اتهم مصدر قيادي في حركة التحرير الوطني الفلسطيني "فتح" سورية وإيران وبعض القوى الفلسطينية المتحالفة معهما باستخدام القضية الفلسطينية ومقدساتها للدفاع عن مصالحهما الوطنية وإثبات نفوذهما في المنطقة، واعتبر ذلك عملا ضد وحدة الشعب الفلسطيني ومحاولة لإيجاد تمثيل بديل عن منظمة التحرير الفلسطينية. وأعرب سفير السلطة الوطنية الفلسطينية في الجزائر وعضو المجلس الثوري لحركة "فتح" محمد الحوراني في تصريحات عن أسفه لتجاوب قوى فلسطينية مع إرادة كل من إيران وسورية لاستخدام حق العودة لأغراض سياسية خاصة بهما دون غيرهما على حساب القضية الفلسطينية، وقال: "في الواقع حق العودة هو حق مقدس، والكل منتبه له ويدافع عنه، ولكن المهرجان الذي يقام تحت اسم هذا الحق في دمشق يحاول خلق ما يشبه الإطار الموازي لمنظمة التحرير الفلسطينية، وهذا يترتب عنه تشتيت التمثيل الفلسطيني في وقت نحن في أشد الحاجة للوحدة، ولكن إرادة بعض القوى الإقليمية وتجاوب أطراف فلسطينية مع هذه الرغبات تنتج مخاطر جدية على وحدة التمثيل الفلسطيني باعتباره حاجة فلسطينية عميقة واستراتيجية، ومن هنا فجوهر الأمر أن قوى إقليمية وأعني تحديدا سورية وإيران تستخدمان هذا الحق الفلسطيني لحسابات خاصة بهما تتعلق بإعلان نفوذ إقليمي وإظهار أنهما لاعبان أساسيان في المنطقة على حساب الشعب الفلسطيني". وأشار الحوراني إلى أن الحوار الوطني الفلسطيني الذي كان من المتوقع أن ينطلق في القاهرة في العاشر من تشرين الثاني (نوفمبر) الجاري في المنطقة تأجل بسبب تخل إيران وسورية، وقال: "الكل يعلم الآن أن الحوار لوطني الفلسطيني الذي تأجل بسبب اعتذار حركة "حماس" عن المشاركة فيه قبل 48 ساعة من انطلاقه جاء بعد زيارة وزير الخارجية الإيراني منوشهر متكي إلى دمشق في ذات الوقت، وللأسف فإن ذلك لمصلحة خاصة بالدولتين ودفاعا عن مصالحهما على حساب الشعب الفلسطيني، ولذلك فنحن نأمل من الجميع أن يتلطف بالشعب الفلسطيني ويساهم في وحدته لا في تشتيته". وعما إذا كان حضور رئيس الدائرة لمنظمة التحرير الفلسطينية فاروق القدومي إلى ملتقى حق العودة يعكس حجم الخلاف بين قيادات وكوادر حركة "فتح"، قال الحوراني: "ستثبت الأيام المقبلة أن فاروق القدومي يمثل نفسه فقط، وأن حضوره إلى الملتقى لا يعكس أي خلافات داخل "فتح"، على حد تعبيره.