جرجيس في 12 جانفي 2008 حقيقة مرض السيد المنجي العياري شفاه الله نشر في الأيام الأخيرة بيانات تتعلق بالوضع الصحي للسيد المنجي العيارى تضمنت معلومات غير دقيقة فرأينا الإفادة بما يلي: السيد المنجي العياري سجين سياسي سابق عرف السجن في أكثر من مناسبة و هو من مواليد 23 سبتمبر 1953 متزوج و له 4 ابناء، ولدان 27 سنة و 25 سنة، و بنتان 24 سنة و 20سنة... و إن اضطرا الولدان لترك مقاعد الدراسة مبكرا للقيام بشؤون العائلة و توفير الضروري لها فإن البنتين تواصل دراستهما نسأل الله تعالى لهما و لأخويهما التوفيق فيما توجها إليه... و إن عدنا إلى بداية عهده بالإيقاف نقول أن المنجي أوقف في مرة أولى في محنة 1987... و كان يعمل قبل ذلك مصرحا قمرقيا... كما أوقف مرة ثانية في شهر أفريل 1991 و حكم عليه بتسعة أشهر سجنا، ثم أوقف مرة ثالثة نهاية 1992 و حوكم مجددا بثلاثة عشر سنة سجنا.. غادر السجن يوم 5 نوفمبر 2004.... في السجن كان شأنه شأن بقية سجناء الرأي: اضطهاد و تنكيل و تشف و تعذيب و إهمال صحي، إقامة رديئة في غرف تفتقر لكل شروط البيئة السليمة: رطوبة و انعدام تهوئة و التدخين المستمر و اكتظاظ لا يطاق، و تغذية لا توفر الحد الأدنى من حاجيات الجسد، إهمال طبي لا نزال نرى نتائجه المرعبة من أمراض فتاكة نهمة أودت بحياة العديد من المساجين السياسيين داخل السجون الصغيرة و خارجها.. في السجن، بل في السجون العديدة التي قضى بها سنوات سجنه، اشتكى في الكثير من المرات من آلام مبرحة تقطع أحشاءه..لكن الرعاية الطبية المناسبة لم تكن متوفرة لا في الزمان و لا في المكان، كما لم يفلح الأطباء الذين كشفوا عليه من تشخيص الداء الذي يشكو منه إما افتقارا للمهارة أو افتقارا للوسائل و المعدات التي تعين على نجاعة التشخيص و دقته، خصوصا إذا علمنا أن الطبيب ليس هو المسؤول الأول عن صحة السجين.. فقد يتأخر عرض المريض على الفحص الطبي الإختصاصي خارج السجن – رغم إشارة طبيب السجن إلى ضرورته- لأسباب إدارية تضع في الاعتبار الأول الدواعي الأمنية و الإدارية وغيرها قبل صحة المريض...و اكتفوا بإعطائه مسكنات و أدوية أخرى طيلة سنوات... و غادر المنجي السجن الصغير... لم تكن ظروفه المادية تسمح بإجراء فحوص دقيقة تقتضيها حالته، فهو كالمئات – بل الآلاف – من مساجين الرأي لا يحظون بأي رعاية صحية مهما كان نوعها في بلد إذا نقل مريض في حالة حرجة إلى القسم ألاستعجالي في أحد مستشفياتها العمومية، يجب أن يثبت قبل الفحص، أنه مضمون اجتماعي أو لديه من أين يدفع مستحقات العلاج..بل وصل الأمر إلى حجز المريض في انتظار الدفع، بل حجزت جثة ميت حتى يدفع أهلوه ما عليه.. و عاودته الآلام... عاودته الآلام إلى أن نقل إلى مستشفى "شارل نيكول" في العاصمة في أواخر شهر فيفري 2007 ( يوم 28 منه تحديدا) و هناك أدرك أطباؤه حقيقة مرضه و خطورته.. إنه سرطان في الأمعاء الغليظة... و ليس في الكبد كما ورد... و مكث المنجي في "شارل نيكول" بضعة أشهر متواصلة... كان وقتها – و ككل مريض- في حاجة إلى من يواسيه، في حاجة إلى كلمة رقيقة تهون ما به... في حاجة إلى إخوانه و رفاق دربه يعودونه ويشدون أزره... في حاجة إلى قلوب حانية تبتسم في وجهه و تربت على كتفه... في حاجة إلى أبناء حيه الذي تربى معهم و نشأ بينهم، في حاجة إلى من ربط مصيره بمصيرهم و ذاق معهم حلاوة الإيمان و لذة الجهاد و مصارعة الظلم و الطغيان و مصاولتهما... في حاجة إلى كل صادق يقاسمه الحلو و المر.. المنجي كان يعلم أن الكثير من إخوانه –مثله- يشكون ضيق ذات اليد لكنه كان يعلم أن ذلك لا يحول دون شد الأزر بزيارته في المستشفى الذي قضى به أسابيع طويلة، في مستشفى يتربع في قلب العاصمة، كان ينتظر مكالمة هاتفية من القريب و البعيد... و مع ذلك التمس لكل من غفلوا عن ذلك ألف عذر و عذر... لكن أليس من الواجب التذكير بأن من حقوق المسلم على المسلم " أن يعوده إذا مرض"؟؟... و أجريت له عملية جراحية في الرابع و العشرين من شهر ماي 2007... بعد العملية، اضطر الأطباء إلى العلاج الكيميائي..و أتم " البروتوكول" الأول منه.. ثم كان "البروتوكول" الثاني.. غير أن الفحص الذي يسبق " الجرعات الكيميائية" أبرز للطبيب المباشر تساقط "الصفائح" في من الدم1... هذا شأن أخينا المنجي مع المرض، فهو غير مصاب بسرطان الكبد عافى الله منه الجميع كما ذكرنا، و هو قد عانى من الإهمال الطبي داخل السجون الصغيرة و لا شك: لكنه عانى كذلك من إهمال المحيطين به.. لكن المرء قد يتدارك البعض من تقصيره بزيارة خفيفة تشد الأزر و ترفع المعنويات ولا تنحشر في المرض و مراحله و علاجه، و من تعذر عليه أداء هذا الواجب فمكالمة هاتفية قد تؤدي المطلوب2 ..أو بالدعاء وذلك أضعف الإيمان و لنذكر "أن الصحة تاج على رؤوس الأصحاء لا يراه إلا المرضى".. ... عن العائلة الأسعد الجوهري عبدالله الزواري [email protected] 1 - اعتذر عن عدم الدقة العلمية في وصف ما حال دون مواصلة العلاج الكيميائي في الأسبوع الفارط... و هو نفس ما لاحظه الأطباء المعالجين للمرحوم ياسر عرفات... 2 - و هذا رقم الهاتف لمن يريد المواساة مع مراعاة ما يحتاجه كل من كان في مثل وضع أخينا المنجي من شد أزر مع الابتعاد عن الحديث عن المرض و ما يحف به ليبقى هذا من دور الأطباء.. علما [ان أخانا قد لا يجيب عند اشتداد الآلام... الرقم هو: 21151637