تحظى سبخة السيجومي والأحياء المتاخمة لها باهتمام رئاسي ومتابعة من كل الأوساط بغية الاسراع بمعالجة ارتفاع منسوب المياه بها وتحسين محيط عيش المتساكنين على ضفافها وتجنب حدوث أضرار بيئية. وتمثل هذه السبخة مصبا طبيعيا للعديد من مجاري المياه للأحواض الساكبة المتاخمة والتي تمتد على 24 ألف هكتار. وتبلغ المساحة الحالية للسبخة 200.3 هكتار وتبلغ دارتها 30 كلم وتحيط بها من كل الجوانب عديد التجمعات السكنية يقطنها 140 ألف ساكن. وتباشر 70 من المساكن المتواجدة على ضفاف السبخة التصريف الصحي للمياه المستعملة بتوجيهه نحو السبخة وتقدر الكميات التي تصرف بدون تطهير بحوالي مليوني متر مكعب سنويا. ونتيجة للأمطار الاستثنائية المسجلة في أواخر سنة 2003 تراكمت كميات كبيرة من المياه بالسبخة تقدر بحوالي 60 مليون متر مكعب وبلغ ارتفاع منسوب المياه بها 10 أمتار فوق سطح البحر وهو ارتفاع سجل لأول مرة في التاريخ المعاصر. وانجر عن ارتفاع منسوب السبخة امتداد طبيعي لها تسبب في غمر عديد المساكن حيث ارتفع منسوب المياه الى حوالي 50 سنتيمتيرا في بعض الأماكن المحاذية لضفاف السبخة. وتولى ديوان التطهير تركيز أربع مضخات ومد القنوات اللازمة لتحويل وجهة شبكة تصريف المياه المستعملة المتأتية من الأحياء المجاورة نحو الشبكة الرئيسية للمياه المستعملة لتصريفها نحو محطة التطهير بالملاسين. وبالتوازي مع ذلك بادرت الوزارة بوضع برنامج تدخل عاجل للتخفيض من منسوب المياه بالسبخة وذلك بتقليص المنسوب بضخ 15 مليون متر مكعب على امتداد 5 أشهر بداية من 23 جانفي 2004 . وتم اقتناء عدد من المعدات المتوفرة بالسوق المحلية والمتمثلة بالخصوص في 6 كلم من القنوات المنقولة وعديد المضخات اضافة الى تكليف مجموعة من المقاولات للقيام بأشغال التهيئة والحفر لتمكين مياه السبخة من السيلان نحو وادي مليان وشبكة التطهير الموجودة بنهج الساحل بمنطقة الوردية. وتبلغ التكلفة التقديرية الجملية لهذه العملية 5.1 مليون دينار. كما تمت الاستعانة بفريق ألماني للحماية المدنية تمثلت تدخلاته في توفير 8 مضخات وتشغيلها لمدة ثلاثة أسابيع وتبلغ كميات المياه التي يتم ضخها يوميا 100 ألف متر مكعب ووصلت كميات المياه الجميلة التي تم ضخها الى حد الآن 3 مليون متر مكعب. ومكّن هذا التدخل من تقليص مستوى ارتفاع مياه السبخة لعشرة سنتيمترات. وأكدت مصادر من وزارة الفلاحة أن المعالجة الجذرية لوضعية سبخة السيجومي يتطلب اعداد دراسة شاملة لتهيئة ضفافها وحمايتها من التلوث لوضع خطة عمل على المدى المتوسط والطويل اضافة الى التحكم في التصرف في النفايات الصلبة والسائلة.