نظرت احدى الدوائر الجنائية بمحكمة المنستير في قضية سلب باستعمال التهديد تورط فيها شاب وتضرر منها صاحب شاحنة لنقل البضائع. تعود حيثيات هذه القضية الى شهر سبتمبر المنقضي فحين كان صاحب شاحنة خفيفة لنقل البضائع منتصبا لعرض الغلال في أحد الأحياء الشعبية بمدينة سوسة شاهد رجلا طويل القامة قوي البنية في عقده الرابع يمازح جزارا ثم يتوجه اليه طالبا منه إيصاله الى مدينة المنستير لنقل بعض الأغراض من هناك وعرض عليه مبلغ 20 دينارا مقابل ذلك وبعد تردّد ومفاوضات استجاب صاحب الشاحنة لطلب الرجل فأوصى أحد أصدقائه خيرا ببضاعته التي كان يعرضها للبيع ثمّ انطلق بالشاحنة مع حريفه. ** مفاجأة في الطريق ظلّ الحريف يمازح صاحب الشاحنة منذ الانطلاق من سوسة في اتجاه المنستير لكنّ السائق كان يشعر بالانقباض والرّيبة ولم تكن مشاعره تلك محض وهم إذ سرعان ما كشّر الحريف عن أنيابه في منعطف الطريق وانقلب المزاح الى تهديد بالقتل. إذ لم يشعر سائق الشاحنة إلا بسكّين يضعها الحريف على جنبه بعد أن استلّها بين طيّات ثيابه وهدّده بالقتل إن لم يتوقف في أحد المنعرجات الخالية تقريبا من حركة المرور ولم يجد السائق بدا من الانصياع الى التهديد فأوقف شاحنته على جانب الطريق حينها قام الحريف بتفتيش ثيابه وأخذ حافظة أوراقه ونظر فيها مليا ثم استولى منها على مبلغ 200 دينار كانت موجودة بها ونزل من الشاحنة ليتوارى عن الأنظار. واصل صاحب الشاحنة طريقه مذعورا ليخبر أحد أصدقائه بما حصل له ثم اتصلا بالجزار يسألانه عن هوية الحريف الذي سبق أن شاهداه بصدد ممازحته، فأعطاهما هويته، ولمّا أعلمه صاحب الشاحنة بما حصل. أعرب الجزار عن قدرته على التدخل بالحسنى لإرجاع المال وبعد مدة لم تفلح جهوده في اقناع المتهم بإرجاع ما سرقه فتقدّم المتضرر بشكوى الى مركز الشرطة. وبجلب المتهم والتحرّي معه اعترف في البداية وبعرضه صحبة بعض المنحرفين على المتضرر دلّ عليه وأمام هيئة المحكمة جنح الى انكار كلّ ما نُسب إليه كما أنكر معرفته بالجزار فتمّ تأخير القضية لاستدعاء بعض الشهود وإجراء بعض المكافحات.