الشعب العراقي يُقتّل في أبشع المجازر والجميع صامتون... مجلس الحكم الانتقالي صامت كأنّ ما يجري في الفلوجة والمدن العراقية الأخرى إنما كان في المريخ... العرب لا يُسمع لهم صوت.. منذ أيام سمعنا الكثير منهم يتباكون على تأجيل القمة العربية وأقاموا المناحات على العمل العربي المشترك واعتبروا تأجيل القمّة كارثة ورأيناهم في جولات مكوكية ولقاءات ثنائية وثلاثية هنا وهناك يتشاورون حول تأجيل القمّة وتداعيات هذا القرار مطالبين بالإسراع بانعقادها ولكن هاهم الآن بعد كلّ تلك «الهلمّة» وذلك «السينما» غائبون من الساحة كأنّ العراق لا ينتمي ولم ينتم يوما إلى الوطن العربي.. الأممالمتحدة تستعرض عضلاتها في السودان فتتحدّث عن الوضع الإنساني المزري في منطقة «دارفور» وتدعو المجتمع الدولي إلى التدخل ولكن العراق ليس من مشمولاتها ولا من اختصاصها.. أوروبا غارقة في الصمت وهي التي عهدناها تستنكر استهداف المدنيين الإسرائيليين وغيرهم.. مئات القتلى والجرحى في الفلوجة أطفال ونساء وشيوخ شاهدناهم على شاشات التلفزيون في أكفانهم وبإصاباتهم وجروحهم البليغة.. الجميع صامتون ألأنّها أمريكا؟ هل صمت الجميع ليتركوا المجال للصواريخ والقنابل العنقودية والطائرات والدبابات الأمريكية حتى تتكلّم وتقدّم دروسا في الديمقراطية والحرية.