باشرت صباح أمس الدائرة الجنائية بالمحكمة العسكرية الدائمة بالكاف وسط استنفار لقوات الدفاع الوطني النظر في ملف قضية شهداء وجرحى تالةوالقصرين وتاجروين والقيروان الذين سقطوا في الفترة الممتدة بين 17 ديسمبر 2010 و14 جانفي 2011 بولايات القصرين والقيروان والكاف، وبعد استنطاق المتهمين والاستماع للقائمين بالحق الشخصي قررت المحكمة تأجيل النظر في القضية إلى جلسة يوم 12 ديسمبر القادم. ومثل وزير الداخلية السابق أحمد فريعة والمدير المركزي لمكافحة الإرهاب بالمصالح المختصة سابقا خالد بن سعيد وأيمن الكوكي بحالة سراح فيما أحضر كل من مدير الأمن الرئاسي السابق علي السرياطي ووزير الداخلية السابق رفيق القاسمي(شهر بلحاج قاسم) والمدير العام للأمن الوطني السابق العادل التويري والمدير العام للأمن العمومي سابقا لطفي الزواوي والمدير العام لوحدات التدخل سابقا جلال بودريقة ومدير وحدات التدخل بالشمال سابقا يوسف عبد العزيز والمقدم بوحدات التدخل بشير بالطيبي والموظف بوزارة الداخلية وسام الورتاني والموظفة بوزارة الداخلية ربح السماري بينما أحيل الرئيس المخلوع بحالة فرار ولم يحضر عدد من المتهمين المحالين بحالة سراح. وبالتوازي مع ذلك حضر عدد كبير من المحامين غصت بهم قاعة الجلسة كما وقع تركيز خيمة عملاقة بفضاء وسط مبنى المحكمة العسكرية الدائمة بالكاف بها شاشة عملاقة لمتابعة سير المحاكمة التي انطلقت فعاليات الجلسة الأولى منها بتلاوة تقرير دائرة الاتهام الصادر بتاريخ 12 سبتمبر 2011. الاستنطاقات قام رئيس الدائرة القاضي شكري الماجري بعد تلاوة تقرير دائرة الاتهام باستنطاق وزير الداخلية السابق رفيق القاسمي(شهر بلحاج قاسم) الذي تمسك بأقواله السابقة وأكد أنه لم يصدر أية تعليمات بإطلاق الرصاص الحي على المتظاهرين كما انه لم يتلق أية تعليمات من المخلوع بإطلاق الرصاص الحي، وبعد الاستنطاق طلب محاموه التأخير للإطلاع. السرياطي ودقيقة الصمت إثر استنطاق رفيق بلحاج قاسم مثل علي السرياطي أمام الدائرة لاستنطاقه فطلب من رئيسها أن يسمح له بالوقوف دقيقة صمت ترحما على شهداء الثورة ولكن طلبه قوبل بالرفض ثم أثناء استنطاقه أنكر ما نسب إليه وأشار في سياق حديثه ان التاريخ سيثبت انه انقذ الجمهورية من مجزرة. بقية المتهمين الذين حضروا بحالة إيقاف أو بحالة سراح أنكروا التهم المنسوبة إليهم وأكدوا انهم لم يقتلوا أي متظاهر ولم يحاولوا قتل أي محتج او حتى المشاركة في ذلك وأكدوا انهم لم يتلقوا أية تعليمات باستعمال "الكرتوش" الحي" من بينهم المقدم البشير بالطيبي الذي استهل إجابته على أسئلة رئيس الجلسة بتلاوة آية قرآنية. الاستماع للقائمين بالحق الشخصي إثر استنطاق المتهمين الذي تواصل لعدة ساعات وأنكر خلاله الجميع ما نسب إليهم قام رئيس الدائرة بالاستماع للقائمين بالحق الشخصي وإلى طلباتهم من خلال بعض المحامين قبل أن يتم تسجيلها(الطلبات) فيما تقدم محامو المتهمين المحالين بحالة إيقاف بمطالب للإفراج عن منوبيهم في هذه القضية فقبلت المحكمة الطلب شكلا في انتظار إجابتهم. القائمة الكاملة للمتهمين كان حاكم التحقيق العسكري بالمحكمة العسكرية الدائمة بالكاف وجه في ختم الأبحاث تهمتي القتل العمد مع سابقية القصد ومحاولة القتل مع سابقية القصد للرئيس المخلوع زين العابدين بن علي ووزير الداخلية السابق رفيق القاسمي والمدير العام للأمن الوطني العادل التويري والعميد بوحدات التدخل بالشمال سابقا يوسف عبد العزيز والموظف بوزارة الداخلية وسام الورتاني والمدير العام السابق لوحدات التدخل جلال بودريقة والمدير العام السابق للأمن العمومي لطفي الزواوي والمقدم بوحدات التدخل بشير بالطيبي والرائد بوحدات التدخل خالد المرزوقي وكل من عسى أن يكشف عنه البحث(رقم 12 في القائمة) فيما وجهت تهمة القتل العمد مع سابقية القصد لكل من مدير الامن الرئاسي سابقا علي السرياطي ووزير الداخلية السابق أحمد فريعة ومدير وحدات التدخل المنصف العجيمي والرائد بوحدات التدخل نعمان العايب والنقيب بوحدات التدخل عياش بن السوسية والموظفة بوزارة الداخلية ربح السماري والملازم أول بوحدات التدخل وائل ملولي والنقيب بوحدات التدخل محمد المجاهد بنحولة. ووجهت تهمة المشاركة في القتل العمد مع سابقية القصد والمشاركة في محاولة القتل العمد مع سابقية القصد لرئيس منطقة للأمن الوطني الحسين زيتون والمدير المركزي لمكافحة الإرهاب بالمصالح المختصة سابقا خالد بن سعيد والمدير الحالي للأمن الرئاسي المنصف كريفة وتهمة الاعتداء بالعنف الصادر عن موظف عمومي حال مباشرته لوظيفه دون موجب على الناس للموظف بوزارة الداخلية الذهبي عابدي فيما وجهت تهمة القتل عن غير قصد الواقع عن قصور وعدم احتياط للمتهم رقم 18 في قائمة المتهمين وهو موظف بوزارة الداخلية. كل هذه الجرائم منصوص عنها وعلى عقاب مرتكبيها بالفصول 32 و59 و201 و202 و217 و101 من المجلة الجزائية، ويبقى المتهم بريئا إلى حين ثبوت إدانته بعد المرور بمختلف مراحل التقاضي. قائمة الشهداء كان 21 شهيدا سقطوا برصاص بوليس المخلوع بالقصرينوتالة وتاجروين والقيروان في الفترة الممتدة بين 17 ديسمبر 2010 و14 جانفي 2014 وهم بلقاسم غضباني ووليد سعداوي ومحمد خضراوي وصابر رطيبي ووليد قريري ورمزي بن الحبيب عسيلي وعبد القادر غضباني واحمد الجباري ومحمد امين مباركي ومحمد نصري ورؤوف بوزيدي وصلاح دشراوي وعبد الباسط قاسمي ومحمد عمري ومروان جملي واحمد بولعابي ووجدي سائحي وغسان شنيتي واحمد ياسين رطيبي وشوقي محفوظي ومحمد سيد الكسراوي إضافة إلى الشهيدة الرضيعة يقين قرمازي التي ماتت مختنقة بغاز القنابل المسلية للدموع(لاكريموجان) إضافة إلى 602 جرحى.