نظر أمس مكتب التحقيق الخامس بالمحكمة الابتدائية بتونس في قضية مبارك بنبريكة المعروف باسم «باستور» بعد اتهامه بالثلب والتعدي على حرمة رجال التعليم. وكان الفكاهي «باستور» أصيل ولاية القصرين قد أصدر شريطا مسجلا أورد فيه مواقف وطرائف فكاهية، إلا أنه وصف في أحد المواقف «المعلمين بالشلاكة» ، وهو ما استفز رجال التعليم، مما جعل وزارة التربية والتكوين تتدخل في اتجاه المطالبة بسحب الشريط المسجل ورفع دعوى قضائية ضد «باستور» باعتبارها سلطة الإشراف ومرجع نظر المدرسين بالتعليم الابتدائي. من جهته نشر الفكاهي المدعى عليه رسالة اعتذار للمعلمين وأكد على انتفاء أي نية للمساس من هيبتهم طالبا الصفح. وقد التقيناه أمس بقصر العدالة بتونس على هامش التحقيق معه، إذ أكد أنه أبدع نصا فكاهيا وكان يعتقد أن الشركة المنتجة والموزعة للشريط المسجل ستقوم بمراقبته وحذف ما تراه منافيا للقانون، وأضاف أنه لم يكن يقصد التعدي على المعلمين. وصرح «باستور» أمس أمام قاضي التحقيق بالمكتب الخامس، بأن ما قاله «جاء بصفة عرضية ضمن مسرحية فكاهية من محض الخيال وليست لها أي علاقة بالواقع» وأضاف أن القصد من ذلك هو اضحاك الناس والترويح عنهم، دون أن يكون له قصد المساس من أي شخص أو فئة، وبعد انهاء الأبحاث في شأنه والتحرير عليه وتسجيل تصريحاته أبقي «باستور» في حالة سراح، على أن تقرر النيابة العمومية لاحقا مآل التحقيقات وامكانية احالته على احدى الدوائر الجناحية. وعلمنا أن هناك بعض المحامين ينتظرون نتائج الأبحاث والتحقيقات ليعلنوا نيابتهم عنه والدفاع عليه أمام القضاء. وللاشارة فإن هناك بعض الألفاظ التي تستعمل في عدد من جهات البلاد على أنها عادية ومستعملة في التخاطب اليومي، تعتبر معيبة ومنافية للأخلاق في بعض الجهات الأخرى، وهو ما يؤدي الى اختلافات في التأويل ويبدو أن المدافعين عن «باستور» يستندون في دفاعهم عنه الى هذه الاختلافات «الثقافية».