الجيش الأمريكي يتفرغ لافريقيا بعد.. العراق واشنطن الشروق محمد دلبح ذكر مسؤولون عسكريون أمريكيون أن وزارة الدفاع (البنتاغون) ليست بحاجة إلى إعادة بناء قياداتها العسكرية والإقليمية لمواجهة التهديدات في أفريقيا على الرغم من تزايد أهمية القارة السوداء للأمن القومي والمصالح الأمريكية، وخاصة في ما يتعلق باحتياجات الولاياتالمتحدة من النفط الأفريقي الذي يشكل حاليا نحو 15 بالمائة من الواردات النفطية الأمريكية، والتي يتوقع أن ترتفع في غضون السنوات العشر المقبلة إلى 25 بالمائة. وقال الجنرال الأمريكي المتقاعد في سلاح مشاة البحرية الأمريكية (المارينز) كارلتون فولفورد، مدير مركز الدراسات الاستراتيجية لإدارة أفريقيا في البنتاغون، أن وضع القارة الأفريقية تحت قيادة عسكرية أمريكية واحدة بدلا مما هو قائم حاليا «سيكون باهظ التكاليف ومهدرا للوقت» مضيفا أنه بدلا من ذلك فإن المصالح الأمريكية في المنطقة يمكن أن تخدم على أفضل وجه عن طريق استثمار البنى القائمة حاليا لتوسيع النشاطات والاتصالات مع الدول الأفريقية. وقد أعرب نائب قائد سلاح الجو في القيادة الأمريكية لأوروبا الجنرال تشارلس والد اتفاقه مع رأي فولفورد حيث أكد على عدم ضرورة وجود قيادة أفريقية مستقلة، وقال إن القيادة الأوروبية تسمية خاطئة لأن هذه القيادة تشمل تعاملها بالإضافة إلى أوروبا كلا من الكيان الصهيوني وروسيا و 43 دولة من مجموع 53 دولة في أفريقيا. ويذكر أن القيادة الأمريكية لأوروبا والقيادة المركزية الأمريكية التي يترأسها الجنرال جون أبا زيد، تتقاسمان المسؤولية عن أفريقيا. وقال الجنرال والد في ندوة عقدت يوم الثلاثاء الماضي في معهد أميركان إنتربرايز اليميني الذي يعتبر معقل المحافظين الجدد أنه في الوقت الذي يمكن فيه تسمية القيادة الأوروبية باسم «القيادة الشرقية» أو أي تسمية أخرى مناسبة، فإنه لا حاجة لإجراء تغييرات أو تعديلات على الأوضاع الأمنية القائمة حاليا. فيما قال فولفورد أن من الأسباب الأخرى للمصالح الأمريكية في أفريقيا هو الحرب التي تقودها الولاياتالمتحدة على ما تسميه «الإرهاب» والتي تشمل الدول الأفريقية وأضاف إن عدم الاستقرار في أفريقيا يشكل قلقا للولايات المتحدة لأن هذه المناطق يمكن أن تصبح أماكن لتدريب ما اسماهم «الإرهابيين.» في إشارة إلى القوى المناهضة لسياسة الهيمنة الأمريكية-الإسرائيلية في المنطقة. وقال فولفورد إن نيجيريا هي البلد الذي يفرض «القلق الأكثر استعجالا» للولايات المتحدة بسبب الاضطراب السياسي الداخلي والتآكل الاقتصادي فيها. وحذر من أنه على الرغم من أن نيجيريا غنية بالنفط،حيث تسيطر على 70 بالمائة من صادرات أفريقيا النفطية إلا أن نشوب حرب أهلية فيها يمكن أن يؤثر على الإنتاج ويؤدي إلى زعزعة الاستقرار في الدول المجاورة لها. وقال إنه «يتعين علينا أن نستخدم كل ما لدينا من عناصر الضغط سياسيا وعسكريا واقتصاديا، لأنه إذا تفجرت نيجيريا، فإننا سنتأثر بذلك.» وأضاف فولفورد إن مرض حاكم غينيا يشكل قلقا ثانيا لأنه لن يكون هناك «انتقال منظم» للسلطة. وقال الجنرال والد أن جنوب أفريقيا تشكل أيضا قلقا للولايات المتحدة على الرغم من تحسين العلاقات معها، وذلك بسبب تغييرات ممكنة في حكومتها ناتجة عن وباء السيدا الذي ينتشر في القارة، كما أن دولا أخرى يمكن أن يتزعزع استقرارها بسبب هذه المشكلة، مشيرا إلى أن السيدا «مسالة استراتيجية ضخمة يجب على الولاياتالمتحدة مواجهتها،» فعلى سبيل المثال هناك 60 بالمائة من سكان بوتسوانا مصابون بالمرض كما أن معدل حياة الناس ستهبط من 70 سنة إلى 33 سنة. ولم يكن هذا الأمر يشكل اهتماما للبنتاغون في الماضي، ولكن بعض المسؤولين في البنتاغون يدركون أن الدول المتأثرة إلى حد واسع بالسيدا تواجه مشاكل في وضع قوات مقاتلة فعالة في الميدان، إذا ما دعيت للاشتراك في عمليات حفظ سلام أو مكافحة «الإرهاب»، وإن استثمارا ماليا رئيسيا من جانب الولاياتالمتحدة سيحدث تغييرا في التعامل مع أزمة السيدا وغيرها من المشاكل. وأكد فولفورد الحاجة إلى تدريب عسكري في بعض الدول الأفريقية من جانب الجيش الأمريكي.