القاهرة:أسدل الستار أخيرا علي قضية عالم الفيزياء النووية الأميركي من أصل مصري، عبد المنعم علي الجنايني، الذي كان محورا لاهتمام مختلف الأوساط الأميركية علي مدار الشهرين الماضيين بعد أن تقدم بطلب إلي قاض فيدرالي أميركي لعقد جلسة استماع من أجل مراجعة قرار طرده من العمل بأحد مختبرات الولاياتالمتحدة النووية ، وقالت تقارير صحافية أميركية أن الجنايني خسر دعواه القضائية التي رفعها بمساعدة الاتحاد الأميركي للحقوق المدنية، أكبر منظمات الحقوق المدني بالولاياتالمتحدة، على وزارة الطاقة في يونيو الماضي؛ بعد أن ادعي أنها طردته من العمل جاء بحجة المحافظة على الأمن القومي، وأكدت صحيفة النيويورك تايمز أن الجنايني قد عاد بالفعل بصحبة زوجته إلي مصر يوم الأربعاء الماضي بعد خسارته لتلك الدعوي التي قال فيها أن حقوقه قد انتهكت حين قام مسؤولو وزارة الطاقة بإلغاء التصريح الأمني الخاص به.
وأشارت لصحيفة في الوقت ذاته إلي أن العالم المسلم قال أيضا في دعواه أنه طرد بقرار اتخذ خطأ بسبب "التعبير عن رأيه ضد السياسات الخارجية الأميركية وبخاصة فيما يتعلق بحرب العراق، وتحدثه عن سوء معاملة مكتب التحقيقات الفيدرالية (إف بي آي) للمسلمين في أعقاب أحداث الحادي عشر من سبتمبر. وقالت الصحيفة أن القاضي تيرنس ماكفيري، من محكمة بيتسبيرغ الاتحادية بولاية بنسلفانيا، قد رفض تلك الدعوي قبل عدة أيام قليلة. هذا وقد زعمت وزارة الطاقة أنها تمتلك معلومات موثوق بها تؤكد أن الجنايني يمثل خطورة علي أمن البلاد القومي، لكنها أكدت علي أن ما بحوذتها من معلومات هي معلومات سرية وقد تضر بالأمن لقومي في حال الكشف عنها.
وأضافت الصحيفة أن الجنايني الذي طرد في شهر مايو الماضي من مختبر "بيتس" الذي ينتج قطع غيار سفن حربية نووية بالقرب من مدينة بيتسبيرغ، قد حصل على الجنسية الأميركية منذ 20 عاما، وتم وقف العمل بأوراقه الخاصة التابعة لوزراة الطاقة في ديسمبر الماضي، بحسب الوكالة الأميركية. وكان نائب وزير الطاقة جوبري كوبفير، قد أعاد النظر في قضية الجنايني الذي عمل في المختبر 17 عاما، وتم سحب أوراقه في مايو الماضي.
في ذات الوقت نقلت الصحيفة عن الاتحاد الأميركي للحقوق المدنية، الذي ساند الجنايني في قضيه أنه يخطط من الآن للاستئناف في الحكم الذي صدر مؤخرا ضد موكله. وفي تصريحات له كان قد أدلي بها لصحيفة بيتسبيرغ بوست غازيت، قال الجنايني :" لقد انتقدت الحكومة الأميركية لاتخاذها قرارا بالحرب تم بناؤه علي الخداع، لكن هناك الكثير من الأميركيين الذين يقولون نفس الشيء أو أكثر، ومع هذا فلم يتحركوا إلا ضدي أنا ".
ووفقا للدعوى القاضية الخاصة بالعالم المسلم، فإن مسئولي وزارة الطاقة ومكتب هيئة التحقيقات الفيدرالية سألوا الجنايني عن الحديث الذي أدلاه بخصوص سياسات أميركا الخارجية، وآرائه الخاصة حول التفجيرات الانتحارية، والقرآن، وأشياء أخرى، لكن الجنايني ومحاميه أفادوا بأنه لم يدل بأي معلومات تتسبب في فقدانه وظيفته.
من جانبها، قالت محامية وزارة العدل في القضية: إن "مراجعة كوبفير، نائب وزير الطاقة، للنظر في القضية، كانت مراجعة إدارية على أعلى مستوى، والقاضي مكفيري لم يكن له حق النظر في الدعوى، وتحدى بذلك نتائج كوبفير التي تفيد بأن عقد جلسة استماع إداري يمكن أن تتسبب في نشر معلومات حساسة تتعلق بالأمن القومي".
ويشكو العديد من المسلمين في الولاياتالمتحدة من تعرضهم لتمييز في المعاملة منذ هجمات 11 سبتمبر 2001 بسبب ملابسهم وهوياتهم الإسلامية، فمنذ 2005 فقط سجل فرع مجلس العلاقات الإسلامية الأميركي "كير" في شيكاغو أكثر من 1200 شكوى من التمييز ضد المسلمين.ويبلغ عدد المسلمين في الولاياتالمتحدة ما بين 6 و7 ملايين نسمة من إجمالي عدد سكان البالغ 300 مليون نسمة. ايلاف