأكيد على أن زملاء وليد بن عمر لن يجدوا صعوبات كبيرة أمام هذا المنافس الذي شهد اداؤه تحسنا واضحا دون ان يكون قادرا مع ذلك على مجاراة نسق المنتخب الوطني الذي يدرك في هذا الدور قمة استعداداته فنيا وبدنيا وذهنيا مع اقتراب ساعة الحقيقة وهي الدور النهائي الذي سيسعى خلاله الى المحافظة على اللقب الذي فاز به في المغرب الاقصى. المستوى الذي ظهر به المنتخب والطريقة التي تصرف بها خلال الدورة الافريقية الحالية عكسا النضج الكبير الذي اصبح يتمتع به لاعبوه ولعل المباراة الاخيرة ضد المنتخب الجزائري تشكل أفضل دليل على هذا النضج حيث تمكن منتخبنا من تخطي كل العقبات معولا على الثقافة التكتيكية للاعبيه كما هو الحال مثلا لبن عزيزة لاعب دانكارك الفرنسي الذي ساعد زملاءه في التقليص من تماسك الدفاع الجزائري او علي مادي الذي وفر حلا اضافيا في حركة الجناح. قوة منتخبنا تكمن ايضا في السرعة التي اصبحت تطبع اسلوبه في الهجوم وهي ميزة كرة اليد العصرية وقد نجح زوران في فرضها بعد العمل الكبير الذي قام به منذ قدومه الى تونس دون ان ننسى طبعا الاجواء الممتازة السائدة داخل المجموعة والتي ساهم وليد بن عمر في ترسيخها. بهذه المواصفات وهذا المستوى سيكون المنتخب الانغولي بعد ظهر اليوم في مهمة مستحيلة امام منتخبنا الوطني ليبقى التركيز بعدها على بعض التفاصيل الاخرى مثل تفادي الالتحام والاصابات استعدادا للدور النهائي الذي سنلاقي خلاله مصر او الجزائر طرف الدور النهائي الثاني. قمة الخوف تحدثنا عن مصر الجزائر ودعونا نقول ان هذه المباراة يمكن وضعها تحت عنوان بارز هدفه الخوف وخصوصا للمنتخب المصري الذي لم يكن مردوده مقنعا منذ انطلاق الدورة وتعرض الى الانتقاد في وسائل الاعلام المصرية على خلاف المنتخب الجزائري الذي اثبت في مباراته مع نظيره التونسي انه يبقى عتيدا يملك تقاليد راسخة جدا تؤهله دوما للعب الادوار الأولى. المنتخب الجزائري جاء هذه المرة الى بطولة افريقيا معززا بعدد من لاعبيه المحترفين وبمدرب جديد قديم حمل في جرابه بعض الاضافات على صعيد الدفاع خصوصا ولعل هذا ما سيعقد مهمة المنتخب المصري الذي سيستفيد مع ذلك من مؤازرة الآلاف من احبائه في القاعة الرئيسية بمجمع الصالات والذي لا يخلو بدوره من المهارات الفردية مثل مروان رجب وحسين زكي وصابر حسين وشريف مؤمن. مصر الجزائر فرصة للمتعة والاثارة اذن في هذا الدور المتقدم من بطولة افريقيا ولا شك ان منتخبنا سيتابع هذه المباراة باهتمام شديد. خطوتان قبل تحقيق الحلم بالتوازي مع المنتخب الوطني للاكابر يدخل المنتخب الوطني للكبريات عشية اليوم ايضا غمار نصف النهائي بمواجهة انغولا بمعنويات مرتفعة جدا بعد الانتصار الرائع امام الكوت ديفوار في الدور الاول ورغم صعوبة المهمة امام منتخب هو منطقيا الافضل في افريقيا فان أبواب الفوز وتحقيق حلم الترشح تبقى مفتوحة امام منتخبنا الذي فاجأ الجميع خلال الدورة الحالية بتطبيقه لكرة يد عصرية من اعلى مستوى وضعته على نفس السلم مع المنتخبات الكبرى في افريقيا. زميلات المناعي سيلعبن اليوم من أجل تونس ومن اجل زميلتهن المصابة أميرة الفقيه... هذا هو الشعار الذي تم الاتفاق عليه ولا شك انه سيكون حافزا معنويا اضافيا سيسد الثغرة التي تركها خروج أميرة من البطولة. نصف نهائي السيدات سيشهد اليوم ايضا قمة ثانية بين الكامرون والكوت ديفوار والحوار يبدو متكافئا بين منتخبين يعولان كثيرا على القوة البدنية مع أفضلية للايفواريات من الناحية التنظيمية. في المعمل الجنائي ذكرت صحيفة الاهرام في عددها الصادر امس ان وزير الشباب والرياضة المصري علي الدين هلال تحادث مع عيسى حياتو رئيس الكنفدرالية الافريقية لكرة القدم حول مباراة الاسماعيلي انيمبا النيجيري في اطار رابطة الابطال واشارت الى ان ملف احتراز الدراويش تم تحويله الى معمل جنائي اوروبي بعد ان تبادل الاسماعيلي وانيمبا الاتهامات بتزوير الوثائق التي اعتمد عليها كلاهما. برنامج الدور النصف النهائي * اليوم الجمعة 16 أفريل: رجال: تونس أنغولا: س 14 و30 دق بتوقيت تونس مصر الجزائر: س 18 بتوقيت تونس سيدات: الكامرون الكوت ديفوار: س 13 بتوقيت تونس تونس ا نغولا: س 16 بتوقيت تونس. *** سليم الزهاني ل «الشروق»: بنفس الروح أمام أنغولا يجري المنتخب الوطني عشية اليوم مباراة هامة أمام أنغولا للترشح الى نهائي بطولة افريقيا للأمم وسيلتقي منتخبنا اليوم نظيره الانغولي الذي سبق ان واجهه في الدور الاول وانتصر عليه. «الشروق» استطلعت رأي سليم الزهاني في هذا الحوار الخاطف : * واجهتم أنغولا في الدور الاول، فما الذي يمكن ان تقوله عن هذا المنافس؟ هو منافس محترم، سجل تحسنا واضحا قياسا بمشاركاته السابقة، أداؤه يعتمد السرعة لكنه يبقى متوسطا من الناحية التكتيكية دفاعا وهجوما وباستثناء عنصر أو اثنين ولا يمكن اعتباره عائقا كبيرا أمام المنتخب الوطني. * معنى ذلك ان المباراة ستكون سهلة أمامه؟ ليس من عادتنا استسهال اي منافس حتى خلال الأدوار الاولى فما بالك في هذا الدور المتقدم الذي يفتح لنا أبواب النهائي. ما أؤكده أننا سندخل اللقاء بنفس الروح والعقلية التي خضنا بها مبارياتنا السابقة ولن تكون هناك حسابات مسبقة او استسهال للمنافس لكننا سنسعى طبعا الى التقليص من الاحتكاك البدني حتى نكون حاضرين بكامل عناصرنا في المباراة النهائية. * المباراة الثانية في نصف النهائي ستجمع مصر الجزائر، فمن تفضلون في النهائي؟ مثلما قلت لك في مثل هذه الأدوار اسم المنافس لا يهم لأن من يريد الفوز ببطولة افريقيا عليه ان يهزم جميع منافسيه. صحيح أن طريقة المنتخب المصري تلائمنا أكثر لكن لا يجب أن ننسى وجود مصر أمام جمهورها وعلى أرضية ميدانها. أما بالنسبة للجزائر فمواجهتها لا تخرج دائما عن اطار الدربي ومع ذلك نحن نرحب بهذا المنتخب إن واجهنا في النهائي وسندخل اللقاء بثقة أكبر أمامه لأننا نملك أسبقية معنوية نتجت عن انتصارنا عليه خلال المباراة الاخيرة للدور الثاني. * كلمة أخيرة؟ أتمنى أن نقدم اليوم مردودا مقنعا وان ندرك الدور النهائي لنهدي هذا اللقاب القاري للمرة ثانية على التوالي للجمهور التونسي.