الإهداء: إلى روح الشاعر بدر شاكر السياب الذي قال «إني لأعجب كيف يخون الخائنون». «أيخون إنسان بلاده» «إن خان معنى أن يكون فكيف يمكن أن يكون» بغداد والنهرين أوردتي وفي العراق لي نخلة وأصحاب بغداد اسم منها كانت الأسماء وكانت بلقيس وحكايا أورشليم بغداد كانت في التوراة والإنجيل وأسطورة للعبور من الضفة إلى الضفة ومن الخليج إلى المحيط ومن المحيط إلى الخليج كل قصائد السياب تغازل اسمك كل القوافي بلا معنى ان غاب منها اسمك حتى بوابات العبور ومراكز التفتيش والمدن الكبيرة احتجزتني تطلب تصريحا أو جوازا أمميا سرت غريبا بين النساء وبين رفيقات دربك اتهمت بحبك وبتسمية روحي باسمك لكن هل تعلمين؟ هل تعلمين أني أحبك بكل الخطايا التي ما ارتكبت أناديك من خلف الدمار من وسط المعارك الفاشلة من تحت راحة الموت أناديك وهم يقصفون اني أحبك من معتقل «أنصار» أناديك من مخيم الحصار أناديك من عذابات السجون وفي المنافي أحبابك يهتفون بتول... بتول... بغداد هل تسمعين المنصور عاد من جديد ومعه الرشيد ونبأ عظيم أذاعه الصحاف كل العرب قتلوك لا أستثني أحدا حتى أنا... قالها الصحاف.. بغداد ماتت عاد المغول وهولاكو ولم يأت الإمام المنتظر بغداد هل تسمعين؟ أنا هنا... لست هنا صوتي صدى هل تسمعين قراري الأخير اني أحبك أغازل فيك كل العذارى وكل الجميلات الحيارى أنازل من أجلك نفسي وكل تاريخ القبيلة كل التواقيع الذليلة فأنت البلاد وأنت الوطن ونخلة من نخيل العراق أزهرت ياسمينة أثمرت زيتونا وتينا فباتت شريدة كما صار الوطن فكل الوطن صار شريدا فلا تغضبي ان قلت أحبكأحبك رصاصة أمة غصن ليمونة وكرمة أحبك حلم مولودة قبل أن تولد إرادة شعب بعد أن يولد أحبك هذا الوشاح الجميل يوشح صدر الجنوب صدر «سناء» عروس الجنوب فليس جبنا ان أقول أحبك وأني فشلت في رسمك للعذارى وحرفت اسمك لعشاق القوافي وللشهداء مثلي مجنون ليلى وعنتر أناديك أحبك أناديك من وراء الصمت من قصور النفط من تحت جلباب ملوث بدم الشرف في لحظة التوقيع في زمن التركيع هم يقصفون وأنا أحبك أحبك على الرغم مني ورغم الخيانة ورهن القضية بحفنة مال بنهدي صبية ورغم الخطابات المدبلجة وخيانات الكراسي ورغم صمت العرب أحبك أنت كما لا أحب أحد ولا أقبل بموت العراق ولا بتقسيم دجلة حلم الطغاة وكل الدعاة رعاة البقر قفوا لن تمروا وان تمروا؟ فللموت مروا دعيني أبوح بالسر الذي لم يقله أبي في عقبة القيروان أحبك ولا أدري الطريق إليك يا بغداد علي الحبيب الفريوي