اعتذر رئيس السلطة محمود عباس، عن تلبية دعوة رسمية لزيارة تونس، للمشاركة في احتفالات مرور عام على الثورة التونسية، عشية اختتام رئيس الوزراء إسماعيل هنية زيارة رسمية لها. وقال وزير الشؤون الخارجية في حكومة رام الله رياض المالكي: "إن عباس اعتذر عن تلبية الدعوة التونسية بسبب التزاماته الأخرى". وأضاف المالكي، لإذاعة "صوت فلسطين"، الإثنين : "إن عباس بعث رسالة بهذا الخصوص إلى نظيره التونسي المنصف المرزوقي أكد فيها على موقف وتلاحم العلاقات التاريخية ما بين الشعبين التونسيوالفلسطيني". وأوضح المالكي أنه سيزور تونس نيابة عن عباس للمشاركة في الاحتفالات ولقاء كبار المسئولين فيها. وكان السفير لطفي الملولي ممثل تونس لدى السلطة الفلسطينية سلم، الأحد، أمين عام الرئاسة الطيب عبد الرحيم دعوة من المرزوقي لعباس من أجل زيارة تونس للمشاركة في احتفالات الذكرى الأولى لثورة 14 يناير التي أطاحت بالرئيس السابق زين العابدين بن علي. وجاءت الدعوة التونسية وسط تقارير تحدثت عن غضب فلسطيني رسمي إزاء الزيارة التي أجراها هنية منذ خمسة أيام إلى تونس وما حظي خلالها من استقبال رسمي بصفته رئيس وزراء رغم إقالته من عباس قبل أربعة أعوام ونصف، بحسب "صوت فلسطين". كما أثارت زيارة هنية غضب السلطة الفلسطينية بسبب ما تردد عن تجاهل السلطات التونسية التنسيق بشأنها مع السفارة الفلسطينية لديها. واستقبل مسئولون تونسيون منهم رئيس الوزراء حمادي الجبالي ورئيس حزب النهضة الحاكم راشد الغنوشي، هنية الخميس الماضي في مطار العاصمة التونسية من دون حضور أي مندوب رسمي عن السلطة الفلسطينية. وأعلن المتحدث باسم الحكومة وزير حقوق الإنسان والعدالة الانتقالية سمير ديلو في وقت سابق خلال مؤتمر صحفي، أن هنية "شخصية لها كل الشرعية لزيارة تونس". إلى ذلك، أعلن المالكي أن عباس سيبدأ زيارة رسمية إلى كل من بريطانيا وألمانيا وروسيا ابتداء من 13 من الشهر الجاري. وأوضح المالكي، أن الجولة ستركز على بحث تطورات عملية السلام وجهود استئناف محادثات التسوية مع (إسرائيل)، إلى جانب الملف الفلسطيني لطلب نيل عضوية كاملة لدى الأممالمتحدة بعد أن كان قدم طلبا بهذا الخصوص في 23 سبتمبر الماضي. من جانبه، كشف مصدر مطلع من حركة فتح في الضفة الغربية أن حركته طلبت من الرئيس محمود عباس رسميًا رفض تلبية الدعوة التي وجهت له لزيارة تونس، مضيفاً في حديث خاص ل"فلسطين" أن حركة فتح تعبر عن امتعاضها الشديد من نجاح زيارة رئيس الوزراء إسماعيل هنية لتونس، والترحيب الرسمي والشعبي الواسع الذي استقبل به. وشدد المصدر أن موقف حركة فتح هو رفض الدعوة الموجهة من الرئيس التونسي، لأنها ستكون زيارة مهينة للرئيس محمود عباس، معتبراً أن الزيارة تعتبر خطأ كبير يمكن أن تقع فيه رئاسة السلطة الفلسطينية. وبرر المصدر هذا الرفض بأن النجاح الذي حققه رئيس الوزراء إسماعيل هنية أظهر دعما رسميا وشعبيا واسعاً في تونس لحركة حماس وحكومتها في قطاع غزة، وعزز علاقات حركة حماس الخارجية، وثبت فشل سياسة الحصار طوال السنوات الماضية. وأوضح المصدر أن حركة فتح تتواصل مع السفارات والهيئات التابعة لها في الخارج لتقييم أبعاد الزيارات التي قام بها إسماعيل هنية ومنع أي محاولات مستقبلية شبيهه بزيارة تونس، باعتبار أن الأمر سيئ للسلطة الفلسطينية ويضعها في موقف محرج أمام الشعوب العربية والإسلامية خاصة دول الثورات العربية. ولم يستبعد المصدر الفتحاوي تكرار تجربة تونس في مصر وغيرها من الدول وتجاهل ضغوط السلطة لمنع استقبال إسماعيل هنية في ظل ضغوط تمارسها جماعات وحركات شبابية في دول عدة تدعو هنية لزيارتها.