تعتبر مناتب الحلفاء بسيدي بوزيد ركيزة أساسية لتربية الماشية حيث تمثل أكبر فضاء رعوي طبيعي بالجهة بالاضافة الى دورها فى الحد من زحف الرمال وتثبيت التربة وتوفيرالمادة الخام لمعمل عجين الحلفاء والورق بالقصرين الذي يعد أهم قطب صناعي تنموي بجهة الوسط الغربي. كما يستقطب قطاع الصناعات التقليدية جزءا هاما من منتوج منابت الحلفاء التي توفر حوالي 320 موطن شغل فى السنة دون اعتبار مواطن الرزق المحدثة على مستوى مراكز جمع الحلفاء ولفها وشحنها. ويواجه استغلال منابت الحلفاء بسيدي بوزيد عديد الصعوبات من أهمها تقلص مساحات الحلفاء بالجهة لتصل الى حوالي 152 الف هك وهو ما يمثل حوالي 20 بالمائة من المساحة الجملية للولاية وأيضا 20 بالمائة من المساحة الجملية لمنابت الحلفاء بالبلاد. كما سجلت منابت الحلفاء بسيدي بوزيد تراجعا كبيرا على مستوى كميات الانتاج، حيث تقدر طاقتها الانتاجية بحوالى 462 الف قنطار أي بمعدل انتاج سنوى يصل الى 7200 طن وهو ما يمثل 15 بالمائة فقط من الطاقة الانتاجية لمنابت الحلفاء بالولاية و15 بالمائة من الانتاج الوطني. وتعود أسباب تقلص المساحات الى التدخلات المتنوعة فى المنابت منها المباشرة كالتوسع العمرانى وازدياد المساحات المزروعة ومنها غير المباشرة على غرار الظواهر الدورية للجفاف خاصة خلال المواسم الاربعة الاخيرة التى اثرت سلبا علىالقطاع الفلاحى وعلى نمو نبات الحلفاء وايضا تربية الماشية. وقد أدى استعمال نبات الحلفاء لتغذية الماشية الى تدنى مردود المنابت وأصبحت كميات نبات الحلفاء التى تسوق الى المربين أكثر من الكميات الواردة على مراكز جمع الحلفاء. ومن الصعوبات التى يواجهها قطاع استغلال الحلفاء أيضا التقلص الهام فى كميات الحلفاء المجمعة بمراكز الجمع التابعة للشركة الوطنية لعجين الحلفاء والورق التى اصبحت لا تفي بالحاجيات من المادة الخام لتشغيل المصنع وتلبية رغبات حرفائه. ومن جهة اخرى فقد ساهم انخفاض سعر شراء الحلفاء على مستوى مراكز الجمع وطرق خلاص العاملين فى القطاع الى هروب اليد العاملة وتحولها الى قطاعات أخرى أكثر مردودية. كما يشتكي القطاع من نقص معاضدة المصالح المختصة بوزارة الفلاحة والبيئة فى حماية وصيانة وتنمية منابت الحلفاء التى تبقى محدودة وفى حاجة ملحة الى الدعم من مختلف الاطراف ذات الصلة. يذكر أن منابت الحلفاء تغطى أكثر من 744 ألف هك بكامل انحاء الجمهورية.