سيظل السؤال لمدة سنين طوال ،هل ستتجه مصر توافقياً مع دعوات الاسلاميين ،بتأصيل فكرة "المساحة" لتلك التيارات لقيادة الوطن فى المرحلة القادمة،الامر الذى يدفعنا للحديث الأن عن سؤال لحوح ؟هل ستكتمل أهداف الثورة بعد رغبات الناخبين فى انتخاب التيارات الإسلامية لقيادة مصر وهل ستستطيع خلال المرحلة المواتية التى تتعثر مصر فيها فى إنقاذها من خطر الغرق فى البئر العميق!. واذا كانت مصر قد عانت منذ ثلاث عقود بقيادة سلطوية خانقة أدت إلى تدهور وتدنى مستوى المواطن والتعليم والصحة مما أثر بالسلب على الناتج القومى والذى شهد خلالاً زاد من التراكم السلبى ووضع مصر على محك ومصاف دول اقل فقراً منا. الفرصة الأولى (1) لو عاد بنا التاريخ قليلاً منذ أن بدأت ونشأت جماعة الإخوان المسلمين دعوتها وعملها المتوازن والحقيقى عام 1928 بمدينة الإسماعيلية على يد ملهمها حسن البنا بما يزيد عن 80 عاماً ،تخطت جماعة الإخوان المسلمين الكثير من العوائق القاصمة والتى لوطالت أى مؤسسة لانهارت فى التو واللحظة ،لكن قيادتهاالحكيمة رأت فى وسطيتها أن تمر من مروا من خلال المشاركات المتكررة لمرشديها بدءاً من حسن البنا الملهم ووصولاً بالأستاذ محمد مهدى عاكف مرشدها السابع الى الإنطلاقة السياسية والدعوية فى أن واحد وحتى قدوم مرشدها د. محمد بديع المرشد الثامن ،بادرت الجماعة بأن يتم التواصل والتنسيق مع مع الإتجاهات الأخرى والتيارات الليبرالية كى تصل مصر وليس جماعة الإخوان الى افضل حال.ورغم المحاولات المستمرة لأحزاب بعينها التى لم تصل الى مرادها ولم تفز بنصيب فى الإنتخابات الى تخويف الشعب من الاخوان ومن حزب الحرية والعدالة الذراع السياسى للاخوان. وإذا كنا قد اشرنا إلى التاريخ الذى كتب بأحرف من دمع ودماء منذ عهد جمال عبد الناصر فى يناير 54 وحتى بعد وفاة الهضيبى المرشد الثانى وبعدها تولى الأستاذ عمر التلمسانى عام 73 قيادة الجماعة فى ظروف أشد ليونة فى عهد الرئيس السادات لم يكف دعاة الحقد والكراهية أن يبادروا بالانقلاب على جماعة الإخوان وكذلك حدث فى عهد الرئيس المخلوع مبارك،فقد زاد إصرار الشعب على تجاوز المحن وأصروا على ان يعطوا الإخوان وقتها وهم محاصرون أصواتهم فى انتخابات 2000 وتم إختيار 17 عضو ولولا الظلم لكانوا ضعف أضعاف هذا العدد وكذلك حدث فى انتخابات 2005 وقتها لم يصدق الأخرون كيف حصد الإخوان 88 عضو كانوا بمثابة كتيبة التحدى والمثابرة ودفعوا الجميع الى رفع القبعة لهم على هذا الإنجاز ، وقتها كما يقول الباحث فى الشئون الإسلامية –ضياء رشوان، أن المعارضة أجمع حصدت 9 مقاعد مجتمعة فقط ورغم ما قاموا به من عمليات التهويل والترويع للشعب المصرى من خطر الاخوان المسلمين وكأن املواطن المصرى لا يعرف الإخوان ولا صدقهم ! وكأن المواطن كلما زاد من التهويل خاف من الإخوان ولم يعطهم صوته فمن الذى ذهب وأعطى الإخوان اصواتهم فى انتخابات 2005. وعندما قامت الثورة فى 25 يناير 2011 المباركة وكان اليوم الأول الذى إختلط فيه الجميع فى البحث عن تنفيس لأوجاعهم وألامهم من الدولة البوليسية وكانت الفرصة التى استثمرها شباب الحركات المصرية وبإختلاف تنوعها الأيدلوجيى والفكرى ،خرجت وقالت لا للمرة الأولى بصوت مسموع وقالت للظالم ياظالم وللفاسد يافاسد وقالت للمستبد ..وحيك كفى خذا القدر من الإستبداد.خرج شباب الإخوان للميدان وبادروا بالمشاركة ووضعوا أيديهم فى أيدى شباب مصر فى مشهد مات كل من رأه بعدما تبدد حلمه فى الفرقه بين الإخوان والتيارات الأخوى والتى هتفت فى صوت واحد"الشعب يريد" فلم تفلح الصدمات الكهربائية ولا الإنعاش الذى أحدثوه للمصريين وتخوفاتهم من جماعة الإخوان لانهم فهموا أن الامر مختلف كلياً فى عقل الخبثاء وواضح جداً فى عقل المصريين أجمع،فالإخوان على مدار السنين الطوال صمدواوصبروا ولم يفهم الأخر الذى يحاول المضى نحوا التفتيت انه التطور الطبيعى للحالة الإسلامية التى تمر بها دول العامل وان الاصل هو التغيير وان الصيحح هو التجرية وعلكيم ان تحكموا ولا داعى للوقيعة والمدافعة التى لاتغنى ولاتسمن من جوع. مؤشرات ودلائل (2) لم تكن فكرة الجماعة فى هويتها الإسلامية المتزنة التى قضتها خلال 80 عاماً من الجهاد والإيمان بفكرتها ،وحتى بعد إنشاء الجماعة لحزب سياسى حتى يصمت الأخر الذى ولول لعدم سعى الإخوان إنشاء حزب وبرغم انها تحمل فى كوادرها قادة وسياسين ذو وسطية معتدلة ،فلابد من فرملة صعود التيار الوسطى الإسلامى والذى يعلوا درجة درجة إلى منصات التتويج بعد أعوام من الإسستبداد لهم والصبر على هذا افبتلاء والإمتحان. أعود فاقول إن الحزب الذى يسعى لصياغة مفهوم جديد نحو استقرار الوطن واستقرار أوضاعه على أسس العدل والمساواة والنماء والحرية وليس كما كان من قبل بأنواع الرشوة والسلطوية المتحجرة والنزيف المستمر للشعب والإثقال عليه ،ليس نوعاً من استعراض العضلات بحصد المقاعد فى البرلمان او خلافه لكنه الاصح فى الوضع الراهن الذى تمر به مصر ولسان حال المصريون أتركوهم يعملوا فإنهم الأجدر على تسيير سفينة النمو فى المرحلة القادمة بعد توافر جميع الأدوات لديهم. رغم أن الفرصة الان مواتية للذين حرموا ملاذ الدنيا املين فى طيب الأخرة ومن الذين رفع فى وجههم الحذاء رغم أنهم حموا الثورة منذ اليوم الأول ولم يكونوا بداخل الأستديوهات يتحدثون ولا يفعلون أو من الذين جلسوا يقلبون شاشات التلفاز ومشاهد الوضع الدامى تلاحقهم ،أن الشعب قال كلمته وجددوا الثقة فى هؤلاء البواسل الذين وضع مصر قبل أنفسهم فى المقام الأول هدفاً للتنمية والبناء . الإتجاه حيث يريد الشعب (3) بغض النظر عن تلك المناكفات المستمرة بين فصائل وتيارات المصريين ،أرى انه طبيعى وسليم 100% وغير هذا لابد ان نقول انه خطأ منا نحن ولابد من إصلاحه ،فخروج وإتهامات التيارات الليبرالية والإشتراكية وغيرها ،حول خيانة الثورة والرضوخ لمهاترات غريبة هدفها قتل الإنجاز فى مقتل ،فنحن الأن نمر فى مفترق طريق يؤدى إلى حيث يردي الشعب ويطالب به منذ فترة لو الهيمنة والسيطرة الغير شرعية للنظام البائد كان ولابد من محو تلك الأثار التى علت خلال 30 عاماً وأرغمت ثلث الشعب على عدم الوثوق بشئ. فالربيع العربى الأن الذى يمر بقطار لن يتوقف عند محطة واحدة بل سيمر على جميع المحطات حتى يصل الى نهاية الطريق حيث يرغب الملايين فى التجربة الأولى للعديد من الدول العربية ،ولكن يجب ان يعلم الخاسر ولا أقول خاسر ولكنها طبيعة السياسة فوز وخسارة أن يحترموا جمع الشعب الذى قال بنسبة تخطت 60 % نعم لهم وأن يقف الجزء الثانى الذى قال لا معهم من أجل مصر إذا ماكانوا بالفعل ذهبوا لصندوق الإنتخابات لإنتخاب من ينهض بمصر الجديدة المشرقة.